أعلن حلف الناتو أنه نفذ ستة آلاف غارة جوية ضد أهداف حكومية ليبية منذ بداية إشرافه علي العملية العسكرية في الحادي والثلاثين من مارس الماضي. ووصف الناتو مهمته في ليبيا بأنها ترمي لفرض حظر علي السلاح في ليبيا، ومنطقة لحظر الطيران، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين الليبيين. وقال قائد عمليات الحلف في ليبيا الجنرال الإيطالي كلوديو جابيليني إن الغارات كانت ضمن نطاق قرار مجلس الأمن. وإن الحلف لا يستهدف أفرادا دون أن يتسني له مع ذلك تأكيد ما إذا كان الرئيس الليبي معمر القذافي لا يزال علي قيد الحياة بعد الضربات المكثفة التي اصابت العاصمة طرابلس. وأضاف في مؤتمر صحفي في مقر قيادة الحلف في نابولي أن الهدف الوحيد للعمليات الدولية التي تولي الحلف قيادتها هو فقط شل الجهاز العسكري الذي يستخدمه نظام القذافي ضد المدنيين. وفي مدينة مصراتة علي بعد مائتي كلم شرق طرابلس والتي تحاصرها قوات القذافي منذ أكثر من شهرين، واصل الثوار أمس تقدمهم علي طول الطرق الساحلية في اتجاه الزليتن «50 كلم غرب». وقال الحاج محمد، العقيد المتقاعد في الجيش والذي يقود عمليات الثوار علي هذه الجبهة بعد خمس ساعات من المواجهات العنيفة «كل يوم نواصل تقدمنا. أمس 15 كلم واليوم فقط كيلو مترين لكن التقدم مستمر». وأكد شاهد عيان يدعي محمد عبدالأحمد «18 عاما» أن قوات القذافي تحتجز عائلات رهائن لحماية عناصرها وهذا الأمر يشكل عائقا كبيرًا بالنسبة إلي الثوار. وأوضح الثوار أن قوات القذافي قصفت منطقة سكنية خارج مصراتة. وقال شاهد عيان إن القتال في المدينة احتدم واتسع علي مدي الأسابيع القليلة الماضية لكن الثوار كسبوا أرضا من خلال محاصرة جنود القذافي في المطار وأكاديمية القوات الجوية في الجنوب من جميع الاتجاهات. ودعا إبراهيم بيت المال المتحدث باسم الثوار في مصراتة قوات القذافي إلي التخلي عن المعركة المستمرة منذ ثمانية أسابيع. وقال إن من يستسلم وينضم إلي الثوار هو آمن ومن يقرر الانسحاب والعودة إلي منزله هو آمن. إلي ذلك تساءلت صحيفة «الجارديان» أمس عن سبب اختفاء القذافي عن الأنظار منذ مقتل نجله سيف العرب خلال غارة جوية لطائرات الناتو منذ عشرة أيام.. وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني إلي أن مقاتلات الناتو عاودت شن هجمات جديدة واستهداف مواقع في طرابلس وذلك للمرة الأولي منذ تنفيذ الغارة التي شنها الحلف علي منزل نجل القذافي مؤخرا.. وقالت إن أنصار القذافي يجوبون شوارع طرابلس متسائلين عن مصير قائدهم، ولماذا لم يظهر حتي الآن منذ مقتل نجله، وفي الوقت ذاته يعربون عن استيائهم الشديد من الحصار المفروض من قبل الأممالمتحدة. وقال أحد كبار المسئولين الليبيين في هذا الصدد إن محاولة اغتياله أمر واضح، وأعتقد أن مسئوليه الأمنيين أبلغوه بضرورة عدم الظهور كثيرا في الفترة الحالية.