لم تكن شركات الإنتاج السينمائي الوحيدة التي تأثرت ماديًا بأحداث ثورة 25 يناير بل لحقتها أيضًا دور العرض والتي أصبحت قاعاتها خاوية إلا فيما ندر ورغم طموح أصحاب ودور العرض في تحسن المناخ السينمائي تدريجيًا وعودة الأوضاع إلي ما قبل الثورة إلا أنهم يفاجأون في كل مرة بتطور الأحداث بشكل متسارع من عمليات شغب وبلطجة وهو بالطبع ما يؤثر علي الجمهور السينمائي. أكد يوسف عزيز مدير سينما «هيلتون رمسيس» أن الأحداث التي تشهدها مصر زادت قلق الجمهور خاصة وأن موقع السينما موجود في «ميدان التحرير» وهو ما يجعل الجمهور يتردد في دخول دور السينما، ففي هذا الوقت يتم تشغيل الأفلام بالقاعات علي ثلاث تذاكر أو تذكرتين وأوقات كثيرة يكون هناك تذكرة واحدة فقط وعلي أن احترم هذا الشخص الذي قرر دخول السينما وتشغيل القاعات بكامل طاقتها سواء إضاءة أو تكييف وكهرباء. وأمام هذه الحالات قمنا بتقديم ساعات حفلات الأفلام فبدلا من إلغاء حفلة منتصف الليل قدمنا الحفلة لتكون 11.30 بدلا من منتصف الليل حتي ينتهي الفيلم قبل ساعات الحظر، ويستطيع المشاهد العودة لمنزله ويضيف يوسف أن إيرادات الأسبوع الواحد للخمسة أفلام الموجودة لدينا لا تتجاوز ال5000 جنيه ومثال علي ذلك فيلم «فاصل ونعود» لكريم عبدالعزيز كان إيراده اليومي قبل ثورة يناير يتراوح بين 21.100، 14.000 و 8.000 حتي وصل إيراده إلي صفر في أيام 25، 28، 30 يناير والآن نتيجة لقرصنة وسرقة الفيلم وتسويقه عبر الإنترت وفضلات الD.V.D وصلت إيرادات الفيلم في الأسبوع ل1000 جنيه و2000 جنيه. أما علاء غريب المدير المالي لسينمات سيتي سنتر ومجمع «جولف سينما العبور» فيقول: أن الحال حاليًا «لا يسر عدو ولا حبيب» فالانفلات الأمني الموجود حاليًا والمتابعة المستمرة للجمهور لأخبار السياسة والأحداث الجارية جعلت من رواد السينما أناسًا معدومي الرغبة في مشاهدتها فحجم الخسائر لدينا خلال الأربعة شهور الفائته تجاوزت المليون جنيه ورغم طرح أفلام جديدة مثل «سفاري» و«Euc» إلا أن إيراداتها اليومية لا تتجاوز حاجز ال1000 جنيه في اليوم الواحد ولا تتجاوز 10.000 جنيه في الأسبوع ولو حسبنا حجم الإيرادات لكافة الأفلام الموجودة لدينا سنجدها لا تتعدي ال50 ألف جنيه في الأسبوع نصفها يحصل عليه الموزع والنصف الآخر مرتبات للعاملين ناهيك عن الإضاءة والكهرباء وباقي احتياجات السينما فالمرتبات وحدها تتجاوز ال200 ألف جنيه فكيف لنا أن نغطي هذا العجز الذي بلغ 400 ألف جنيه ورغم وجود الأفلام الأجنبية وأفلام ال3d إلا أنها لا تستطيع أن تغطي العجز الذي خلقته قلة الأفلام المصرية، خاصة أن هناك عددًا من الأفلام تم تأجيلها مثل عمر وسلمي3 والمصلحة، إضافة إلي فيلم كف القمر للمخرج خالد يوسف.. الجميع يعول علي هذه الأفلام خلال الموسم الصيفي الحالي الذي تتوقع أن يموت قبل أن يبدأ. كما أكد حازم منير مدير مجمع سينمات فاملي المعادي التابعة لجهاز السينما الذي أكد صحة الكلام السابق، ويضيف أنه يشعر بخطورة كبيرة خلال الأيام المقبلة، خاصة مع أحداث الشارع المصري المتلاحقة من بلطجة إضافة إلي الفتنة الطائفية التي تتزايد يوما بعد يوم. كما أن عددا كبيرا من رواد السينما عرب ومع شارع الأحداث أحبطت السياحة في خبر كان وهو ما أضر بنا بشكل كبير، فبعد أن كان إيراد الفيلم الواحد يتجاوز 30 ألف جنيه في الأسبوع في مثل هذه الأيام أصبح الإيراد لا يتجاوز حاليا ال5000 جنيه، خاصة بعد أحداث كنيسة إمبابة، ونتوقع خلال الشهور المقبلة الأسوأ من ذلك، فرغم نزول فيلمي «سعيد حركات» أو «الفيل في المنديل» و«الفاجومي» نهاية الشهر الجاري، إلا أننا لا نتوقع أن يطرأ أي تغيير لدينا. فمثلا فيلم «365 يوم سعادة» بلغت إيرادته في الأسبوع الأول 606 آلاف جنيه، أما الآن فلا تتخطي ال20 ألف جنيه في اليوم الواحد. ويضيف: لقد تكبدنا خسائر فادحة والشركة لديها 1200 موظف ولم يتم الاستغناء عن أحد منهم، أما أحمد عبدالجليل مدير سينمات رينسانس فيقول: إن موسم الامتحانات الحالي لم يعد السبب الوحيد لقلة عدد الرواد للسينما وإنما السبب في انعدام رغبة الجمهور في السينما وتخوفهم من عدم تواجد الأمن، فمثلا إلغاء حفلات منتصف الليل بسبب الحظر قلبت الموازين، خاصة أنها تشكل ربع الإيراد اليومي لنا، فمع الأحداث الجارية أصبح اهتمام الناس بمتابعات الأخبار أهم من الذهاب لمشاهدة فيلم حتي في حالة نزول فيلم جديد. وأخيرًا يقول منيب شافعي، رئيس غرفة صناعة السينما: إن الخسائر الفادحة التي تعرضت لها دور العرض جعلتنا نطالب بدعم مادي من وزارة المالية حتي الآن ننتظر هذا الدعم، لقد تخطت خسائرنا حاجز ال50 مليون جنيه وأكثر دور العرض تعرضت لخسائر فادحة هي: مسرح الزعيم بالهرم الذي تكاتل عليه الجمهور أيام الثورة لتكسيرها، ظنا منهم أنها تابعة لعادل إمام الذي صرح وقتها بأنه ضد الثورة، وتم تحطيم القاعات والكراسي وهي تابعة لفاروق صبري رجل الأعمال الذي يعمل علي تجديد القاعة وشراء معدات جديدة لها لإعادة تشغيلها.