بدأ الجيش السوري أمس انسحابا تدريجيا من مدينة درعا جنوب البلاد. نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش «كانت تلاحق عناصر المجموعات الإرهابية فيها تنفيذا للمهمة التي كلفت بها استجابة لنداءات المواطنين ومناشداتهم الجيش للتدخل وإعادة الأمن والهدوء إلي المدينة». في الأثناء، انتشرت حول مدينة الرستن شمالي العاصمة السورية دبابات ومدرعات بعد رفض السكان اقتراح عضو حزب البعث صبحي حرب بتسليم مئات المطلوبين مقابل بقاء الدبابات خارج المدينة. في بانياس أقام الجيش نقاط تفتيش وقام بفصل الأحياء ذات الأغلبية السنية عن تلك التي يقطنها العلويون منفذا حملة اعتقالات، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المئات أحيلوا إلي القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب. علي الصعيد الدبلوماسي أعلن وزير الخارجية البريطاني وليم هيج أن بلاده مازالت تسعي لاستصدار إدانة من الأممالمتحدة للحملة التي تشنها الحكومة السورية علي الاحتجاجات رغم المعارضة التي وجهت بها محاولة سابقة. وقال هيج إنه يحشد تحركا دبلوماسيا للضغط علي الرئيس بشار الأسد لوقف ما وصفه ب«القتل والقمع ويتخذ سبيلا إلي إصلاح حقيقي». في هذه الأثناء حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سوريا علي التعاون في تحقيق يجريه مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية حول مقتل متظاهرين. كرر بان - في اتصال مع الرئيس السوري - الدعوة من أجل «الوقف الفوري للعنف بحق المتظاهرين السلميين وللاعتقالات الجماعية وإجراء تحقيق مستقل في جميع عمليات القتل التي وقعت أثناء الاحتجاجات». في القاهرة، تظاهر أمس أمام مقر الجامعة العربية العشرات من أعضاء الجالية السورية في مصر حاملين «نعوشًا» دلالة رمزية علي شهداء المدن السورية الذين سقطوا علي يد قوات النظام السوري خلال الأسابيع الماضية وبعث المتظاهرون برسالة استنكار لصمت الجامعة إزاء المجازر المروعة التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل مطالبين بطرد مندوب سوريا لدي الجامعة العربية السفير يوسف أحمد وتعليق عضوية النظام السوري. بدوره أكد مأمون الحنفي عضو مجلس الشعب السوري السابق، اللاجئ السياسي، ل«روزاليوسف» أن ما يحدث من عمليات قتل في سوريا «تقوم بها غرفة عمليات مكونة من أعضاء أسرة الأسد وعلي رأسها الرئيس بشار وأقاربه الذين يدعمون عصابات المرتزقة لقتل السوريين، وطالب جيش بلاده بعدم المشاركة في هذه المجازر حفاظا علي دوره.
