«الشعب أسقط النظام».. «شكرا مصر الثورة.. شكرا يا أم الدنيا».. «سنحمي وحدتنا الوطنية بكل ما نملك» تصدرت هذه الهتافات المشهد الفلسطيني أمس لاسيما في غزة التي خرج سكانها في مسيرات حاشدة احتفالا بتوقيع الفصائل علي اتفاق المصالحة. ورفع سكان غزة لافتات ورددوا هتافات هنأوا فيها جميع الفلسطينيين بالمصالحة وأكدوا أنهم سيحمونها بكل قوة. وسمحت حكومة حماس في غزة لتليفزيون فلسطين بإعادة البث من غزة بعد أن أغلقته إثر الانقسام قبل أربع سنوات. من جانبه أعرب القيادي البارز في حركة حماس إسماعيل رضوان عن شكره العميق لمصر علي جهودها التي بذلتها من أجل التوصل إلي اتفاق مصالحة بين فتح وحماس وهنأ رضوان الشعب الفلسطيني بالتوصل إلي اتفاق المصالحة واصفا اليوم الذي وقعت فيه حركتا فتح وحماس هذا الاتفاق ب«التاريخي». وأكد القيادي الحمساوي التزام حركته الكامل بتطبيق جميع بنود الاتفاق علي أرض الواقع معربا عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة بداية لتشكيل حكومة فلسطينية ذات وفاق وطني مستقل. بدوره قال السفير الفلسطيني بالقاهرة بركات الفرا: إن العالم العربي شهد نجاح مصر في العودة إلي دورها الطبيعي لقيادة الوطن العربي وتحمل همومه مؤكدا أن ثورة 25 يناير كانت حجر الزاوية في إنجاز المصالحة الفلسطينية حيث قربت وجهات النظر وأزالت الغيوم التي كست الجهود السابقة وأشار إلي أن إتمام المصالحة أبلغ دليل علي أن ما يجري في مصر يسير مردوده علي الواقع العربي ككل. وأوضح الفرا في تصريح خاص ل«روزاليوسف» أن إسرائيل حاولت إجهاض الجهود المصرية أكثر من مرة كان آخرها القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بعدم تحويل الأموال إلي السلطة الفلسطينية اعتراضا علي التصالح مع حماس مشيرا إلي أنه فور الانتهاء من التوقيع علي المصالحة ستبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في غضون أيام علي أن تدمج الوزارات في الضفة وغزة. وأشار الفرا إلي أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية ستجري في غضون عام. في الوقت ذاته أجمعت شخصيات سياسية فلسطينية ضرورة إنجاح اتفاق المصالحة وتطبيقه علي أرض الواقع مطالبة بتجاوز الخلافات وبالدعم العربي لضمان التنفيذ ولمجابهة الضغوطات الدولية علي الشعب الفلسطيني وقياداته. وأوضح النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي أن الانقسام كان مربكا وقرار الفصائل بالتوقيع علي هذه المصالحة يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وخطوة تربك اليمين الإسرائيلي الذي يريد للشعب الفلسطيني أن يبقي مقسما ومجزءًا. ولفت الانتباه إلي أن «الرد الإسرائيلي بالشأن الفلسطيني متلون ويتسم بمعيار مزدوج» وقال: في إسرائيل يقدسون الوحدة الوطنية بين الأحزاب ولكنهم يمنعونها عن الفلسطينيين. وشدد علي أن المنطق يستدعي مباركة الولاياتالمتحدة لأية وحدة فلسطينية لأن «السلام مع جانب فلسطيني موحد وقوي هو سلام أكثر تماسكا». وأضاف: لكنني أؤكد أن حكومة إسرائيل ليست مرشحة إطلاقا للتوصل إلي أية تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني لأنها حكومة تحوي في ثناياها أحزابا فاشية وعنصرية ويمينية. من جهته لم يخف رئيس دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا قلقه من المستقبل عند الخوض في التفاصيل أثناء تطبيق اتفاق المصالحة علي الأرض.