اجمع العلماء على ان رفع الصوت بالبكاء فى الدعاء فى صلاة التراويح امر غير محمود لانه يشوش على من حوله من المصلين كما انه فيه رياء اذا كان غير تلقائي وهو امر منهى عنه فى الصلاة كما انه يجب على المسلم أن يجاهد نفسه وأن يحرص على الخشوع فى صلاته وأن يخفى صوته فى البكاء ما استطاع إلى ذلك سبيلا. فمن جانبه يقول الدكتوراسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الازهر سابقا إن دمعة العين إذا كانت صادقة ووقعت فى موقعها الصحيح كان لها قدر عظيم عند الله ومن السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه فالبكاء إذا عبر عن إيمان وعن صدق مع الله وعن توبة وندم وعن تفكر فى عظيم خلق الله وعن ذل وتواضع مع رب العالمين رفع الله به العبد فى الدنيا والآخرة واضاف: «من المفترض فى البكاء أن يأتى تعبيرا عما فى القلب فالإنسان يبكى حينما يتفكر فى آيات ربه فى الصلاة خاصة فى صلاة التراويح التى يطيل فيها القراءة. وتابع البكاء يأتى فيها من خشوع صادق ونية صافية وتفكر فى آيات ربنا ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يبكى حينما يسمع آيات تتجلى فيها العظمة والخشية من الله تعالي، موضحا ان البكاء ليس مطلوبا الا اذا كان تلقائيا فلا يوجد مانع فيه اما اذا كان مصطنعا فهذا لا يجوز وهو امر غير محمود وغير مطلوب فى صلاة يفترض فيها الخشوع والخضوع لله عز وجل من جانبه قال اشرف الفيل الداعية الاسلامى ان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان أكثر الناس خشوعا لربه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وفى صدره أزيز كأزيز المرجل أى أن الدموع فقط هى التى تخرج تعبيرا عما فى القلب فينبغى أن تكون الدموع بين الإنسان وربه حتى يكون هذا البكاء خالصا لوجه الله عز وجل ويكون بعيدا عن الرياء والسمعة وكان أبا بكر كان يبكى بكاء شديدا فى صلاته حتى لا يفهم الناس ما يقول من شدة بكائه رضى الله عنه ولكن حالنا مع البكاء يختلف عما كان عليه جيل الصحابة فبعض الناس يعلوا صوته فى البكاء فى الصلاة حتى يسمعه الناس ويؤدى هذا البكاء إلى التشويش على من حوله من المصلين وشغلهم عن صلاتهم ورفع الأصوات فى البكاء ليس له داع فى أى حال من الأحوال ويجب على الإنسان أن يجاهد نفسه فى ضبط هذا البكاء واشار الفيل الى ان هناك بكاء ربما أورد المهالك فمن الأئمة من يتصنع البكاء خاصة فى صلاة التراويح ويتكلف أن يتأتى بنغمة حزينة ويقلد غيره من القراء فى حزنه وليست هذه قراءته لكنه يقلد غيره يبكى ويبكى الناس من حوله وقلبه ما خشع لله وما تدبر فى آياته ولو تدبر حقا لخشع القلب ولرقت الجوارح دون تكلف ودون تقليد للغير. وقال عبدالحميد ابراهيم عبدالباسط من علماء الازهر ان امر البكاء فى صلاة التروايح امر مطلوب ولكن ما يخشى هو أن يكون هذا الفعل تلبيسا من الشيطان عليهم ليوقعهم فى الرياء وملاحظة الخلق. وإذا كان بكاؤهم هذا لله لا سمعة فيه ولا رياء وهو المظنون بهم فالواجب عليهم إخفاؤه وكظمه ما استطاعوا لأن الأصل إخفاء الطاعات إذا لم يكن فى إظهارها مصلحة هو ما كان عليه سلف هذه الأمة والأئمة المتبعين. مشيرا الى انه ورد اذا لم تبكوا فتباكوا ولكن بشرط عدم الرياء أما الصراخ والصياح فهذا يجب تركه لأنه ليس من العبادة وقال تعالى «ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين» فهذا يدل على ان رفع الصوت بالدعاء لغير حاجة اعتداء.