بعد طرح فكرة الترويج للدراما المصرية فى الخارج خاصة فى دولة الهند، لكى يتعرف الهنود على ثقافة المصريين وعاداتهم وتقاليدهم من خلال الأعمال الفنية المصرية، وكخطوة لاستكمال التبادل الثقافى بين البلدين الذى بدأ بالفعل فى مصر من خلال عرض العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية الهندية مثل مسلسل «فرصة ثانية»، و«من النظرة الثانية»، و«اختى هتلر»، والجارى عرضها الفترة الحالية، فضلا عن العديد من الأفلام الهندية التى أنشأت لها قنوات مصرية لعرضها. تحدث العديد من المسئولين والفنانين عن هذه الخطوة وأهميتها وآليات تنفيذها فى هذا التحقيق قال أحمد إبراهيم المستشار الإعلامى بسفارة الهند بالقاهرة، إن الترويج للدراما والسينما المصرية فى الهند مسئولية تقع على عاتق وزارة الخارجية المصرية فى الهند، مثلما تفعل السفارة الهندية فى مصر مضيفا أن السفارة المصرية فى الخارج مقصرة فيما يخص السينما والدراما المصرية. واستشهد بأغنية «نارى نارين» للمطرب هشام عباس التى حققت نجاحا كبيرا، لدى عرضها فى مصر والهند، بالاستعانة بموديلز هنود، موضحا بأن الترويج لهذه الاغنية فى الهند كان برغبة من هشام عباس والذى يعشق دولة الهند دون أى تدخل من جهة رسمية أو فنية. وأضاف «إبراهيم» أن الترويج للفن المصرى فى الهند كثير منه يكون باجتهادات شخصية، ولا تتخذ الطابع الرسمى للدولة المصرية. ومن جانبة كشف المخرج هانى إسماعيل أن فريق عمل «أوراق التوت» والذى يقوم بتصويره حاليا، يستعد للسفر الى الهند نهاية شهر مايو الجارى، لاستكمال تصوير العمل هناك. وأضاف أنه تم اختيار أماكن تصوير العمل فى الهند ما بين مدن مومباى وجيبور وجيدبور، موضحا بأن اختيار هذه المناطق بالتحديد يعود إلى ما تحويه من المناظر الطبيعية الخلابة فضلا عن وجود كثير من المبانى الضخمة والقصور بها، والذى يتطلبها العمل، وخاصة لأنه يدور فى إطار تاريخى. وكشف عن أن «أوراق التوت» لا يتحدث عن مصر، وإنما العلاقة العرب وبالاخص الإسلام بالعالم الخارجى الذى يتمثل فى هذا المسلسل فى دولة الهند، أى يتضمن رسالة نقول من خلالها أن الإسلام ليس كما يشاع عنه بأنه دين إرهاب وعنف، وإنما الاسلام دين سلام وسماحة. وعن اختياره للهند بالتحديد لتصوير المسلسل، أوضح أنه يعود إلى أن الإسلام منتشر فيها، كما أنها منطقة مناسبة لقصة العمل. ونفى شعوره بأى قلق من تقديم هذا العمل فى الهند، بالرغم من وجود الديانة الهندوسية والسيخية بشكل كبير، فى حين أن العمل يتناول الإسلام، مؤكدا بأن المسلسل لم يتطرق إلى الديانات الأخرى ولم يتعرض إليها بأى نوع من الاساءة. وكشف عن أن الملابس التى سيرتديها الفنانون خلال المسلسل تم تصميمها على الطراز الهندى، ولكن مع مراعاة العادات والتقاليد العربية خاصة وبعيدا عن العربى أن العمل سيعرض خلال رمضان. وتجسد الفنانة صابرين خلال العمل شخصية امبراطورة هندية وكشف إسماعيل عن انه تم الانتهاء من نصف مشاهد «أوراق التوت» تقريبا، ومن المقرر دبلجته إلى الهندية عقب الانتهاء من تصويره. ومن جانبه أكد الفنان يوسف شعبان أنه سعيد كثيرا بالمشاركة فى «أوراق التوت»، وأنه انبهر لدى رؤيته الامكانيات الضخمة المتوفرة للعمل من الألوان والديكورات والملابس، مؤكدا بانه سيكون نقلة كبيرة فى الدراما المصرية. وأشارإلى أن «أوراق التوت» لا يقل عن أى عمل درامى غربى، ويرى شعبان أن الدراما والسينما المصرية الأحق بأن تذهب الى الهند بدلا من حدوث العكس، خاصة إن السينما المصرية بدأت قبل الهندية بعشرين عاما، حيث إننا بدأنا السينما مع إيطاليا تقريبا، كما أن مصر تاريخ طويل جدا فى الفن والسينما واستفاد منها العالم. وتمنى أن يهتم وزير الثقافة بالفن الذى يحتاج إلى تدعيم الدولة بشكل كبير كى ينهض من جديد، كما طالب صناع الفن بمحاولة النهوض بالفن المصرى من جديد وإعادته إلى إزدهاره ومجدة الذى كان عليه سابقا. ووجهه يوسف شعبان تحية إلى شعب الهندى الذى استطاع رغم كل مايعانيه من فقر تقديم سينما جيدة يفتخرون بها أمام العالم بأكمله، مستدلا بأنهم صنعوا من فنانيهم نجوما عالميين كالفنان العالمى اميتاب بتشان الذى يعد اسطورة هندية. ومن جانبها أكدت الفنانة سميحة أيوب أن عقد «اوراق التوت» مكتوب فيه أن يتم ترويج العمل فى دولة الهند، ويتم عمله على هذا الأساس، موضحة بأنه وجهة مشرفة لمصر فى الهند. موضحة بأنها لاتزال تواصل تصوير مشاهدها فى العمل، والذى تجسد خلاله شخصية امرأة هندية. ومن جانبها قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن غياب مسألة ترويج الأعمالة الدرامية المصرية فى الخارج تعود إلى الحاجة لإنتاج ضخم بالإضافة إلى شركات توزيع دولية كبيرة. وأشارت إلى أن «أوراق التوت» فى حالة ترويجة فى الخارج سيعد بمثابة أول عمل درامى مصرى يتم دبلجته وعرضه فى الهند، كما لفتت الانتباة إلى أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون كان يرسل مسلسلات دينية وليست اجتماعية للدول الإسلامية خلال شهر رمضان، منها دول آسيا. ومن جانبه قال الناقد محمود قاسم إن السينما الهندية استطاعت اجتياح مصر والعالم، لأنها متميزة كثيرا وإنتاجها ضخم. وأضاف أن «أوراق التوت» يعد أول مسلسل مصرى يتم عرضة فى دولة الهند، وتمنى أن يكون بداية لإنتاج أعمال تصلح لتمثيل مصر فى كل دول العالم.