13 عاماً على غياب المايسترو صالح سليم نجم الكرة المصرية الوحيد الذى ترك علامة مميزة فى تاريخ السينما «الأهلى فوق الجميع» العبارة التى يرددها الأهلاوية دائما عندما يحقق الفريق إنجازات كالمعتاد، أو يسقط أحيانا فى بعض الأزمات كما يحدث حاليا فى ذكراه ال13، والحل عند العلم الراحل أيضا، ف«الأهلى ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه». النجم الذى أبدع فى فيلمه الشهير «الشموع السوداء»، وتوقع له الكثيرون استمراره بالعمل الفنى واعتزال كرة القدم، ولكنه بعد تجربة واحدة من ذلك التاريخ، فاجأ الجميع وأعلن اعتزاله الفن، أرجع البعض ذلك لعدم رغبته فى الاستمرار وعشقه الشديد لكرة القدم، ولكن ما لا يعلمه الكثير، أن مقالاً صحفى قد يكون السبب الحقيقى وراء الابتعاد.. الأول كان لمحمود السعدنى يطالبه فيه بترك التمثيل لأهله والعودة لملاعب الكرة وذلك بعد فيلم الشموع السوداء إلا أنه بعدها بسنوات من اعتزال «سليم» فاجأ الجميع بمقال آخر يعتذر فيه لجماهير السينما الذين فقدوا موهبة حقيقية كاد يكتب لها النجاح والصعود لولا مقاله الذى قد يكون تسبب فى اعتزاله. التجربة الأخيرة كانت فيلم «الباب المفتوح»، مع فاتن حمامة وحسن يوسف، وقد وافق على العمل فيه، لأن سيدة الشاشة العربية هى التى طلبت منه التمثيل معها، خاصة أنه كانت صداقته العائلية معها قوية للغاية، وقد كان ومثل الفيلم، ولكنه لم يحقق النجاح المطلوب وتعرض لانتقادات قاسية، وصلت إلى حد وصف إعطائه دور البطولة فيه، بأنه مؤامرة ضد بركات وفاتن حمامة. الصحفى لويس جريس، والذى ترأس فيما بعد تحرير مجلة صباح الخير، كان من أشد منتقديه، إذ كتب بعد عرض الفيلم مباشرة يقول: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة فى مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والذى استرعى انتباهى ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه على هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه «ممثل فاشل». دارت حول المقال الحوارات وقتها أكثر مما دار عن قصة لطيفة الزيات الممتازة، أو تمثيل العظماء فاتن حمامة ومحمود مرسى وحسن يوسف أو المخرج العبقرى بركات.. وبعد خمسين عاماً من عرض الفيلم يرد جماهير «المايسترو» على مقال «لويس جريس»، شباب لم يعاصروه وفتيات لم يفتن بوسامته كأحد فتيان الشاشة لكنهن عشقن إطلالته وأداءه الصادق على الشاشة الفضية حواره وخطاباته لفاتن حمامة بالفيلم هى أحد الحوارات الدارجة على مواقع التواصل الاجتماعى رمزاً للرومانسية والحب المجرد من الشهوة بعيداً عن الإبتذال والأداء الفج المرهون بعبارات وإيحاءات لا تمت لمجتمعنا بصلة. خاض الراحل حروبا متلاحقة، كان آخرها وأشرسها ضد مرض سرطان الكبد والقولون بدأها فى عام 1998، وأبلى فى مواجهته بلاء حسنا.. مفضلا أن يظل الأمر فى طى الكتمان، مواظبا على العلاج فى لندن، إلى أن وافته لمنية صباح يوم السادس من مايو عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاما، ليشيع جثمانه مئات الآلاف من محبيه.