على هامش الاحتفال بذكرى مرور25 عاما على رحيل الكاتب والاديب الكبير إحسان عبدالقدوس،شهد صالونه الثقافى بمؤسسة «روزاليوسف» بحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، فضلا عن عدد كبير من مشاهير الفن والإعلام والسياسة منهم الفنانة نبيلة عبيد والفنان حسن يوسف، والإعلامى مفيد فوزى، والإعلامى عمرو الليثى والسيناريست الكبير مصطفى محرم، والكاتب لويس جريس،المفكر السياسى مصطفى الفقى.. وبدأ الحفل فى تمام الساعة السابعة بوقفة حداداً لمدة دقيقة على روح الفنانة فاتن حمامة بعدما طلب الناقد الفنى طارق الشناوى والذى قدم الحفل من الحضور ذلك. وقال «الشناوى» إن صالون احسان عبدالقدوس كان دائما حريصاً أن يتضمن جميع الآراء والاتجاهات - أى الحرية - التى نادى بها فى كتاباته الصحفية والروائية وأفلامه التى كانت تعبر عن الحرية الاجتماعية والفكرية والعاطفية.وتضمنت الاحتفالية تكريم عدد من الفنانين والاعلاميين بداية من الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، ثم الإعلامى الراحل طارق حبيب وتسلمت الجائزة عنه زوجته، وتكريم الكاتب الكبير لويس جريس، والمفكر السياسى الدكتور مصطفى الفقى. محمد عبدالقدوس: والدتى أهم أسرار نجاحه أعرب الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس نجل الراحل احسان عبدالقدوس فى البداية عن مدى حزنه بفقدان الفنانة الكبيرة فاتن حمامة قائلا: «إن فاتن حمامة كان يشاهدها كثيرا فى منزلهم، خاصة لكونها كانت على علاقة وثيقة مع والده احسان عبدالقدوس، والذى تعاونت معه فى اكثر من عمل فنى ،حيث بدأ ذلك التعاون من خلال فيلم «الله معنا»، اعقبه «الطريق المسدود»، ثم «لا انام» والذى كان تطوراً جذرياً لها خاصة لانها قدمت خلال دور فتاة شريرة لأول مرة، وفيلم «لا تطفىء الشمس» ثم تعاونا معا فى السبعينيات عقب عودتها الى مصر من خلال فيلم «امبراطورية مين». مؤكدا أن الفنانة فاتن حمامة كانت جديرة بلقب سيدة الشاشة العربية. وأضاف إنه مؤمن بشكل كبير بالحكمة التى تقول إن خلف كل رجل عظيم امرأة، وذلك بعدما شاهد فضل والداته على والده، حيث إن كل المجد الذى كان يتمتع به والده كانت والدته السبب فيه والتى كانت دائمة العطاء ولكن فى الظل والخفاء. وتابع ان احسان عبدالقدوس كان متعدد المواهب، فضلا عن انه كان محترفاً فى كل موهبة لديه، حيث كان كاتب قصة وصحفى من الطراز الأول، والسبب الرئيسى فى علو شأن «روزاليوسف» إلى القمة ومن بعدها مؤسسة اخبار اليوم، والذى تسبب فى توزيع مليون نسخة منها، كما انه اديب من الطراز الأول استطاع التعبير عن المرأة فى افضل شكل، ولا ينافسه فى ذلك سوى الاديب نجيب محفوظ، كما أنه كان كاتب سياسى ماهر رغم ان السياسة تحتاج الى تخصص إلا أنه أستطاع أن يبسطها بشكل كبير.
نبيلة عبيد: أدين له بالفضل.. وأعماله وراء نجوميتى قالت الفنانة نبيلة عبيد أنها تدين بالفضل للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس فيما وصلت إليه من نجومية، حيث أنه اختار لها الكثير من رواياته لتقدمها كأعمال سينمائية، والتى حققت نجاح كبير لدى عرضها منها فيلم «أرجوك أعطنى هذا الدواء» و«الراقصة والسياسى» وغيرها. وأضافت أن من ضمن نصائحه لها والتى تحرص على تنفيذها أنها كان فى أحدى المرات ترغب فى عمل أفيشات مختلفة لأحد افلامها، وبسؤالها له أخبرها بأن هذا خطأ وخاصة أنه لابد أن يكون أفيش واحد كى ينطبع فى ذهن الجمهور. وقام الناقد الفنى طارق الشناوى بنقل كلمة الفنانة نادية لطفى والتى أوصته بإلقائها بالنيابة عنها، نظرا لظروفها الصحية، حيث قالت «تمضى الأيام وتتعاقب الأعوام وتاتى ذكرى إحسان عبدالقدوس بين ثورتين، فهو أديب كبير نادى بحق المرأة فى أن تنال حريتها، وهو الإنسان المبدع والثائر الذى ترك لنا حصيلة من الإبداع سوف تظل فى تراثنا للأبد».
حسن يوسف: ذكراه أعادت الثقافة لمكانتها
قال الفنان حسن يوسف إن إحياء مؤسسة روزاليوسف لذكرى إحسان عبدالقدوس هذا العام أعاد الثقافة المصرية لمكانتها حيث كان من المفترض أن تقام هذه الاحتفالات بشكل مستمر حتى لا تتاثر الثقافة المصرية. وأضاف يوسف أنه كانت تربطه علاقة قوية بعبدالقدوس وكان يلتقى به دائما فى منزل عبدالحليم حافظ الذى لأزمة لعدة أشهر فى منزله عندما كان يقوم بتصوير أحد الأعمال الفنية وتابع حديثه قائلا إنه بالرغم من انشغاله بكتابتة إلا أنه كان يعطى لنفسه وقتا حتى يلتقى بأصدقائه المقربين فى الصالونات الثقاقية التى صنعت منا مثقفين بسبب ما كان يتم تناوله فى هذه الصالونات، وأعرب يوسف عن سعادته البالغة أثناء الاحتفالية والتى التقى من خلالها بعدد من المثقفين الذى لم يرهم منذ زمن بعيد مثل الكاتب الصحفى لويس جريس والكاتب مفيد فوزى وعدد كبير من أشهر كتاب روزاليوسف وتمنى يوسف أن تستمر هذه الاحتفالات التى تتيح الفرصه لنا باعادة ثقافتنا المصرية إلى مكانتها الكبيرة والتى افتقدنها طوال الفترات الماضية.
أحمد عبد القدوس: كان ينادى بحب الوطن قال المهندس أحمد عبد القدوس إن الكل اليوم اجتمع على حب أبى أحسان عبد القدوس وكان دائما ينادى بحب الوطن والعمل وأن نتعامل بشعور وحل مشاكلنا مثل أى أسرة مصرية وأمان أن مصر بها بركة من الله.
مصطفى الفقى: أثر فى وجدان الشعب
قال الدكتور مصطفى الفقى إنه رغم كونه ليس روائيا وإنما يعمل فى الحقل السياسى إلا أنه تحمس لقبول الدعوة وحضور هذا الحفل لكى ينتهز هذة المناسبة للتأكيد أن احسان عبدالقدوس شكل جزءاً كبيراً فى وجدان الشعب المصرى، وامتلك القدرة على التوازن بيت التحرر والتحفظ بعيدا عن الابتذال حيث كان رومانسياً راقياً. واضاف قائلا: «تحية له فى ذكراه عقب مضى ربع قرن على رحيله،واتمنى لاسرته كل التوفيق ورحمه الله عليه».
لويس جريس: كان يحلم بمرسم للفنانين
قال لويس جريس أن الكاتب الراحل احسان عبدالقدوس كان يحلم بان تكون مؤسسة روزاليوسف عشرة طوابق، على أن يكون الطابق الحادى عشر مرسما، يجلس فيه رسامو الكاريكاتير والبورترية، والفنانين التشكيلون». وأضاف أن عمل الفنان التشكيلى فى الصحافة كان يعتبر خطأ كبير ومعصية من وجهة نظر خريحى كلية الفنون الجميلة، ألا أن أحسان عبدالقدوس كان يرغب فى ان يجعل الانسان المصرى متذوقا للفن.
حسن إسماعيل: كان صديقا لكل العمال ممثلا للعمال فى «روزاليوسف».. قال حسن اسماعيل أن الكاتب الراحل احسان عبدالقدوس كان مكتبه فى الدور الرابع، وكان يأتى من المطار على المؤسسة مباشرة وليس منزلة. وأضاف قائلا: «كان يتعامل معنا الصغار كابنائة ، أما الكبار كزملائه، وإذا حدث أمر فى المطبعة لا يستطيع الانتظار فى مكتبه وإنما كان يذهب مسرعا إلى الصيانة وإلى كل ما يخصة الأمر وكان يخاطبهم بكلمة «ياريس» حيث لا ينادى أى شخص باسمه». وأشار إلى أن عبدالقدوس كان مثالا فى التواضع، كما انه كان يكتب خواطر سياسية وفنية وغيرها. الشوربجى: رحل وظلت أحلامه شامخة أكد المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس ادارة مؤسسة «روزاليوسف» قائلا: «نحن فى روزاليوسف نتعلم من مسيرة الكاتب الكبير ابن الرائدة فاطمة اليوسف، نعم رحل احسان عبدالقدوس لكن ظلت احلامه شامخة من خلال مقالاته المنادية لحرية المرأة، وقصصه القصيرة ورواياته التى استمتعنا بقرائتها. ومن ضمن روائعه «أنا حرة»، «دمى ودموعى وابتساماتى»، «أنف وثلاث عيون» و«الله معنا» وغيره، كما ان احسان عبدالقدوس كان ينهى احاديثه الاذاعية بتصبحون على حب، أنهى حديثى ب«اهلا بكم وتصبحون على حب».