فيما اتفقت فرنسا وبريطانيا علي زيادة الضغط العسكري علي نظام الرئيس الليبي معمر القذافي الذي اتهم قطر وحزب الله بمساعدة الثوار دعت الجامعة العربية علي لسان أمينها العام عمرو موسي خلال اجتماع دولي عقد أمس إلي وقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسي للأزمة في ليبيا. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتفقا خلال اجتماع عقداه مساء أمس الأول في باريس علي زيادة الضغط العسكري علي نظام القذافي، وأكدا أن جميع الوسائل يجب أن تستعمل لوضع حد لمواصلة القذافي قتله المدنيين في شكل رهيب. وبينما التقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أمير قطر حمد بن خليفة آل ثان لبحث الوضع في ليبيا، أدانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون «الهجمات الوحشية والمتواصلة» التي تشنها قوات القذافي ضد المدنيين مشيرة إلي أن كتائب الرئيس الليبي استعملت المدفعية الثقيلة ومدافع الهاون ضد مناطق آهلة بالسكان في مصراتة ودمرت مستودعات للمواد الغذائية وقطعت المياه والكهرباء عن المدينة. وفي حين اتهم نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم قطر بتزويد الثوار في بنغازي بصواريخ مضادة للدبابات وعناصر حزب الله بالمشاركة مع الثوار في مصراتة دعا السيناتور الأمريكي جون ماكين بلاده إلي التدخل مجددًا عسكريًا في ليبيا إلي جانب الناتو، مؤكدًا أن الحلف دون أمريكا تنقصه القوة اللازمة للإطاحة بالقذافي. في غضون ذلك أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، خلال اجتماع عقدته بالجامعة المنظمات الدولية والإقليمية والمعنية بالوضع في ليبيا، عن تطلعه إلي التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية ووقف إطلاق النار وهو ما شدد عليه أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكاثرين أشتون الممثلة العليا للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي وجون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الذين حضروا الاجتماع. إلي ذلك قدر وزير المالية الليبي عبدالحفيظ الزليطني الأموال التي تم تجميدها في إطار العقوبات علي بلاده بنحو 120 مليار دولار لكنه أكد أن ليبيا لاتزال تملك احتياطيات كبيرة من الذهب وأصول أخري للطوارئ. وأضاف: «الليبيون يتكيفون مع الصعوبات معتبرًا وقت الصدمة انتهي والليبيون الآن أكثر قدرة علي مقاومتها»، مشيرًا إلي عدم وجود أي سند قانون لتحويل الأصول الليبية في الخارج إلي المعارضين الذين يقاتلون نظام القذافي. وأكد زعماء الدول الصاعدة الخمس الرئيسية في العالم أمس معارضتهم استخدام القوة في ليبيا وتأييد مبادرة الاتحاد الإفريقي بحل الأزمة الليبية وتعهد زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا بالتعاون في الشأن الليبي في مجلس الأمن الدولي مشيرين إلي أن جميع الأطراف في ليبيا يجب أن «تحل خلافاتها عبر الوسائل السلمية والحوار».