فى واقعة تعدت الحدود الأخلاقية والمهنية، فى التعامل مع القضايا المجتمعية، تناولت حليمة خطاب مقدمة برنامج «صباح التحرير»، المذاع على قناة «التحرير»، ملف النظافة، تحت عنوان «القمامة فى مصر.. أزمة كل حكومة وبلا مسئول»، بدأت حلقتها بجملة، تسئ إلى المجتمع المصري، حيث قالت «الحكومات عودتنا على القبح ولم تعودنا على الجمال». وهاجمت حليمة خطاب الحكومة قائلة، إن هناك تجاهلاً تاماً للحلول العلمية لمشاكل القمامة، وأيضًا للأفكار التى يطرحها الشباب، مضيفة إلى مش قادر يحل المشكلة يمشي، واستمرت المذيعة فى هجومها حيث هاجمت وزارة التطوير الحضارى والعشوائيات، قائلة: «إنه حتى الآن لم تظهر كراماتها فى حل مشكلة القمامة»، رغم إنها وزارة وليدة ولم تتعد ال 6 شهور. والمفاجأة أن مذيعة التحرير ذكرت جملة يرفضها المجتمع ويكاد تعبر عن رأيها، فيما يخصها وليس يخصنا نحن، حيث قالت: «احنا والزبالة حاجة واحدة»، وتقصد نفسها مع الباقين، وهذا يعتبر أسلوبًا متدنيًا لايرقى لأن تتناوله على شاشات الإعلام أمام الآلاف من المشاهدين، إضافة إلى إنها لم تتواصل مع الجمهور بالمصطلحات العلمية الأكثر احترامًا فى النطق، حيث كان محور حديثها «الزبالة.. الزبالة»، وكان الأولى أن تستبدلها بكلمة «القمامة»، حتى تراعى مشاعر المواطنين. واستضافت فى البرنامج الدكتور مها البشير مسئول ملف المخلفات بوزارة التطوير الحضرى والعشوائيات، والتى تحدثت عن دور الوزارة فى محاولة تقديم حلول جادة وإيجابية، من خلال الفصل من المنبع، أى تصنيف القمامة حسب انواعها، وجمعها، من الوحدات السكنية. وبثت تقرير مصور عن القمامة فى مصر، والتى بينت من خلاله، أن حجم القمامة يصل إلى 70 مليون طن سنويًا، إضافة إلى 2 مليار طن متراكمة منذ سنوات، إلا أن فاجأتنا الدكتورة مها البشير مسئول الملف بقولها كلنا مسئولين، عن هذا، ورغم ان هذا يعتبر اعترافًا صريحًا من أجل حل المشكلة ويؤكد جدية الحكومة فى إنهاء هذه الأزمة حسب وصف مذيعة التحرير التى لم يمنعها، اعتراف المسئول، من الهجوم قائلًة: المواطن غير مسئول عنها بل الدولة، لأنها لم تضع النظام الملائم لحل المشكلة. ورغم أن الحكومة الحالية تبذل مجهودًا مضنيًا فى إنهاء ازمات المخلفات وتعمل على كيفية الاستفادة منها، إلى إنها، وصفت حكومة المهندس إبراهيم محلب بالعاجزة عن مواجهة القطاع الخاص. واستعانت حليمة خطاب، بمداخلة ل «شحاتة المقدسى، نقيب الزبالين»، وتركته يتجاوز كل حدود اللياقة والذوق فى الحديث، حيث قال إن الحكومات المتعاقبة وحتى حكومة المهندس إبراهيم محلب «لم تجرؤ على الاقتراب من عقود هذه الشركات الخاصة، مضيفًا: «مرسى قال لنا فى أحد الاجتماعات عدم قدرته على إنهاء تعاقد تلك الشركات، لأن عقودهم دولية مثل اتفاقية كامب ديفيد ولا يمكن المساس بها». وتابع المقدسى: فى حديثه إن حكومات الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عزفت تمامًا عن الاهتمام بنظافة الشارع المصري، عندما استعانت بشركات نظافة أجنبية، وأعدمت الخنازير التى كانت تساهم بشكل كبير للغاية فى التخلص من القمامة، من خلال أكلها لنحو 5 آلاف طن يوميًا، على حد قوله. وطالب نقيب الزبالين، الحكومة باتخاذ عدة إجراءات لحل أزمة القمامة فى مصر، أهمها ضخ عدة ملايين من شراء المعدات المتطورة واللازمة لنظافة الشوارع بشكل دوري، وإعادة هيكلة شرطة المرافق للقبض على المقاولين المخالفين الذين يلقون بالمخلفات فى الطريق العام، وتغليظ العقوبات وعودة الخنازير مرة أخرى، بالإضافة إلى الضغط على الشركات الأجنبية لإعطاء الزبال 5 جنيهات على الوحدة السكنية بدلا من عشرة قروش فقط. كما استعانت بمداخلتين، الأولى للمهندس عزت الخرسا رئيس هيئة النظافة بمحافظة الجيزة والذى اكد لها أنه يتم العمل على قدم وساق، من اجل معالجة، ملف القمامة والإستفادة القصوى من إعادة تدويرها، وأن الحكومة الحالية تضع هذا الملف على قائمة أولاوياتها، والمداخلة الثانية، للمهندس حسن القيعى، مؤسس المشروع القومى لإعادة تدوير القمامة.