يشهد غداً ميدان التحرير تظاهرة حاشدة قد تصل إلي «المليونية»، يشارك فيها عدد من القوي السياسية والحركات الاحتجاجية، لمواصلة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك «شعبياً»، رداً علي تباطؤ المجلس العسكري والنائب العام في محاكمة رموز النظام السابق، وأطلقوا عليها «جمعة المحاكمة والتطهير». ودعا النشطاء المواطنين إلي النزول لميدان التحرير، لحضور المحاكمة الشعبية لمبارك وفتحي سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي وبطرس غالي، مؤكدين أن الشعب هو مصدر السلطات، وناشدوا كل من لديه مستندات تدين النظام السابق بتقديمها لهيئة المحكمة. كانت المحكمة الشعبية المشكلة برئاسة المستشار محمود الخضيري رئيس محكمة النقض الأسبق، وعضوية المستشار عبد العزيز شرقاوي «عضو اليمين»، والمحامي عصام الإسلامبولي «عضو اليسار»، قد عقدت أول جلساتها لمحاكمة رموز النظام السابق في مظاهرة الجمعة الماضية بميدان التحرير، وتم تأجيلها لإعطاء فرصة لمبارك للمثول أمام المحكمة أو التقدم إلي النيابة العامة. قال المستشار محمود الخضيري إن هناك ثلاث تهم رئيسية موجهة للرئيس السابق ورموز النظام، هي الفساد السياسي وقتل المتظاهرين والاستيلاء علي المال العام، وأضاف: إن فكرة المحاكمة جاءت بعد تباطؤ السلطات في محاكمة القتلة ورموز الفساد من النظام السابق. أكد «الخضيري» أنه سيتم الحكم علي «مبارك» غيابياً في حالة عدم حضوره، ولم يستبعد فكرة الخروج بمظاهرة إلي شرم الشيخ والقبض عليه للمثول أمام المحكمة، وشدد في الوقت نفسه علي ضرورة مصادرة أموال الفاسدين وتشكيل لجنة قانونية لاستعادتها من الخارج. يشارك في تظاهرة الغد عدد من الحركات والقوي السياسية من بينها اتحاد شباب الثورة، والجمعية الوطنية للتغيير، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، وحركة شباب مصر الحرة وآخرون. بعد أن واجهت انتقادات لمقاطعتها مظاهرة الجمعة الماضية تحشد جماعة الاخوان المسلمين أعضاءها والمتعاطفين معها للمشاركة غدا في جمعة التطهير والمحاسبة وتنشيط عناصر الجماعة في الشارع لاقناع الجماهير بالمشاركة تحت شعار «استمرار العمل الثوري لاسقاط جميع أوجه الفساد السياسي والمالي». وترفض الجماعة في رسائلها للجماهير اقتصار المحاكمة علي الجانب الجنائي والفساد المالي فقط وتدعو لمحاكمات مماثلة للفساد السياسي لافتين إلي أن عناصر الوطني أفسدت النشاط السياسي داخل المجتمع، ويشمل التحرك الاخواني ضرورة الحرص علي استمرار الفعل الثوري في مواجهة بقايا النظام السابق خوفا من القضاء علي مكتسبات الثورة محذرين من التباطؤ في المحاكمة. ويدعو التحرك الاخواني لمواجهة سياسية للثورة المضادة لحماية المطالب الجماهيرية وذلك من خلال تنسيق سياسي موحد بين القوي السياسية لتقديم تصور لإعادة البناء والاصلاح وعدم الدخول في معارك وهمية. من ناحية أخري طالب نشطاء اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة التي تضم مجلس أمناء الثورة والجمعية الوطنية للتغيير وائتلاف شباب الثورة وتحالف ثوار مصر وائتلاف مصر الحرة وحركة شباب 25 يناير وجماعة الإخوان المسلمين وحركة الأكاديميين المستقلين بسرعة إلقاء القبض علي الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته وأعوانه من النظام السابق والتحقيق معهم ومحاكمتهم علي كل ما اقترفوه من جرائم في حق الشعب المصري. وطالبت اللجنة في مؤتمر صحفي عقدته أمس بنقابة الصحفيين بإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد بحجة تواطئه مع رموز النظام السابق وعلي رأسهم الرئيس المخلوع علي حد قولهم مؤكدين ضرورة تعيين جهاز قضائي نزيه لمحاكمة كل رموز الفساد.