كشفت مصادر أمريكية أن اثنين علي الأقل من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي يعرضان الانتقال إلي ديمقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي أحدهما المرحلة الانتقالية، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه ومسئول ليبي علي اطلاع بالاقتراح أنه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولي سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. ولم توضح الصحيفة ما إذا كان القذافي يوافق علي هذا الطرح الذي يؤيده نجلاه سيف الإسلام والساعدي، غير أن شخصا قريبًا من سيف الإسلام والساعدي أفاد الصحيفة بأن القذافي يبدو موافقًا علي هذا المقترح. في المقابل رفض المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين فكرة المرحلة الانتقالية بقيادة أحد أبناء القذافي. وقال المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبدالمولي متحدثًا من بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا إن هذه الفكرة «يرفضها المجلس بشكل تام»، وأضاف: علي القذافي وأبنائه أن يرحلوا قبل أي مفاوضات دبلوماسية. يأتي ذلك فيما أجري عبدالعاطي العبيدي نائب وزير الخارجية الليبي مباحثات في تركيا ثم مالطا، في إطار جولة خارجية شملت اليونان، لعرض «رغبة» ليبية في تسوية الأزمة الراهنة وإنهاء القتال. وقال العبيدي عقب مباحثات في اليونان مع رئيس الوزراء جورج باباندريو إن ليبيا تريد حلاً لإنهاء القتال، مشيرًا إلي أن محطته المقبلة ستكون تركيا ومالطا. بدورها قالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان «عقب الاجتماع مع المبعوث الليبي، يبدو أن السلطات الليبية تريد حلاً»، وذكر البيان أن هناك حاجة لجهد جاد من أجل السلام والاستقرار في المنطقة. وكانت بريطانيا قد قالت في وقت سابق أنها أرسلت فريقًا من الدبلوماسيين إلي مدينة بنغازي شرقي ليبيا للاجتماع مع المجلس الوطني الانتقالي. وأشارت وزارة الخارجية في بيان إلي أن الوفد الذي وصل السبت برئاسة سفير بريطانيا لدي روما كريستوفر برنتيس سيسعي للتوصل لمزيد من المعلومات عن المجلس الوطني الانتقالي وأهدافه وما يحدث في ليبيا بصورة أوسع. كما أكدت وزارة الخارجية البريطانية أن عددًا من موظفيها يتواجدون علي الأرض في ليبيا للقاء مسئولين في المعارضة. في غضون ذلك اعترفت روما بالمجلس الانتقالي الليبي «محاورًا شرعيًا وحيدًا». وميدانيًا أكد قائد القوات الجوية الملكية البريطانية ستيفن دالتون أن قوات تخطط للعمليات العسكرية فوق ليبيا علي أنها ستستمر لستة أشهر. كما فر مدنيون أمس من مدينة البريقة الليبية بسبب استمرار المعارك في المدينة النفطية الواقعة شمال شرق البلاد. في نفس السياق حاولت جريدة «لوفيجارو» الفرنسية معرفة من أين للقذافي بالأموال التي يدفعها للمرتزقة الأفارقة الذي يجلبهم لإرهاب الثوار؟ وتؤكد «لوفيجارو» أن هؤلاء المرتزقة يكلفون الكثير، مئات الدولارات يوميًا للرجل الواحد ولا يأخذونها إلا نقدًا وفقًا لمصادر ليبية، وبالرغم من تأكيد المجتمع الدولي تجميد أرصدة القذافي، إلا أنه لم يعجز عن توفير الأموال اللازمة لدفع أجور هؤلاء المرتزقة مما يؤكد أن لديه مخزونًا ضخمًا من الأموال السائلة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقلاً عن مصدر مقرب من الحكومة الليبية، أن القذافي يملك عشرات المليارات من الدولارات نقدًا من فئات مختلفة مخزونة وفي منزله بباب العزيزية بطرابلس. ووفقًا للمحامي الفرنسي ويليام بوردون، فإن جزءًا كبيرًا من عائدات البترول كان يذهب مباشرة إلي القذافي وعائلته، وقد قامت مؤسسة «شربا» التي يعمل بها بوردون بالتعاون مع المنظمة الشفافية الدولية في فرنسا برفع دعوي ضد القذافي بتهم عديدة منها غسيل الأموال الناتجة عن اختلاس المال العام بشكل منهجي وجرائم أخري.