استقبل وزير الخارجية سامح شكرى كلاً من ناصر القدوة مبعوث أمين عام جامعة الدول العربية للملف الليبى وداليتا محمد داليتا المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقى لليبيا والذى تم تعيينه فى هذه المهمة من خلال قرار مجلس السلم والأمن الإفريقى فى مايو الماضى. وناقش الوزير شكرى مع المبعوثين التطورات الأخيرة على الساحة الليبية فى ضوء الأوضاع الأمنية والسياسية هناك ونتائج الاجتماع الوزارى لدول جوار ليبيا الذى عقد فى تونس، والذى تقرر خلاله أن ترأس مصر إحدى اللجنتين المشكلتين للتعامل مع الوضع فى ليبيا وطرح التصورات بالنسبة لمستقبل ليبيا ومساعدة الليبيين فى تنفيذ عملية سياسية تقضى إلى بناء الدولة الليبية من جديد. وأعرب داليتا خلال اللقاء عن ان تكون القاهرة اول محطة لجولاته الاقليمية بعد توليه مهام منصبه الجديد ليس فقط لان مصر دولة مجاورة لليبيا بل ايضا لان مصر تمتلك الخبرة الكبيرة فى مجال إدارة الأزمات «ونتمنى ان يستلهم الليبيون من التجربة المصرية لكى يستطيعوا ان يتوصلوا إلى حلول للمشاكل التى تؤثر وتضعف السلام فى ليبيا». فى سياق متصل ناقش قادة قوات «درع ليبيا الوسطى» مقترحا لفض النزاع بين طرفى الاقتتال الذى يشهده مطار طرابلس الدولى منذ خمسة أيام متتالية وقال الناطق باسم قوات «درع ليبيا الوسطى» أحمد هدية فى تصريح صحفى أمس الخميس، إن «القادة العسكريين فى الدرع يتدارسون مقترحاً لفض النزاع، بين طرفى النزاع فى مطار طرابلس، وهو أمر لا يمكن من خلاله تحديد التوقيت لعرض هذا المقترح، خاصة أن المعطيات على الميدان متسارعة، ولا يمكن التنبؤ بها بشكل دقيق». وأضاف هدية: الهدف من اضطلاع درع الوسطى بدور الطرف الذى يفض النزاع، هو لرغبته فى إيقاف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، وبالتالى عودة المطار إلى وضعية تمكن من عودة المسافرين الليبيين العالقين فى مطارات الخارج. وتستمر المعارك بين ثوار الزنتان الذين يقومون بتأمين مطار طرابلس الدولى وبين غرفة عمليات ثوار ليبيا وبعض كتائب الثوار منذ أربعة أيام. وكانت غرفة عمليات ثوار ليبيا قد أعلنت عن انطلاق حملتها العسكرية باسم «عبد المنعم الصيد»، وهو أحد قادة الغرفة والذى راح ضحية الاشتباكات التى اندلعت الأحد الماضى. وتسبب هذا الاقتتال بحسب مصادر طبية، فى مقتل نحو ثلاثين وإصابة أكثر من أربعين، كما تسبب فى توقف مطار طرابلس الدولى عن العمل، وتعطل تسعين بالمائة من الطائرات بعد إصاباتها بقذائف صاروخية، بجانب تعطل معظم المرافق التشغيلية للمطار. وكانت وزارة المواصلات ومصلحة الطيران المدنى الليبية قد أعلنت مساء أول أمس، عن فتح مجال الطيران والملاحة الجوية عبر مطارى معتيقة ومصراتة. فيما أضرب المراقبون الجويون فى غرب ليبيا عن العمل الخميس احتجاجًا على تواصل قصف المطار الرئيسى فى طرابلس ما تسبب فى شل حركة الطيران فى ليبيا. وقال متحدث باسم وزارة النقل إن السلطات أغلقت مطار طرابلس الدولى بعد أن هاجمت ميليشيا الأحد الماضى منطقة المطار التى تسيطر عليها ميليشيا منافسة إن «المراقبين الجويين رفضوا الذهاب إلى أعمالهم فى برج المراقبة فى طرابلس الذى ينظم حركة الطيران فى كل الجزء الغربى من ليبيا».