فيما ينذر بتهجير قسرى ضد مسلمى دولة أفريقيا الوسطى قد يمتد للدول المجاورة، ذكر شهود عيان أن قافلة ضخمة من المسلمين تضم الآلاف غادرت أمس الأول مدينة «بانجي» عاصمة أفريقيا الوسطى، وسط هجمات من ميليشيات مسيحية مسلحة. وفى تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أشارت إلى أن العصابات المسيحية المسلحة هاجمت الأقليات المسلمة فى القرى والمدن الشمالية وصولا للعاصمة مما اسفر عن سقوط ضحايا كما احرقوا منازلهم والمساجد. ونقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن ميليشيات مسلحة مسيحية هاجمت القافلة قبل أن تفرقها وحدة القوة الأفريقية المنتشرة فى المكان. ومن جانبها، قالت ماري-إليزابث إنجر رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود فى جمهورية أفريقيا الوسطى إن المواطنين المسلمين مستهدفون فى شمال غرب البلاد وفى العاصمة بانجي، حيث يوجد شعور انتقام لا يصدق من مناهضى السواطير الذين يشنون عمليات ضد المسلمين لانهم يشبهون متمردى سليكا التى ضاعفت اعمال العنف لعدة اشهر ضد المواطنين المسيحيين. واعربت المنظمة عن قلقها إزاء فرار المسلمين من أفريقيا الوسطى، مضيفة أن اعمال العنف غير المسبوقة تنتج عن جماعتين مسلحتين هما تحالف سيلكا المتمردة وميليشيا مناهضة السواطير المسيحية. وفى لاهاى، بدأت أمس محكمة الجنائية الدولية التحقيق فى جرائم حرب محتملة بأفريقيا الوسطى. وقالت المدعية فاتو بنسودا تلقيت تقارير تشير إلى ممارسة جماعات مختلفة أعمالا بالغة الوحشية، كما أن تحقيقاتنا حتى الآن شملت المئات من أعمال القتل، وحالات اغتصاب وتعذيب ونهب ممتلكات وتهجير قسرى وتجنيد واستغلال أطفال فى عمليات عدائية. وكان مجلس الأمن قد فوض قوة من 6500 جندى من قوات فرنسية وأفريقية بالتدخل لوقف العنف فى أفريقيا الوسطى فى شهر ديسمبر الماضي. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة فإن أكثر من 60 ألف شخص أغلبهم مسلمون فروا لدول مجاورة خاصة الكاميرون وتشاد والسودان والنيجر منذ ديسمبر الماضى عندما اندلعت أعمال العنف عقب اضطرار الرئيس ميشيل دجوتوديا إلى التنحى الشهر الماضى. يذكر أن المسلمين يشكلون 15% من سكان أفريقيا الوسطى البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة. فى السياق ذاته، ذكرت صحيفة «لوموند» أن وزير الدفاع الفرنسى جان ايف لودريان يبدأ اليوم الأحد جولة جديدة فى افريقيا فى مسعى لاستقرار الوضع فى بانجى وهى الزيارة الثالثة للودريان لافريقيا الوسطى منذ بدء العملية الفرنسية سانجاريس وانتشار 1600 جندى فرنسى.