ترجمة: هاشم عبد الحميد حقا إن ثورة مصر ثورة شعبية باقتدار بحسب وصف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس.. فالجميع كان فيها .. رجل وامرأة .. ربات بيوت وبائعو فاكهة .. سيدات ورجال أعمال وطلاب .. نساء بكثرة وسط الحشود .. محجبات وغير محجبات قاتلن معا ونمن في الشوارع وتعرضن للقناصة والغاز المسيل للدموع مثل الرجال تماما في مشاهد غير تقليدية، والتحدي الآن الذي يواجههن الحفاظ علي نفس هذا الزخم في الحياة السياسية. " الأمور تتغير ولا تتغير" هكذا قالت مزن حسن، مديرة تنفيذية بإحدي المنظمات وأعدت العديد من الدراسات النسائية، وأشارت إلي أنها عادت للمنزل بعد 18 يوما من الاعتصام الذي أطاح بمبارك ولكنها أكدت أن هذا لا يكفي وأن الاعتصام الذي تحول لكرنفال ما كان إلا جولة أولي فاز فيها الشعب بسهولة، وأضافت أن المرأة من ضمن الأمور المستهدفة في التغيير لتحقيق مكاسب سياسية ومساواة حقيقية وهي الحقوق التي حرمت منها المرأة العربية بشكل عام طويلا. وقد أكد تقرير صدر مؤخرا للمنتدي الاقتصادي العالمي أن مصر تأتي في المرتبة 125 من أصل 134 من حيث المساواة بين الرجال والنساء وأن هناك جزءا كبيرا من النساء لا يعملن، كما أن 42 % من النساء في مصر لا يستطعن القراءة والكتابة وتقريبا لا توجد قيادات سياسية من النساء في مصر. وأشارت الصحيفة إلي أن عمليات الختان مازالت تمارس علي نطاق واسع في مصر خاصة في الريف، كما تعاني المرأة، سواء فتاة أو سيدة، محجبة أو غير محجبة، من التحرش الجنسي، يكون غالبا في شكل مضايقات لفظية وأحيانا تلامس دفع الكثير منهن للتخلي عن السير في الشوارع. وتؤكد الصحيفة أن مصر ستسير إلي الأمام مع المزيد من الانتفاضات الشعبية في المنطقة تشارك بها المرأة وهو ما سيعزز دورها في المنطقة بشكل عام عن طريق دورها الحيوي واعتراف الرجال بذلك وهو ما يحدث في البحرين فمئات النساء اللاتي يتشحن بالملابس السوداء في هذا البلد خرجن بأعداد كبيرة ضد حكومتهن وفي المقابل كانت أعداد النساء في اليمن ضئيلة للغاية مقارنة بأعداد الرجال. شيرين ضياء قالت إن للمرأة في مصر دورا مهما وحاسما في الحياة العامة كربة للأسرة ودعم أزواجهن وأحيانا في المشاركة في الحياة السياسية وهو الأمر الواضح بين نساء الإخوان المسلمين وفي الجمعيات الخيرية .. هذه الأمثلة وبحسب وصف الصحيفة لأناس مفرطين في التفاؤل .. فالمرأة في مصر مازال أمامها الكثير لتحقيق المساواة الفعلية والقضاء علي العديد من الظواهر السلبية تجاهها أبرزها التحرش الجنسي الذي لم يتعرض مرتكبوه لعقاب حقيقي من جانب أجهزة الأمن في الماضي بحسب الناشطة في مجال حقوق المرأة نهاد أبوالقمصان.