مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.ماجد عثمان مدير مركز بصيرة لاستطلاعات الرأى: مؤيدو الإخوان 20 ٪ .. ومعاناتهم تستمر 10 سنوات

ما مستقبل الإخوان سؤال لايشغل السياسيين المصريين والعرب فحسب وإنما أيضا رجل الشارع الذى تابع صعود الجماعة الاكثر تنظيما على الساحة الى رأس السلطة فى مصر ثم سقوطها السريع اثر احداث 30 يونيو التى اعقبت عاماً يمكن وصفه ب «عام الحلم» قياسا على تاريخ الجماعة... خلال 85 عاما هو عمرالحركة ..قضت معظمه فى صدامات وصراعات وإنقلابات مع انظمة الحكم المتعاقبة فى مصر ... اصطدمت بالملك فاروق فى نهاية عهده وتصارعت مع عبدالناصر فى وقت مبكر ثم اصطدمت مع حليفها أنور السادات قبل ان تدخل فى سباق طويل لتكسير العظام مع نظام مبارك خاصة فى اعوامه الاخيرة.
وبعد انتهاء عام الحلم الذى وجدت الجماعة نفسها فيه تنتقل فى لحظة من ارض الاضطهاد والسجون الى مقاعد الامر والنهى والحكم تعيش الجماعة الآن مرحلة لم تمر بعثرة مثلها فى تاريخها.
الآن السؤال الذى اصبح ملحا ما مستقبل الإخوان فى مصر ومدى تأثير سقوطهم على مستقبل التيار الاسلامى...ومن هنا كانت سلسلة هذه الحوارات مع رموز الفكر ورجال السياسة والقانون والحقوقيين ونخبة من الاعلاميين والرياضيين والفنانين المهمومين بقضايا الوطن لقراءة الماضى وتوضيح الحاضر واستشراف المستقبل

يعتبر د.ماجد عثمان، مدير مركز بصيرة لاستطلاعات الرأى ووزير الاتصالات الأسبق والمدير السابق لمركز معلومات مجلس الوزراء أحد أهم خبراء استطلاع الرأى فى مصر وذلك من خلال عمله كأستاذ بقسم الإحصاء بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة وخبرته فى مجالات استهداف الفقر والسياسات الاحصائية والسياسة العامة لعدد من المؤسسات على المستوى المحلى والاقليمى والمنظمات الدولية كوزارة التنمية الحضرية والريفية بالمملكة العربية السعودية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والمركز الدولى الكندى للأبحاث التنموية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. ورغم عدم دقة الاستطلاعات التى اجراها «بصيرة» قبيل الانتخابات الرئاسية حول فرص مرشحى الرئاسة والتى لم يظهر فيها مرسى فى المقدمة قط إلا أن عثمان هو أول من نبه الرئيس وجماعته إلى تراجع شعبيتهم وخلال الحوار يجيب عثمان عن تقييمه لحكم الإخوان واسباب السقوط وكيف يرى مستقبل الإخوان من خلال الاحصائيات كما يجيب عن عدد من الأسئلة الأخرى فإلى نص الحوار:
■ ما توصيفكم للوضع الراهن فى مصر؟
الشعب المصرى ينقسم إلى ثلاث فئات مجموعة مع الإخوان فى نفس الاتجاه وهذه تقدر ب20%، أما الطرف الثانى ضد الإخوان وتأخذ نفس النسبة والشريحة الأولى مع الإخوان على حق وعلى باطل..أيضا الشريحة الثانية ضد الإخوان على حق وعلى باطل اما الفئة الثالثة فى الوسط وتشكل 60% وهم من تحركوا فى السنة الأخيرة فلم يعارضوا حكم الإخوان إلا بسبب الفشل وهؤلاء كانوا يرون أن الإخوان تم اقصاؤهم بطريقة مبالغ فيها وكان لابد من اعطائهم فرصة وفى بداية فترة حكم الإخوان عندما أجرينا استطلاعا للرأى كانت النسبة المؤيدة لمرسى 78% قريبة من80% وهذه مجموع ال20% المؤيدين للإخوان و60% الذين لم يرفضوهم ونسبة80% بدأت تتراجع تدريجيا من قبل المؤيدين للرئيس مرسى وذلك بسبب سوء الاداء وتراجع مؤشر الاستطلاع إلى 32% فنحن توصلنا إلى نقطة انقلاب فى شعبية مرسى والإخوان فى آخر عهدهم.
■ بم تفسر التجمع الكبير الذى حدث فى 30 يونيو؟
إذا فكرنا فى الثمانين سنة السابقة منذ نشأة الإخوان فهم دائما فى معارضة مع الحاكم ابتداء من الملك فاروق وعبدالناصر والسادات وآخرهم مبارك أما الشعب المصرى فلم تكن لديه أى مشكلة مع الإخوان واحيانا يتعاطف معهم لكن الذى حدث مؤخرا انهم دخلوا فى صراع مع جزء كبيرمن الشعب ولا أعتقد أن كل من نزل فى 30\6 معارضون للإخوان فى العقيدة لكن ضدهم من ناحية الاداء لأنهم لو قاموا بأداء جيد لم يكن كل هذا العدد نزل ضدهم.
■ هل انتهى الإخوان كتنظيم قوى بعد عام من حكمهم؟
نسبة ال20% المؤيدين للإخوان تشمل المؤيدين والمتعاطفين معهم، وأريد قبل الإجابة عن السؤال أن اذكرك أنه قبل ثورة يناير كان التصويت لهم سلبيا وكان بطريقة غير معلنة خوفا من الجهات الأمنية، وعلى سبيل المثال انتخابات الطلبة فى الجامعة كانت الدولة تحاول أن تشطب اليساريين أما بعد ظهور الجماعات الإسلامية بدأوا فى شطب هذه الجماعات وفى كل مرة كان يظهر اشخاص ليست محسوبة على الإخوان لكن هى مع الإخوان وتنتهى الانتخابات بالأغلبية لهم، وهذا معناه ان ربما يكون جزء من الشعب يعطى صوته لمرسى (ضد الحكومة) وأول سنة يدخل فيها الإسلاميون انتخابات اتحاد الطلبة ولا يحصلون على اغلبية هى السنة التى تولى فيها الإخوان المسلمون السلطة ويجب أن نتوقف عند هذه النقطة لأنى اعتقد أن الشعب المصرى لديه حكمة غريبة بأنه يريد توازنا بين من يحكم والمعارضة فيعطى مساحة أكبر للمعارضة بغض النظر عن كونها وذلك لإحداث التوازن مثلا فى اتحاد الطلبة يوجد نظام يحكم فنأتى بالمعارضة لتتولى المهام، وأعتقد أن الشعب وتأييده للإخوان كان قريبا من هذا الباب ولكن عندما أتوا للحكم لم يفهموا طبيعة الشعب وكيفية إدارة البلاد فكانت إدارتهم فاشلة والمعارضة خرجت لتقول لهم ذلك، ولكن لا يتصور احد ببساطة ان ما حدث فى يوليو قضى على الإخوان المسلمين نهائيا فيجب ان نلاحظ شيئا مهما وهو ان الملاحقات الأمنية التى تحدث فيها جزء منها مباغتة سياسية مبالغ فيها، وبها سيكسب الإخوان تعاطفا من الشعب المصرى مرة أخرى.
■ كيف ترى تحركات الإخوان فى المشهد الحالى؟
أرى أنها تحركات حزب كان يحكم وفقد الحكم وهو الآن يصنع أى شىء ممكن لعودته مرة أخرى وتعطيل من يدير البلد الآن كنوع من الانتقام، وأعتقد ان المصريين لم يتدربوا بشكل كاف سواء إخوان او غير إخوان على فكرة التفاوض، وبالتالى حالة الاستقطاب الشديدة هذه تجعل الإخوان يتفرغوا لمعارضة ما يحدث الآن، ومن وجهة نظرى إذا تصورنا أن الإخوان تنظيم يضم مليون شخص، من المؤكد أن هناك قيادات متعاطفة معهم لا يجب اقصاؤها، فمثلا هل من الحكمة ان يكون اتحاد طلبة الجامعة الذين حصلوا على أغلبية التصويت من قبل الطلاب والإخوان لهم 5 مقاعد من بين عشرين شخصا لباقى الكتل السياسية ويتم استبعاد ال5 طلاب.. هؤلاء الطلاب عمرهم لا يتجاوز ال 18 عاما فلم يكونوا قيادة إخوانية، جاءوا بانتخاب زملائه الطلاب، فالإقصاء فى هذه الحالات أعتقد أنه خطأ كبير، لكن محاسبة القيادات بطريقة قانونية صارمة، خاصة لو كانوا متهمين فى قضايا تمس الأمن القومى المصرى، أو تمس أرواح المواطنين، فهذا حق الدولة، أما مجابهة هؤلاء وجعلهم يتملكهم الحقد والكراهية والعداء فهذا غير صحيح، فالملك فاروق عندما اصطدم مع الإخوان تم قتل الامام حسن البنا، من الذى قتله لم يعرف أحد حتى الآن، وعندما اصطدموا مع عبدالناصر قام بعمل موجتين من الإعدام كانت منهم شخصيات قيادية منهم عبدالقادر عودة، فكل العالم وقف ضده، حتى الآن أى أحد يتذكر فكرة إعدام عودة يستهجن جدا ما فعله عبدالناصر، ومنهم ايضا سيد قطب فكان من السهل ان يرد عبدالناصر عليه بالكلام والأوراق ولا يجوز أن أقوم بإعدامه، فالحكومات السابقة كلها لم تنجح فى القضاء على الإخوان، وبعد عهد عبدالناصر خرجت جماعات كثيرة منها الجهاد والجماعات الإسلامية وغيرها، فمن وجهة نظرى التعامل بطريقة عنيفة مع اشخاص ليسوا قياديين قد تؤدى إلى اندلاع عنف نعانى منه ونتيجة عنف الماضى مازلنا نعانى وهذا ناتج لما حدث فى عام 1965. وأؤكد ايضا ان العنف يولد عنفا.. استخدام عبدالناصر العنف ضد الإخوان المسلمين نتج عنه مقتل السادات كما ان استخدام مبارك ايضا العنف معهم نتج عنه تفجيرات طابا.
■ هل ما حدث فى فض رابعة والنهضة من الممكن ان يظهر أعمال عنف تجاه الدولة الآن او مستقبلا؟
احتمال كبير يحدث مثل ذلك فى الفترة المقبلة رغم أن هناك تجاوزات كثيرة حدثت من الإخوان، وأعتقد أن الإخوان خسروا خسارة كبيرة جدا لن يستطيعوا تعويضها خلال سنوات وهى العودة إلى حكم مصر مرة اخرى، واكثر ما أخشاه سيناريوهات العنف وأتمنى عدم اقصاء احد، فعندما يكون هناك تنظيم إخوانى يمكن التواصل معه ومحاسبته إذا اخطأ أعضاؤه يكون افضل من عملهم فى الخفاء، فنحن لسنا بحاجة إلى ان يجتمع 5 او 6 ويقوموا بإنشاء تنظيم خاص بهم.
■ هل ترى ان المصالحة الوطنية مهمة للبلاد فى تلك المرحلة، أم استمرار كل فى طريقة؟
أرى ان المهم فى هذه المرحلة للبلاد هى المصالحة الوطنية الشاملة بين كل فئات الشعب المصرى، على أساس تنازل كل طرف عن جزء من مطالبه فلا يعقل أن يتمسك الإخوان بعودة محمد مرسى إلى الحكم مقابل التفاوض، وأعتقد ان غالبيتهم متمسكون بذلك، وانا شخصيا ليس لدى مانع من اجراء انتخابات رئاسية ولو نجحوا وعادوا إلى الحكم مرة اخرى يبقى خيرا طالما هذه ارادة الناس المهم تكون بطريقة ديمقراطية، وبالنسبة لى ليس عندى مشكلة ان يأتى إلى حكم مصر إخوانى وانا لست إخوانيا فالناحية العقائدية ليست فيها مشكلة، لكنهم فى الفترة الماضية فشلوا فشلا ذريعا وقسموا البلد إلى قسمين قسم مؤيد وقسم معارض، فالمصالحة تتطلب شروطا وضوابط، بأن يجلس فى المصالحة قيادات من الجماعة تحب مصر وليس لها مصلحة إلا مصلحة مصر ولا يتبعوا سياسة العناد لأنها لا توصل إلى حل، وهم يقولون ان الحكم أتى إليهم على طبق من فضة، وهم يريدون صناعة عدو غير حقيقى لأبناء الشعب المصرى ويجب ان ننظر الآن اين الاقتصاد المصرى من الاقتصاد العالمى، فالعالم كله يتآمر على مصر اقتصاديا فلولا قناة السويس لكنا فى المؤخرة بين الدول. ولابد أن ننظر بطريقة سليمة للمستقبل ومن أسهل الاشياء الآن السب فى الحكم السابق وهناك حالة منتشرة بين الشعب وهى الاستماع لكل ما يقال دون تفكير فى الاحداث حتى تصل الامور للاشتعال، ولو استمر الوضع الاقتصادى على ذلك لمدة عام فمصر بالفعل ستنهار دون النظر إلى إخوان او غير إخوان فالمشكلة ستكمن فى الحكومة الحالية.
■ من فى مصر يستطيع أن يقود المبادرة بين الحكومة والإخوان؟
أرى انه لابد ان يكونوا شخصيات لها وزن سياسى من قبل الطرفين مثل البرادعى وعمرو الشوبكى وبعض شباب الثورة فلا يعقل أن نذبح من اختلف معنا معنويا، ويجب أن نجلس على طاولة الحوار دون تحديد أجندة معينة يتم التحاور حولها فنحن الآن نكرر نفس أخطاء الدكتور محمد مرسى فى دعوته للحوار دون وضع أجندة له ودون وجود مغريات للحوار لأن دائما من فى السلطة ينبغى ان يقدم اشياء مغرية حتى يجلس الناس معه على طاولة الحوار، فلو تصورنا وجود شخص عاقل فى منصب قيادى داخل تنظيم الإخوان يمكن التحاور معه ولكن لا يعقل ان يخرج لى شباب لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، ويقولون انهم منشقون عن الإخوان ونذهب للتحاور معهم فهذا امر غير معقول، لكن عندما يكون على مائدة الحوار أشخاص مثل الدكتور محمد على بشر والدكتور عمرو دراج هؤلاء شخصيات قيادية يمكن التحاور معهم والوصول إلى نتائج، لكن لو هذه الاشخاص عاقلة يلزمها وضع حل لانقاذ الجماعة بإعادة هيكلة الإخوان، لانى اعتقد ان الخطا الكبير الذى ارتكبه الإخوان بعد ثورة 25 يناير انهم تركوا أعضاء مكتب الإرشاد هو الذى يقود العملية السياسية لكن كان ينبغى عليهم أن يأتوا بأشخاص يبلغون من العمر 40 إلى 50 سنة لم يدخلوا السجون ولم تكن لهم اى مواجهات مع الانظمة السابقة ويتعاملون بطريقة طبيعية مع الشعب والقادة السياسية، لكن مكتب الإرشاد، غالبية قياداتهم كانت تعانى من التعسف من قبل الدولة ومن قبل بعض المؤسسات فى الخارج مثل منعهم من السفر حتى لو كان سفرهم لمهمة علمية، الآن نحن نحتاج إلى قيادات ليس لها أى صدام مع المجتمع، لكن مكتب الإرشاد كان يحدد الأطر السياسية التى يسعى فيها فقام بالإعلان عن انشاء حزب سياسى والدخول بقوة فى السياسة.
■ من القيادات الإخوانية الأكثر تصالحا مع المجتمع؟
كما قلت لك أرى محمد على بشر وعمرو دراج ولكن الإنسان ليس ملاكا بل له مشاعر يتغير وفقا لتجاربه الشخصية سواء كان إخوانا او غير ذلك، ولابد من وجود قيادة جديدة للإخوان تحاول ان تعيد فهم من تحتهم.. وعند الدخول إلى الانتخابات يكونون جديرين بالسلطة أو تركها لمن يستحقها.
■ من وجهة نظرك.. ما مشكلة الإخوان الرئيسية؟
أولا.. لابد من إعادة صياغة الجماعة فى الفترة المقبلة ولابد أن يكون لديها مشروع معين وتركهم لفكرة الحكم ذاتها بل من اجل تنفيذ مشاريعهم الموضوعة فهم ليس لديهم رؤى ولابد ان تعترف الجماعة بالخطأ. ثانيا.. أنا لست متفاجئا لعدم قدرة الإخوان على إدارة البلاد وذلك بسبب نقص الكوادر وقلة الخبرات ولكن صدمتى الكبرى عدم تقديم مشروع أخلاقى بل رأينا انحطاطا أخلاقيا وبعض الألفاظ الخارجة من قيادات التنظيم.. اتيحت لهم الفرصة لكن لم يستغلوها وهى إقامة مشروع لمكافحة الغش والفساد والظلم، فنحن نحتاج الآن إلى ثورة اخلاقية. ثالثا..ليس لهم توجه سياسى حقيقى وعلى سبيل المثال أحداث بورسعيد .. كان لهم أعضاء فى مجلس الشعب فى بورسعيد وعلى الرغم من ذلك لم يستطيعوا منع حدوثها أو حل هذه المشكلة، قدرتهم على التعامل السياسى فى الشارع اقل مما يجب ربما لديهم خبرة وتواجد اجتماعى وخاصة فى حل مشاكل الناس لكن القيادة الاساسية على المستوى المحلى ضعيفة.
■ بماذا تفسر إصابتهم بالهستيريا عند وصولهم للسلطة؟
حصول الدكتور مرسى على اعلى نسبة فى الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، كان سببا فى وجود الانبهار بما حصلوا عليه والتى سميتها بالهستيريا، ولا شك ان من انتخب مرسى لم ينتخبه لانه شخصية ذات هوية إسلامية ولكن لانه ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين صاحبة التاريخ الطويل، لأنه لو كان الاختيار بناء على شخصية إسلامية لكانوا اختاروا الدكتور أبوالفتوح أو د.سليم العوا، لأنهما أشهر من الدكتور مرسى، وبالتالى عندما ظهر الإخوان كان حجمهم هو ما حصلوا عليه فى الانتخابات. اما فى الجولة الثانية كان هناك طرفان مختلفان وربما لو كان صباحى أمام مرسى لكان اختلف الامر، اما أحمد شفيق فهو شخص محمل بأخطاء النظام السابق لذلك النسبة التى حصل عليها كانت اقل على الرغم من ان هناك ناخبين لم يريدوا ترشيح الإخوان لكن ذلك هو الخيار الوحيد امامهم، فالشعب المصرى ودعنى اذكرك انه فى انتخابات مجلس الشعب السابق الإخوان حصلوا على 41% والنور حصل على 30% تقريبا وباقى التيارات النسبة المتبقية ومعنى ذلك انه يوجد تعاطف مع الإخوان سواء من الناحية الاخلاقية او الدينية وايضا الرغبة فى تغيير النظام ككل والمجىء بنظام يختلف عن سابقه، لذلك أعتقد ان نجاحهم فى مجلس الشعب أو الرئاسة كان منطقيا.
■ ما تأثير سقوط الإخوان على التيار الإسلامى بشكل عام والجماعة بشكل خاص؟
أعتقد أن ذلك ينقسم إلى شقين الأول سينصرف عن التيار الإسلامى وذلك بعد تجربة الإخوان المسلمين فى الحكم ويتجه إلى التيارات المدنية الاخرى، اما الشق الثانى سيتجه إلى حزب النور، او إلى حزب ما بين الإخوان والسلفيين. اما عن شدة تأثيره على الإخوان أعتقد انهم لن تسقط شعبيتهم بسرعة وذلك بسبب عدم وجود قوى ليبرالية او مدنية مؤثرة وقوية وايضا تعاطف البعض بحجة أن التصرفات التى كانت ضدهم كانت مبالغة والتعامل الإعلامى كان لديه قدر من تحميلهم لكل ما يحدث فى البلاد، وايضا هناك اشياء ستصب فى صالح الإخوان لو حدثت وانا اتخوف منها وهى عدد من المعارك الجانبية منها لو قرر جزء من العمال الاعتراض على الدستور بسبب مادة معينة منه، وليس لاعتراضهم عليه كاملا، وأيضا كل فئة لديها مطلب خاص هذا يؤدى إلى إعادة صياغة الدستور بكامله وإحداث مشاكل.
■ هل ترى ان أعداد المتظاهرين الإخوان ومؤيديهم تراجعت بعد فض رابعة والنهضة؟
بالطبع التظاهرات تراجعت بشكل كبير للتواجد الامنى القوى ووجود حالة الطوارئ وحظر التجوال ووجود آلات الاجهزة الامنية التى تطاردهم، ولم يكن هذا تراجعا عن الافكار، وأن المتواجدين فى التظاهرات كانت تشكل نسبة 20% من الناخبين للرئيس مرسى وللإخوان وهى نسبة ضئيلة، بينما الآخرون تعاطفوا مع الإخوان، والتراجع ظهر واضحا خاصة فى الدلتا بينما لم يظهر تراجع فى الصعيد، وهناك علاقة بين التراجع فى التأييد لتراجع مستوى الرئيس فى إدارة البلاد خاصة خلال عام حكمه بعد الثلاثة أشهر الأول والذى استمر فى نفس مستوى الأداء فى الستة أشهر نفسه ثم التسعة أشهر التالية فلم يتحسن مستوى الأداء وكأنه قام بكل ما عنده فى الثلاثة أشهر الأولى وتوقف اداؤه عند ذلك، فقد وصل إلى النتيجة التى توصل اليها من الحرية حتى وصل إلى نسبة 50% مثلا من الحرية بينما قبل ذلك لم يكن هناك اى نوع من الحرية، وهذا يعنى ان هناك كتلة حرجة مؤيدة لمرسى، وهناك نقطة ثانية يجب الوقوف عندها وهو أن الوضع الاقتصادى تراجع فى عهد الإخوان لكن هذا التراجع شعرت به الطبقة الوسطى أكثر من الطبقة الفقيرة، وهم يمثلون العاملين فى الشركات والمصانع، لكن الطبقة الفقيرة طول عمرها تعانى من الفقر فى أيام مبارك ومرسى لكن كانوا يسمعون خطابا قريبا إلى قلوبهم، بمعنى ان محمد مرسى عندما وجه التحية لسائقى التوك توك لم تكن جزافا، ولكن لأن التوك توك هى وسيلة المواصلات الأولى فى مصر، لأنه يعرف ان هؤلاء الكتلة التصويتية الكبيرة صاحبة التأثير على الركاب، بينما لم يذكر سائقى التاكسى لأن عدد الركاب فيها قليل ولا يركبه إلا الطبقة العالية أو المتوسطة وبالتالى هؤلاء لا يؤثر عليهم أحد لأن غالبيتهم مثقفون، فهو كان يخاطب مجتمعا معينا ظلم ويشعر بالظلم والفقر فكان يكسب تعاطفهم، لان الجامعيين فى مصر نسبتهم 15% وال85% الباقين مؤهلات متوسطة وأميين.
■ ما النسبة التى يحصل عليها الإخوان لو خاضوا الانتخابات المقبلة؟
أعتقد أن المصالحة لن تفرق كثيرا مع الإخوان ولكن لو تصالحوا وخاضوا الانتخابات تحت مظلة الحرية والعدالة أو غيره.. أعتقد انهم سيحصلون على 20% وحدهم دون التحالف مع أحد، بينما السلفيون سيزيدون قليلا على ال30% التى حصلوا عليها قبل ذلك.
■ هل يمكن أن يكون التيار المدنى بديلا للإخوان فى المستقبل؟
أعتقد أن التيار المدنى لو استطاع ان يملأ الفراغ الذى كان يشغله الإخوان فى الشارع المصرى ووصلوا إلى الفقراء ولعبوا على وتر التكافل الاجتماعى الذى يقومون به يستطيعون ان يحصلوا على نسب الإخوان.
■ قلت من قبل إن مركز المعلومات بمجلس الوزراء يمكنه توضيح صورة المجتمع وأولويات الرئيس القادم هل ترى ان الإخوان على مدار العام المنصرم استغلوا المركز؟
ربما وأنا غير متأكد ولكن دائرة صنع القرار فى الإخوان لها قدر من الانغلاق التى لا يسمح لها بالاستماع إلى آراء حتى ولو كانت من قبل مقربين لهم وهذا ينطبق على ادائهم فى الفترة الماضية.
■ ماذا عن العلاقة بين الإخوان والدولة؟
العلاقة تكون على حسب الطرفين اذا ظل الإخوان خارج هذا الاطار وهو التفاوض ستظهر ممارسات غير مرغوب فيها ويجب وقتها احترام الدولة والقانون.
■ هل من الوارد حدوث مفاوضات سرية بين الدولة والإخوان؟
أعتقد أن الإخوان يجب عليهم التفاوض حتى ولو كانوا على خلاف مع الدولة لأن العلاقة ليست بشخص ما إنما العلاقة بدولة تحكمها علاقات سياسية وأعتقد أن التفاوض قائم.
■ ما أسباب التراجع الشعبى لتأييد الإخوان؟
من وجهة نظرى إن الاقصاء الشديد من قبل الجماعة والرئيس نفسه كان له تأثير على حالة الغضب، كما أن محاربة الرئيس للإعلام جعلت الإعلام لا يتوارى عن أى شيء حتى يسقط هذا الرئيس، خاصة ان مرسى ليس لديه إعلام، ولم يهاجم لميس الحديدى أو منى الشاذلى بل يهاجم كل الإعلاميين، وفى نفس الوقت ليس لديه إعلام يصل إلى الجمهور، فبالتالى الإعلام شحن المواطنين ضد سياسته، وبعدها دخل فى صدام مع المثقفين والقضاة وبعض المؤسسات، فعمل الجميع على مواجهته وإفشاله.
■ ما الدافع الذى يجعل الشعب يخرج للشارع كما حدث فى 30 يونيو؟
أنا من وجهة نظرى أن أى دولة ناجحة يلزمها العمل على التوازن مع كل الملفات بجانب الملف الأمنى لأنه أكثر ملف يحتاج إلى معالجة عاجلة، ويليها الاهتمام بالتعليم لأن كل ما نحن فيه الآن هو نتيجة لتعليم متدهور وفاشل طوال السنوات الماضية، فلم يربى النشء الذى يحترم الآخر ويقبل الحوار والرأى الآخر والامر الواقع والمصالحة مع النفس ومع الغير فالتعليم سبب ما نحن فيه الآن، والقصد من التعليم الثقافة، فإذا لم يتم تحسين التعليم فالمواطنون لن يتمكنوا من العمل، فمصر من اكبر الدول التى بها نسبة أمية.. والتعليم عند كل الدول هو صاحب الاهتمام الأول خاصة عند الدول المتقدمة، وتلى هذه القضية قضية المياه لأنها تمثل قضية أمن قومى وحياة المواطنين لكنها مسئولية وزيرين او ثلاثة، لكن باقى الوزراء عليهم أعباء أخرى وقضايا اخرى مثل حل أزمة البطالة وتوفير فرص عمل مناسبة للشباب، وقضية الارتفاع الجنونى فى الاسعار يجب حلها وتوفير الحلول المناسبة والواقعية لها، كل هذه مشكلات إن لم يتم تحقيقها سوف يخرج الشعب مرة أخرى على الحكومة.
■ هل خرج الشعب فى 30 يونيو بسبب هذه الأحداث؟
30 يونيو كان فيها تعبئة منظمة، وإذا حدث مثل هذه التعبئة وكان هناك أحزاب قامت على ذلك فوارد أن يحدث مثل ذلك مرة أخرى فلم يعد هناك أى شىء مستبعد على الشعب المصرى لأنه اصبح مختلفا عن السابق، فإن لم يكن هناك تواصل معه أو الحل الملحوظ لمشكلاته سوف يخرج عليه بقوة.
■ كيف ترى مستقبل الإخوان فى مصر وسط الأحداث الحالية؟
أعتقد أن مستقبل الإخوان سيتقلص دوره لمدة لا تقل عن 10 سنوات خاصة قياداتها المتورطين فى قضايا سياسية وجنائية، لكنهم متواجدون فى المشهد السياسى، مع وجود انشقاق البعض منهم بسبب آدائهم السياسى او ملاحقتهم الامنية، ومن ناحية أخرى الجماعة تحتاج إلى قرار جرىء لمراجعة نفسها فكريا وسياسيا.
■ هل تعتقد أن الاستفتاء على الدستور سيشهد إقبالا كبيرا أم أن الشعب مل من كثرة الوقوف فى الطوابير الطويلة دون جدوى؟
أعتقد ان الدستور سيشهد اقبالا ولكن ليس كبيرا وربما يقاطعه الكثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.