فجرت وثائق جهاز أمن الدولة الذي تساقطت مقاراته واحداً تلو الآخر، جدلاً واسعاً في أوساط الرأي العام السياسية والإعلامية والأمنية، لما كشفته من معلومات ومستندات إضافة إلي كشفها عن تورط شخصيات إعلامية ومعارضة وأعضاء بالجماعات الإسلامية خاصة الإخوان في العمل لصالح الجهاز وإمداده بالمعلومات وكذا داخل أحزاب المعارضة والجمعيات الأهلية، إضافة إلي تسجيل الجهاز لمكالمات هاتفية وممارسات جنسية بأشرطة فيديو لشخصيات سياسية وعربية بالفنادق المصرية. وكان الهجوم علي جهاز أمن الدولة قد تعالت نبرته الجمعة الماضي بميدان التحرير حيث طالب المتظاهرون بحل الجهاز عقب حضور د. عصام شرف رئيس الوزراء إلي ميدان التحرير وتأكيده عزمه تنفيذ مطالب الثوار الذين اكتسب منهم شرعيته حسب قوله. في الوقت الذي فيه توالت محاولات الاقتحام في مصر الجديدة أمس الأول وأكتوبر وحلوان وعدد من المحافظات. الاقتحامات في وقت متقارب وبنفس الطريقة أثارت التساؤلات حول من يقف خلف تلك الأعمال ومن تتحقق مصلحته بحل هذا الجهاز؟ وتباينت التوقعات ما بين من قال إن قيادات الجهاز سعت إلي تدمير المستندات خشية إثبات تورطها في جرائم تعرضها للمساءلة القانونية والأخلاقية فيما قال آخرون إن خلف تلك الحوادث تنظيمات تستهدف إشاعة الفوضي في أرجاء الوطن للقفز علي السلطة إن لم تكن بينها وبين جهات خارجية تنسيق مستغلين سخط قطاعات من الجماهير علي ممارسات الجهاز السابق. ووجه المجلس الأعلي للقوات المسلحة عدداً كبيراً من رسائل للمواطنين التي يحث فيها علي الهدوء لتحقيق استقرار الوطن محذراً من إعطاء الفرصة لمن أسموه الجبناء الذين يريدون خطف الثورة وتخريب الممتلكات مطالبين بضرورة إعطاء فرصة للإصلاح بعد وصول الرسالة وأكدت الرسائل عن قيام بعض القطاعات بتنظيم وقفات برغم عودة الحياة الطبيعية يؤخر المسيرة العامة للبلاد، واصفاً من تطوعت له نفسه في حرق ممتلكات مصر بغير المصري. وقام محتجون من أهالي مدينة مرسي مطروح باقتحام وحرق العديد من منشآت الشرطة بمطروح وأحرقوا مقر فرع أمن الدولة عقب انسحاب ضباط وأفراد الجهاز منه وقاموا بحرق قسم شرطة مدينة مرسي مطروح وإحراق سيارات الشرطة وفتح الحجز ليتمكن 50 سجيناً من الهرب. وأسفرت الأحداث عن احتراق 4 سيارات تابعة لوزارة الداخلية فيما تواصل قوات الجيش بالتنسيق مع وحدات الدفاع المدني إخماد النيران بالمنشآت الشرطية، ومن جانب أخر نظم 400 شخص وقفة احتجاجية أمام مباحث أمن الدولة بمدينة قنا واستدعوا عناصر من الجيش قامت بالتحفظ علي الملفات والسيديهات وعثروا علي أوراق مفرومة داخل المقر. وفي المنوفية نظم أبناء شبين الكوم مظاهرة حاشدة أمام مقر أمن الدولة بشبين الكوم للمطالبة بإلغائه واتهموه باعتقال المئات وتعذيبهم مما أودي بحياة الكثيرين منهم وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد.. إسقاط أمن الدولة». وكان المئات من أهالي المعتقلين وشباب جماعة الإخوان المسلمين قد تظاهروا أمام مقر مباحث أمن الدولة في أسيوط بشارع الترعة الإبراهيمية وحاولوا اقتحام المبني للإفراج عن المعتقلين والحصول علي الملفات قبل إحراقها.. وعلي الفور قامت القوات المسلحة بتأمين المبني ومنع الاحتكاك بين المتظاهرين وضباط أمن الدولة الذين تركوا المبني وخرجوا من الأبواب الخلفية. وقامت القوات المسلحة بتكسير كاميرات المراقبة الموجودة أمام مبني مباحث أمن الدولة والسماح لأحد قيادات المتظاهرين للدخول إلي المبني للتأكد من خلوه من المعتقلين وعدم إحراق أي أوراق به. وطالبت قوات الجيش بالسماح لهم بدخول المبني والحصول علي الملفات والأوراق المهمة لتسليمها إلي الجهات القضائية لما تحتويه من أسرار وتحقيقات تدين العاملين بالفرع. واستجابت قوات الجيش المسئولة عن حماية المبني لمطلب المتظاهرين وسمحت لمجموعة منهم بالدخول ولكنهم وجدوا الأبواب الداخلية مغلقة في الوقت الذي حاول أبناء الزقازيقوقنا والمنصورة والفيوم اقتحام فروع أمن الدولة لإخماد الحرائق التي انتشرت أمس في ملفات الجهاز.