في حلقة جديدة من مسلسل تصاعد الاحتجاجات في الشرق الأوسط قامت المملكة العربية السعودية بحشد قرابة 10.000 من أفراد الأمن في المنطقة الشرقية المحافظات ذات الأغلبية الشيعية وإغلاق الطريق السريع في الدمام مع وجود حافلات لنقل القوات تحسبا ليوم الغضب والذي بات يطلق عليه "ثورة حنين" والتي من المقرر اندلاعها في الأسبوع المقبل حسبما أفادت صحيفة الاندبندنت البريطانية. ويعد الكابوس الأسوأ في المملكة العربية السعودية هو وصول الصحوة العربية الجديدة من التمرد والعصيان في المملكة وهو الأمر الذي يلقي بظلاله علي الأوضاع الآن علي بيت آل سعود متأثرة بانتفاضة الأغلبية الشيعية في البحرين والتي تحكمها السنة، وسط دعوات المحتجين للإطاحة بحكم آل خليفة ووصل الأمر إلي انتشار عدة تقارير تفيد قول العاهل السعودي الملك عبد الله للسلطات البحرينية إذا لم تتمكن من سحق التمرد الشيعي فالقوات السعودية ستفعل. وتتوقع قوي المعارضة تجمع ما لا يقل عن 20.000 سعودي في الرياض وفي محافظات المنطقة الشرقية في البلاد خلال الأيام الستة المقبلة للمطالبة بنهاية للفساد وإذا اقتضي الأمر المطالبة بالإطاحة بآل سعود. ومن جانبها قامت قوات الآمن السعودية بنشر قواتها والشرطة المسلحة حول منطقة القطيف والتي يقطن بها معظم المسلمين الشيعة كما تداول المتظاهرون بالأمس صورا لعربات مدرعة وحافلات من قوات الشرطة علي الطريق السريع بالقرب من مدينة الدمام. علي الرغم من المحاولات السعودية لتجنب أي أخبار عن حجم انتشار الاحتجاجات فقوات الأمن السعودي علي علم منذ أكثر من شهر بأن حمي تمرد السنة الشيعية في البحرين من المحتمل أن تنتقل إلي المملكة العربية السعودية. وفي داخل السعودية تتناقل الآلاف من الرسائل الالكترونية وعبر الفيس بوك لتشجيع السعوديين علي الانضمام للمظاهرات التي من المقرر أن تشهدها البلاد ويشيرون إلي ضرورة وجود النساء السعوديات في الصفوف الأمامية للمتظاهرين لمنع قوات الأمن السعودية من إطلاق النار. وإذا قررت العائلة المالكة في السعودية استخدام الإفراط في القوة ضد المتظاهرين فسيواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما واحدا من أكثر القرارات حساسية في الشرق الأوسط فعندما اندلعت الثورة في مصر لم يكن من جانب أوباما سوي تأييد المتظاهرين بعد قيام الشرطة باستخدام القوة ولكن المملكة العربية السعودية من المفترض أنها "حليف رئيسي" للولايات المتحدةالأمريكية وواحدة من المنتجين الرئيسيين للنفط علي مستوي العالم فسيضطر أوباما لحماية الأبرياء. وحاولت السلطات السعودية العمل علي إثناء شعبها عن دعم وتأييد المظاهرات يوم 11 من مارس الجاري بالقول إن معظم المحتجين "عراقيون وايرانيون" وهو ما يعيد إلي الأذهان السيناريو الذي استخدمه بن علي في تونس ومبارك في مصر وبوتفليقة في الجزائر وصالح في اليمن وآل خليفة في البحرين"أيدي أجنبية" تقف وراء كل تمرد ديمقراطي في الشرق الأوسط. فالجزيرة العربية قدمت للعالم النبي محمد والثورة العربية ضد العثمانيين وطالبان وأحداث الحادي عشر من سبتمبر والقاعدة. واستمرار الاحتجاجات في المملكة سيؤثر علينا جميعا ولكن ليس أكثر من النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية المحافظ الذي يدير شركة بدون مساهمين ويطلق عليهم آل سعود.