هاجم محمد الصاوي وزير الثقافة النظام السابق وقال إنه عمل علي تفريق المواطنين وتقسيمهم علي أسس دينية أو عرقية أو جغرافية لتسهل له السيطرة علي مقاليد الحكم. ونفي الصاوي في حواره مع «روزاليوسف» الاتهامات التي توجه له بميوله الإخوانية قائلاً إنه ينتصر لفكر الدولة المدنية.. لكنه لا يوافق علي التنكر للدين لافتًا إلي أنه لا يريد تقييد الحريات ولن يكون رقيبًا علي الثقافة. - بداية.. لماذا قبلت المنصب؟ عندما طرح اسمي مرشحًا لوزارة الثقافة لم أكن أري أنه شيء جاد واعتقدت أن هذا ترشيح الناس حتي تلقيت مكالمة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء فقلت له «لا أريد العمل مع شخصيات مكروهة لأنني متعود أن أكون محبوبًا والله أكرمني بهذا الشيء علي الأقل خلال ال 8 سنوات الأخيرة فسألني عما أقصد فقلت له الشخصيات الكئيبة التي تبوس الأيادي والأرجل والمتهمة بالخيانة العظمي والتي تسببت بشكل عدواني جدًا في إفساد الحياة السياسية بانتخابات مزورة فكان الرد لن أجد أحداً منهم. وأضاف الصاوي: قبلت المنصب لأني رجل وطني يريد أن يخدم بلده والحقيقة أني غير نادم لأنها فرصة لتغيير واقع كان لابد أن يتغير وأنا لست الأفضل لتولي الوزارة وإنما ظروف تلك المرحلة تسمح بالتغيير في ضوء الثورة وسقوط رأس النظام وأصبحت المسألة فرصة لمكافحة الفساد والرشوة وأوضح أنه يتوجه بمخاطبة نفسه ومن في الوزارة الذي وصفهم بالزملاء بعدم وجود مبرر الآن بالتمسك بأوجه الظلم والفساد وسوء التوزيع التي كانت سائدة. - كيف ستطهر الوزارة؟ أجمع المعلومات وأتعاون مع الجهات الرقابية في محاولة تقنين ووضع محددات حقيقية واضحة شفافة معلنة لجميع طرق توزيع. - هل ستعلن قريبًا عن أسماء مدانة؟ لم يحدث أن اكتشفت شيئا إلي الآن وتحسبًا لذلك أجمع المعلومات ويجب علي الرقابة الإدارية وجميع الجهات المعنية ملاحقة الفساد وإذا حدث ووجد النيابة هي التي ستعلن. - وماذا عن التفاوت في المكافآت بالوزارة والذي وصل إلي مطالبة أحد رؤساء القطاعات بفتوي قانونية تتيح له الحصول علي أكثر من 200% حوافز؟ لا توجد أمامي أيه أوراق حتي الآن ومؤكد ليس لدي استعداد أن يكسب أحد عن الآخر ليصل إلي 200 أو 300% ولا يوجد أفضل من الجهات الرقابية الجامدة «الجدعة» علي حد وصفه لتتحمل المسئولية وسأكون دائمًا مؤيدا لهم وليس لدي استعداد أقول علي أي حد بلاش وحرام عليكم ولن أفعل في الوزارة مثلما فعل البعض بتذكيرنا أن الرئيس مبارك خدم مصر وحارب في 73.. طيب هو حارب في 73 الإسرائيليين وحارب المصريين في يناير. وأضاف: واحد ظالم عمل إنجازا في النهاية سقطت إنجازاته أمام الظلم وهذا لا ينفع. - من ضمن الانتقادات الموجهة إليك حضورك اجتماع ضمن عدد من المثقفين بقيادة جمال مبارك أمين لجنة السياسات السابق بالحزب الوطني؟ لم يكن سرًا إنما في العلانية وكان الاجتماع بمشاركة تنظيمية من د.إسماعيل سراج الدين بمكتبة الإسكندرية وفي البداية أؤكد لست عضوا في الحزب الوطني إنما الاجتماع ببساطة كان تحت عنوان «مستقبل الثقافة المصرية» وفي تصوري أن دعوتي كانت فرصة ذهبية. - لماذا؟ كانت لدي فرصة لأعبر فيها عن وجهة نظري ورؤيتي للحياة الثقافية المصرية وعرض منهجي في أن الحوار في أفضل الطرق للوصول إلي حلول عملية لمشاكلنا. - هناك تخوفات من المثقفين أن تكون رقيبًا علي الإبداع كيف ستتعامل معهم وهل ستلجأ للمصادرة؟ من ضمن الانتقادات التي وجهت إلي من قالوا إني «متدين» وسأقوم برقابة علي الكتب وأبهدل الدنيا وأنا طبعًا لست علي تلك الصورة وهناك مبالغات.. الحقيقة لا أريد تقييد الحريات ولكني لن أتبني إصدار كتاب يتضمن ألفاظا غير راقية والمقياس واحد وإذا سألتني عن عمل مثل «ألف ليلة وليلة» وكيفية التعامل معه سأتركه لأنه تراث مؤكدًا أنه لا يصح أن الحياة تكون مجردة من الحكمة وتقدير المواقف. - هل تقصد أنك تعترض فقط علي إقحام أشياء في موضوعات بعينها لا تحتاج لذلك؟ - طبعًا. - منذ شهور أقامت الوزارة معرضا بعنوان «الجسد الإنساني» وتضمن الموديل العاري هل تقبل بتكرار ذلك؟ من يراقب عملي في ساقية الصاوي سيجد معارض تشمل ما يسمي بالعري لجسم الإنسان إنما لا توجد بها إثارة للغرائز وأعتقد أن أي شخص تجاوز رابعة ابتدائي يستطيع التفريق والفهم ولا نحتاج لكبار المثقفين ليروا هل الرسم المقصود منه لتقدير الجمال بشكل تعبيري معين أم إثارة والشيئان يوضعان بجانب بعضهما وبسهولة جدًا يمكن أن يتضح الفرق. - تلك المعارض تناولت أيضًا النقاب فما رأيك؟ الذي أفهمه أنه ليس ملزمًا للسيدات وبالتأكيد ليس لدي الاستعداد للاصطدام بأحد لمجرد أنه اختار النقاب فتلك حرية شخصية وأري من حق الجهات التي تريد التحقق من الشخصية تقوم بذلك بطريقة بها كرامة للسيدة، وأنا أري أنه لا يستحق أن يكون موضوعا أصلاً للتناول. - كيف سترسخ الوزارة فكرة الدولة المدنية؟ أنتصر للفكرة إنما لا أوافق علي التنكر للدين وكأنه عبء علي الدولة فالدين دائمًا مرجعية محترمة وهو أنني عندما أقول الدين أقصد الإسلام والمسيحية وجميع الرسائل السماوية التي بعث بها الأنبياء من آدم وحتي محمد «صلي الله عليه وسلم». وأضاف: الحياة حدث فيها انفراج جميل وأصبحت لدينا ممارسة للحوار الحقيقي يمتد التمثيل المباشر والجرعة من 25 يناير إلي الآن أعلي من تاريخ مصر كله منذ عهد الفراعنة والمصري الذي تعود عدم التكلم أو النقاش وبناء أحكام في الظلام اكتشف الآن عدم وجود اختلاف بين المسلم والمسيحي وما حدث من فتنة كان صناعة النظام الفاسد الذي كان يري أن مصلحته في تفريق الناس علي أسس سواء دينية أو عرقية أو جغرافية والغرض إضعاف الأمة ليسهل تسييرها السيطرة عليها. - أين قصور الثقافة من شباب 25 يناير؟ أنشطتها لم تبدأ بعدد لكن بالطبع سيكون من أولوياتها شباب 25 يناير ولدي برنامج عنوانه «الشعب يريد محو الأمية» وكل التعبيرات التي سنعملها للناس هي ميدان التحرير والثورة والحق والعدالة الاجتماعية. - ما الاستعدادات الأخري لخطتك الثقافية؟ أبسط الطرق وبسرعة وبأوسع نطاق أن يجعل الجمهور يقرأ كتابا ويناقشه ونستمع إليه فنحن نريد فكرة التفاعلية والتعبير عن الآراء مؤكداً أننا نحتاج لأكبر جرعات ممارسة الحريات للتأكيد أن ما حدث واقع ولا يمكن الارتداد عنه. - ما المبادئ الأخري التي تريد ترسيخها؟ البعض يسخر مني لتأكيدي أهمية الرياضة وما أعنيه الروح والارتقاء بالمشاعر والخلق وبالتأكيد الاستفادة منها بدنيا إنما هي في الأصل مسألة روحية إنسانية شريفة جداً والناس لا تتعامل معها بهذا الشكل فلا يستفيدون منها كثيرا علي الرغم من وضع مساحة كبيرة لها في حياتنا. - هل لديك اتصالات مباشرة مع شباب 25 يناير؟ لدي معرفة بعدد منهم وأتحدث معهم وأريد من خلال «روزاليوسف» الدعوة للتحاور معهم فهم نماذج جميلة ومثقفون. - هل ستجتمع بالمثقفين؟ طلبت الاجتماع بالمجلس الأعلي للثقافة قريبا ولن انتظر لميعاده الطبيعي لتشوقي لرؤيتهم. - وماذا لو قوبلت بالرفض وعدم الحضور من قبلهم؟ بذلك يعلنون عدم تعاملهم معي وتلك مسألة تخصهم إنما أنا أرحب بكل المعارضة والاختلاف وأحب الاجتماعات الحوارية التي يختلف فيها الحاضرون فاعتبرها ممتعة وتشغل المخ. - هل أنت جاهز لمقابلتهم وما مدي تخوفك من ذلك؟ طبعا جاهز من الآن وعمري ما خفت من شيء لدي مبادئ أفخر وأعتز بها واحدها الاستعداد للمناقشة والهزيمة وأحب أن اخسر فكريا لأنه عندما اخسر باكسب لتعلمي شيئاً لم أكن أعرفه. - وماذا عن مؤتمر المثقفين وجوائز الدولة هل سيتم إلغاؤه؟ بالنسبة لمؤتمر المثقفين سأعمل من أجله ليخرج متوافقا مع طموحات المرحلة الحالية وجوائز الدولة يتم تحضير مذكرة بالموقف لوجود أزمة في تسميتها باسم «مبارك». - مؤتمر المثقفون تضمن اقتراحات بدعوة التيارات الإسلامية والإخوان المسلمين هل مستعد لمشاركتهم؟ سياسيا أصبح هناك اعتراف بهم وخرجوا علي السطح ولا أريد الرد بترحيبي إنما مستعد للحوار مع أي أحد. - ما مدي اختلافكم مع أفكار الإخوان؟ لم يحدث أن التقيت بأحدا أو بشكل محدد واضح لا أعرف اتجاهاتهم الفكرية. - أليس لديك قلق من الزيارة المفاجأة لمحمد عبدالقدوس بأن يزيد اتهامك بالميول الإخوانية؟ لن أترعب والرجل ضيف أتي بكتاب للراحل إحسان عبدالقدوس وقال لي لا تخف من المعترضين وقلت تتحفز غير خضوض لأن ذلك شيء صحي ومازحته ضاحكا أنت هتضيعني. - الشركة العالمية التي تشارك فيها كانت إحدي المنظمين لرالي الفراعنة الذي شارك فيه إسرائيليون ما ردك وهل توافق علي التطبيع الثقافي؟ لا أريد أن أظهر كبطل ولكننا توقفنا عقب مشاركتهم وليس وقت التطبيع الثقافي طالما الظلم والسرقة للأراضي الفلسطينية موجود وعدوان علي المواطنين. - هل ستتعاون مع الأزهر ووزارة التربية والتعليم؟ أنا بموت في التربية والتعليم وكان نفسي تولي منصب وزير التربية والتعليم ضحكوا علي وشغلوني وزير ثقافة وكنت أقول لأصدقائي أن الشغلانة الوحيدة التي لدي استعداد للتمرميط بسببها هي «ده» وأعرف طبعا أن شغلة الحكومة في مصر شيء رديء جداً. - هل تري أن التعليم يسبق الثقافة لإنتاج نشء مثقف؟ كتبت مقالا أن كل الطرق تؤدي إلي روما وممكن تطوير البلد من التعليم والثقافة أو النشاط الاجتماعي الأهلي المهم الإخلاص والصدق وضوح الرؤية والاستعداد لأفكار ثورية خارجة عن المؤلف. - هل تري قصورا في دور الأزهر؟ الأزهر له دور مهم ولديه فرصة كبيرة لتوسيع رقعة الاستنارة وتغيير مفاهيم كثيرة والتي تسببت في جمود فكري وقادر علي أن يقود الإشعاع الحاضري بشكل قائم. - ماذا عن أزمة الموارد بالوزارة؟ لا نريد أزمة موارد لا تصدق دائما في حلول لتوفير الموارد بشكل قانوني بإعادة توزيع الأموال وخفض الانفاق وإقامة مهرجان ليس من الضروري أن تتضمن ملامحه الأساسية عشاء إنما يجب أن يصرف علي الفكر. - ما المشكلات التي قابلتها حتي الآن؟ عدم انتظام الهيكلة والقواعد لم تكن واضحة. - طلبت من المتظاهرين طرح 10 أسماء للمثقفين لعرضها علي رئيس الوزراء فهل ستستقيل؟ المتظاهرون قالوا أنت لست مثقفاً فرديت متسائلاً قولوا لي من المثقف لكي أفهم علي ماذا أقيس وتقديم الاستقالة كأنني بهزر ولن أضحك عليكٍ أو علي الناس وأقول إنني مستعد لتقديم استقالتي عقب ترشيح المثقفين وتساءل لماذ يكون وزير الثقافة بالضرورة معروفا أو مشهورا أصلاً المفروض أن يكون شريفا ويعي كيفية الإدارة والعمل الوزاري سياسة وليس تخصصا ولا يوجد سبب في الاستقالة إلا في حالة واحدة إذا تأكدت أن تلك الحكومة مستمرة في سياسة الفساد والقهر والبطش. - حضرت اجتماعا في مجلس الوزراء ما مدي المصداقية التي شعرت بها؟ أعمل وأنا مبسوط وهناك نية طيبة جدا لتطهير البلد من جميع أشكال الفساد ومقتنع بهذا وواضح ولن استمر في الحكومة بعد 6 شهور أؤكد ذلك وقال لن أعمل موظفا في الحكومة. عقب انتهاء تلك الحكومة وأكد الصاوي خلال الحوار أنه كان ينزل ميدان التحرير ويمشي في الشارع بشكل عادي أما الآن فصعب النزول للميدان لأنه لا يحب أن يعامل كوزير إنما كمواطن عادي.