قال السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج أنه تم تسيير 23 طائرة أمس الأول الاثنين لإعادة المصريين الراغبين في العودة من ليبيا حيث تم تسيير 19 طائرة إلي مطار طرابلس و4 طائرات إلي مطار سبها في ليبيا وذلك بجانب 29 طائرة تم تسييرها إلي مطار جربا في تونس ليبلغ إجمالي الطائرات 52 رحلة إلي تونس وليبيا.. وأشار إلي وصول سفينة تابعة للقوات المسلحة إلي ميناء جرجيس في تونس وهي واحدة من 4 سفن جار إرسالها من القوات المسلحة حيث تبلغ حمولة السفينة الواحدة 2100 مواطن. وأضاف السفير عبدالحكم: إنه سيتم تسيير عبارتين آخريين إلي ميناء طرابلس البحري وهما القاهرة والرياض.. وأشار إلي أن منظمة الهجرة الدولية قامت بالتعاقد مع السفينة الحبيب لإجلاء المزيد من المواطنين المصريين من تونس بالإضافة إلي قيام المنظمة بتوفير عدد من الطائرات لإجلاء المصريين بجانب استمرار الجسر البري بين ليبيا ومنفذ السلوم. وأعلن السفير عبدالحكم ارتفاع عدد القتلي من المصريين في ليبيا إلي 6 أشخاص 3 منهم بطلقات نارية وآخر في حادث طريق واثنان تم قتلهما علي يد قطاع الطرق بمنطقة بني غازي كما يوجد 22 مصاباً بينهم 4 مصابين بطلقات نارية و18 آخرون في حادث انقلاب إحدي الحافلات في طبرق. وأشار إلي أن المصريين الذين وصلوا أمس عبر منفذ السلوم والطريق البري 3175 مواطناً مصرياً والذين وصلوا إلي مطار القاهرة 7650 مصرياً وبذلك يبلغ إجمالي المصريين العائدين من ليبيا برياً وجوياً من 21 فبراير حتي 27 فبراير 72 ألفاً 535 مواطناً مصرياً، بينما وصل عدد رعايا الدول العربية والأجنبية 14 ألفاً 802 شخص. وأشار إلي أنه قد قام بإجراء اتصالات مساء أمس الأحد مع شركة مصر للطيران لإرسال 15 ألف بطانية لاستخدامها في مراكز الإيواء للمصريين علي الحدود التونسية الليبية، مشيراً إلي أن كل من السلطات الجزائرية والتونسية تحاول تقديم كل التسهيلات والمساعدة للمصريين بما في ذلك المساعدة الطبية مما يتوجب توجيه الشكر لهم. مؤكداً أن السفارة المصرية والمكتب التابع لها تقوم بتوفير المواد الغذائية للمصريين مؤكداً أن السلطات المصرية تحاول الحصول علي تصاريح لإرسال المزيد من الطائرات والسفن لإجلاء المصريين. وفي السياق ذاته شهدت مدينة السلوم الحدودية رواجاً وانتعاشاً اقتصادياً كبيراً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجماهيرية الليبية وما تبع من هجرة جماعية للعاملين الوافدين من ليبيا إلي السلوم. ومن أكثر السلع التي يقبل عليها الوافدون الأجانب والمصريون استبدال العملة الليبية بنصف الثمن بعد أن تدهورت قيمتها أمام مختلف العملات خاصة الجنيه المصري والدولار واليورو بجانب عقد صفقات غذائية بكميات كبيرة من المحالات التجارية للقادمين الليبيين من الجماهيرية والذين يقومون بشراء كميات كبيرة من الأغذية نظراً لعدم كفاية القوافل الغذائية التي تأتي من بعض المحافظات والجمعيات. كما تشهد المدينة انتشاراً مكثفاً للسيارات والأتوبيسات السياحية لنقل الركاب إلي داخل الأراضي المصرية. وبدا لافتاً انتشار عدد كبير من الأشخاص علي المقاهي المتواضعة بالمدينة خاصة مراسلي وكالات الأنباء المحلية والعالمية التي تمتلئ بها المقاهي مما كان له أثر كبير في حدوث رواج اقتصادي كبير في جميع المحلات. «روزاليوسف» رصدت الحركة التجارية والرواج الاقتصادي الكبير في مدينة السلوم التي شهدت قبل هذه الأحداث حالة من الركود بسبب غلق المنفذ. محمد سنوسي من أهالي السلوم صاحب مطعم يري أن المدينة تشهد انتعاشاً اقتصادياً كبيراً، مشيراً إلي أنه بعد أن كان يقف بمفرده بالمحل بمساعدة طفل صغير اضطر إلي إحضار 4 أشخاص لمساعدته نظراً للإقبال الكبير جداً. وأشار إلي أن الوفود القادمة تشتري كميات كبيرة من الطعام يقوم البعض بحجز كميات كبيرة من السندوتشات في اليوم السابق بدلاً من وقوفه لفترة كبيرة حتي يأخذ طلبه. ويشير باسط الملاح إلي أن مدينة السلوم بعد غلق المنفذ البري بين مصر وليبيا زادت البطالة بين سكانه حتي أصبح أكثر من 40% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر مرجعاً السبب في ذلك إلي غلق منفذ السلوم البري والذي كان يعمل معظم السكان في التجارة البينية بين مصر وليبيا مما أدي إلي غلق العديد من المحالات التجارية التي كانت تعتمد في المقام الأول علي هذه المنتجات. وأضاف: إنه منذ بدء الأحداث الليبية وهناك انتعاش كبير بالمدينة نظراً لعدد الوافدين من الأراضي الليبية والتي تقدر بأكثر من 10 آلاف وافد يومياً بخلاف امتلاء المدينة بآلاف من السيارات والأتوبيسات ووكالات الأنباء والصحفيين حتي أن المدينة حييت مرة أخري بعد فترة كبيرة من الاحتضار. وأوضح أن هناك رواجاً كبيراً لشراء الأسماك حيث لا يوجد بالمدينة سوي 3 مطاعم فقط مما أدي إلي زيادة المبيعات بشكل خيالي وقال: فكرتنا بأيام العز حينما كان المنفذ مفتوحاً للتجارة البينية بين مصر وليبيا وكنا نستهلك يوميا أكثر من 300 كيلو. بينما شهد منفذ السلوم تراجعاً ملحوظاً في الوافدين من ليبيا حيث استقبل المنفذ 5848 وافداً بينهم 3175 مصرياً و2673 أجنبياً ليرتفع عدد المصريين والأجانب القادمين من الجماهيرية الليبية منذ اندلاع الأحداث هناك 76 ألف شخص. وأعلن اللواء مدحت موسي مدير منفذ السلوم البري عن وصول بعثة من الأممالمتحدة واليونيسيف لمتابعة دخول الوافدين من الأراضي الليبية إلي المنفذ، والإطلاع علي أحوال الرعايا الأجانب والأطفال والنساء ومدي توافر مستشفيات ميدانية وأدوية أو أغذية لهم مؤكداً أن البعثة قامت بمعاينة مبني المستشفي الميداني بالمنفذ، ومستشفي السلوم المركزي، وبينما يشهد الجسر البري بين مصر وليبيا حركة مكثفة حيث يعمل 315 أتوبيساً و4 قطارات علي نقل المصريين العائدين من ليبيا. عبرت منفذ السلوم 4 قوافل إغاثة كمساعدات للشعب الليبي تحمل عشرات الأطنان من الأدوية والأغذية يرافقها 10 أطباء في تخصصات العظام وجراحة المخ والأعصاب والتجميل والتخدير في طريقهم إلي بني غازي بالإضافة إلي قافلة محملة بألبان أطفال ومحاليل غسيل كلوي وأدوية ومستلزمات طبية وأجهزة استنشاق صناعي ومواد غذائية بقيمة مليون جنيه مصري. وفي غضون ذلك استقبل مستشفي السلوم المركزي كل من جمعة علي رسلان 52 سنة ونجله فرحات 25 سنة من مدينة الضبعة جثتين هامدتين أثر مصرعهما في حادث انقلاب سيارة بمنطقة أبو زريبة شرق السلوم عند الكيلو 40 وإصابة 6 آخرين تم نقلهم إلي مستشفي السلوم. وميدانياً.. شهدت الساحة الليبية تطورات متلاحقة حيث تؤكد آخر الأنباء الواردة من ليبيا قيام قائد المنطقة الشرقية العسكرية برتبة لواء بالانقلاب علي القذافي، وتمكنت الكتيبة الأمنية بطبرق التي انضمت للثوار بقيادة العميد فتح الله الشهيبي من إسقاط طائرة أثناء محاولتها الهبوط بمطار طبرق، وعلي متنها مليشيات مرتزقة من زائير.
