تتجه وزارة التجارة والصناعة إلي وضع سياسات جديدة لصندوق دعم الصادرات بعد أن حصل 3 آلاف رجل أعمال علي نحو 12 مليار جنيه خلال السنوات الخمس الماضية. وعلمت «روزاليوسف» أن ذلك التوجه يأتي علي خلفية الضغوط الكبيرة التي تواجهها الحكومة من الرأي العام ضد فساد بعض رجال الأعمال وحصولهم علي أراض وأموال من الدولة دون وجه حق. وقال مصدر بوزارة التجارة والصناعة فضل عدم ذكر اسمه: إن السياسات الحالية للدعم التصديري لرجال الأعمال فتحت الباب أمام الفساد حيث حصلت 160 شركة علي نحو 300 مليون جنيه من الصندوق عن طريق ضرب الفواتير وتزوير المستندات. وأوضح المصدر أن تلك السياسات أيضاً شجعت علي استيراد الخامات بنهم من مختلف الدول لاسيما دول جنوب شرق آسيا وأشار إلي أن ذلك يتضح بشكل جلي في قطاع صناعة الملابس والنسيج، حيث لجأت المصانع في هذا القطاع إلي استيراد كميات كبيرة من الأقمشة والغزول للحصول علي 8 دولارات دعم تصدير لكل 100 دولار تصدير وهو ما تسبب في انهيار تلك الصناعة. وأكد المصدر أنه حان وقت فضح رجال الأعمال وأن علي الحكومة أن تعيد حساباتها وتوجه ميزانية صندوق دعم الصادرات التي تصل إلي ملياري جنيه سنوياً إلي الإنفاق علي الخدمات الخاصة بالمواطنين وتحسين مستويات المعيشة والأجور. وبين المصدر أن حكومة رجال الأعمال السابقة اهتمت خلال الفترة الماضية برجال الأعمال ودعمتهم بالأراضي والمال بحجة تحقيق معدلات نمو عالية لتوفير فرص عمل وتشغيل الشباب إلا أن ذلك لم يؤت ثماره عند قطاع كبير من الناس ما ساعد علي تفجر الثورة. وشدد المصدر علي أنه في حالة استمرار صرف المساندة التصديرية فإن ذلك يتطلب وضع ضوابط صارمة في عمليات الصرف منعاً للفساد وضماناً لتحقيق الأهداف. وفي سياق متصل كشف تقرير لصندوق دعم الصادرات عن حصول قطاع الغزل والنسيج علي نصيب الأسد من قيمة الدعم التصديري بنسبة تصل إلي 35% تلاه قطاع الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية بنسبة 30% ثم قطاعا الصناعات الكيماوية والهندسية. وبين التقرير: من أبرز الشركات المستفيدة من الدعم في قطاع النسيج والملابس شملت «السويسرية للملابس» المملوكة لرجل الأعمال علاء عرفة و«النيل» و«سايد» المملوكتان لجلال الزوربا والمصرية الدولية للتريكو المملوكة لباسم سلطان وشركة جيزة للغزل والنسيج المملوكة لمحمد مرزوق، في حين تصدرت شركة «يونيلفر مشرق» المملوكة لوزير التجارة والصناعة السابق رشيد محمد رشيد قائمة الشركات المستفيدة من الدعم في قطاع الصناعات الغذائية وكذلك شركة «جهينة» المملوكة لرجل الأعمال صفوان ثابت و«بيتي» و«إنجوي» و«دانون» و«فارم فريتس».