الاقصر مهد الحضارة و التاريخ فهي تمتلك أكثر من ثلث آثار العالم وتمتد جذورها في أعماق التاريخ.. وتقف الأقصر كشاهدة علي عظمة الإنسان المصري . وفي حوار بلا قيود التقت «روزاليوسف» محافظ الاقصرد.عزت سعد قبل صعوده مع ركاب أول رحلة بالون بعد توقف دام قرابة الشهرين، وذلك عقب حادث سقوط البالون الطائر المنكوب في فبراير الماضي، والذي راح ضحيته 19 سائحا من مختلف الجنسيات، وذلك في محاولة لتنشيط قطاع البالون الطائر بالمحافظة، لما يمثله من أهمية سياحية كونه نمطا سياحيا تنفرد به الأقصر عن غيرها من مناطق مصر السياحية. ■ منذ توليك لمنصب المحافظ وتحمل علي عاتقك النهوض بمدينة الأقصر وإعادة التدفق السياحي إليها ما هي الخطط المستقبلية لتطوير الأقصر؟ لاشك ان خطة تطوير الاقصر تحتاج لدعم كبير وغير محدود من الحكومة وخلال السنتين الماضيتين وبعد تراجع معدلات السياحة باللأقصر تم كشف أمور شديدة الخطورة وهي لابد من البحث عن موارد جديدة للنهوض بمحافظة الأقصر فمن هنا زاد اهتمامنا بقطاعي الصناعة والزراعة وأشار أن المحافظة لديها خطة تقوم علي تطوير المناطق الاثرية وفتح محاور مرورية جديدة وتوسعة الميادين وتجميلها بما يسمح بتدفق مروري سهل. وأشار المحافظ انه تم انشاء منطقتين صناعيتين بالبغدادي وأرمنت للصناعات الزراعية وذلك حتي لا يضطر المزارعون إلي اللجوء لمصانع الوجه البحري؛ فمحافظة الأقصر بها مصنع واحد فقط وهو مصنع سكر أرمنت الذي تم تشييده عام 1861، كما أن الصناعات التجفيفية التي يستهدفها مشروع «سلاسل» مناسبة تماما لطقس الأقصر الذي يتميز بأنه مشمس طوال العام، ويصلح لتجفيف الطماطم التي تمثل 20% من إنتاج الحاصلات الزراعية، وكذلك بعض الخضروات الأخري مثل الباذنجان والفلفل والكوسة... ■ وماذا أعدت المحافظة من مشروعات ترفيهية وإضافات من شأنها زيادة عدد الليالي السياحية بالمحافظة؟ قال: هذا هو الجانب الثاني لعملية الجذب السياحي فقد أعطيت تعليمات لقطاع الثقافة بالأقصر بأن يكون هناك عرض ثقافي ترفيهي لمدة 5 أيام أسبوعياً في قصر الثقافة الجديد تقدم فيه فرقة الأقصر للفنون الشعبية وفرقة الموسيقي العربية استعراضاتها إلي جانب كورال الأطفال ويتم وضع ذلك علي برنامج المدينة السياحي ويعلن عنه في جميع الفنادق وهذا من الممكن أن يشكل أداة جذب للسائح بعد زيارته للمناطق الأثرية . ■ وماذا ايضا في مجال زيادة الجذب السياحي؟ لدينا سلسلة محلات سيتم طرحها امام المستثمرين علي الكورنيش الذي يجري تجديده وقمنا بالفعل بدعوة كبار المستثمرين العاملين في المجال السياحي لاستغلالها في بعض المشاريع الجاذبة.. بالنسبة للمشروعات العاجلة فتوجد أيضا مشروعات علي المدي المتوسط وأخري علي المدي البعيد، فقد وضعنا تصورا لخدمة البنية التحتية السياحية منها مشروع انشاء خط سكك حديدية من البحر الاحمر للاقصر لان عملية نقل السياح بالطريق البري احيانا ما تؤدي إلي حوادث وقد عايشت بنفسي المردود السيئ لهذه الحوادث عندما كنت سفيرا لمصر في روسيا الاتحادية ووقع حادث سير في هذا الطريق فكان له المردود السيئ علي روسيا كلها واعتقد ان القطار يمكن ان يؤدي دورًا بارزًا في ذلك ولقد تلقينا بالفعل بعض العروض من شركات عالمية، وبالمناسبة فهو مشروع قديم إلا انه توقف وسنعيد فتح هذا الملف. والمشروع الثامني انشاء «تلفريك» من البر الشرقي والغربي وهناك منطاد يستخدم من اوائل القرن الماضي ويلقي اقبال السياح ولكنه ليس عمليا ولا يقبل عليه كل السياح، لذلك نفكر في إنشاء تلفريك وتديره شركات خاصة بنظام BOT، ومن المشروعات التي اراها تمثل اضافة هو تشجيع الزيارة الليلية للمناطق الاثرية بالبر الغربي خاصة بعد انارة جبل القرنة وذلك بعمل رحلات نيلية وخلوية للسياح للتعرف علي الريف الاقصري وحياة المصري والبيئة المصرية. ■ ولكن اذا كانت خطة سيادتكم تستند إلي تشجيع الاستثمار السياحي فمن أين يأتي الاستثمار في ظل حالة الانفلات الامني التي تسيطر علي المحافظة وما دور سيادتكم في اعادة الامن والامان داخل المجتمع المصري؟ فأجابني المحافظ بقوله ان الانفلات الامني يؤرقنا جميعا وانا اعطي اغلب وقتي لهذا الموضوع تواصل مع مدير الامن ومساعديه وانا أؤمن ان تحقيق السلم والامن في المجتمع ليس هو مهمة شرطية في المقام الاول بل تمتد لتشمل كل منظمات العمل المدني بحيث يكون هناك حالة من الاستقرار الامني تسمح للمستثمر الاجنبي بالاستثمار في الاقصر. وفي هذا المنطلق حرصت علي عقد اجتماعات مع ممثلي المجتمع المدني لنشر التوعية السياحية والاثرية بين الجميع واتفقنا ان نمد برنامج التوعية السياحية إلي المشروعات التي ينفذها الاتحاد الاوروبي ليشمل طلبة المدارس بحيث يكون هناك حصة اسبوعية لتوعية الطلاب بحسن معاملة السائح.