سؤال غاية في الأهمية طرحه المواطن المصري ووكالات الأنباء المحلية والدولية، ماهو السر وراء اختفاء أجهزة وزارة الداخلية المفاجئ من الساحة مما ترك مصر بمقدراتها فريسة للسلب والنهب والسرقة وحتي هروب السجناء من محابسهم؟ الحدث فتح الباب أمام التخمينات فخرجت سيناريوهات كثيرة ولمعرفة حقيقة ما حدث كان لابد من الحصول علي شهادة مجموعة من ضباط مباحث أمن الدولة والبحث الجنائي والأمن العام والعمليات الخاصة بقوات الأمن المركزي وأحد قيادات الحماية المدنية يروون قصصهم ل«روزاليوسف» ليكشفوا حقيقة ما حدث لهم وزملائهم ومن أين جاءت الخيانة. قيادة بمدرية أمن حلوان: يقول مساء يوم السبت 22 يناير أعلنا بدء رفع درجات الاستعداد تمهيداً لبدء أحتفالات أعياد الشرطة والتي سيلقي بها السيد رئيس الجمهورية ووزير الداخلية خطابهما للأمة ويحضرها كبار رجالات الدولة وقيادات وزارة الداخلية والقوات المسلحة والشخصيات المهمة وكان لدي البعض المحدود معلومات تفيد إعلان وزير الداخلية خبر هام يتعلق بأحداث كنيسة القديسين مما دفع قيادات مديريات أمن القاهرة الكبري (حلوان، القاهرة، الجيزة، القليوبية، السادس من أكتوبر والاسكندرية) إعلان درجات الأستعداد للدرجة المتوسطة ويشارك فيها جميع أفرع جهاز الشرطة بكل مديرية أمن كما هو متبع في مثل هذه المناسبات وتمت مراجعة الخطط والمهام والوقوف علي تنفيذها حسب التدرج القيادي ومر الأحتفال بهدوء ولم تسجل ملاحظة واحدة، وفي يوم الأحد بدأت أتلقي تقارير ومعلومات عن ما عرف بيوم الغضب ودعوة الشباب علي الفيس بوك وغيرها بإعلان يوم الثلاثاء 25 يناير عيد الشرطة الرسمي وقفة احتجاجية سلمية بميدان التحرير من قبل جمهور الشباب المحتقنين وجاءت التعليمات الرسمية المؤكدة والمكتوبة كأوامر بحماية المتظاهرين والتأكيد علي عدم إختراقها من قبل العناصر الخارجة ومثيرة الشغب من قبل الجنائيين والسياسيين وخروجها بمظهر حضاري يثبت مدي التحضر الشرطي وكأختبار لتحول شرطي يحمي حقوق المتظاهرين وسلامتهم أثناء التعبير عن رأيهم وترك جميع الوسائل الاعلامية بكافة توجهاتها للانخراط وسط المتظاهرين. الرابعة فجر الثلاثاء 25 بدأنا رفع درجات الاستعداد لما فوق المتوسط طبعاً كان قد تم إلغاء راحات الضباط والجنود علي جميع مستويات الوزارة وإعلان الطوارئ وتم الدفع بقوات الأمن وتشديد الحراسات علي المنشآت المهمة وتأهب قوات أمن المديريات والأمن المركزي وكان التركيز علي ميدان التحرير كمنطقة معلنة للتعبير عن الرأي خلفها قوات الدعم والتدخل السريع طبعاً هناك ممثلو جميع الأفرع لتنفيذ خطط التأمين ومواجهة الاحتمالات وهي عادة الأسوأ. العقيد (أ. م) قطاع سلامة عبدالرؤف للأمن المركزي: أقسم بالله لقد تعرضت الشرطة المصرية لأكبر خيانة غير مسبوقة في عصرها القديم والحديث لقد نجح أعداء مصر النيل من حائط صد الجبهة الداخلية ولم يكتفوا بذلك نعتونا بالخونة والأعداء والحرامية والفوضويين وإستباحوا دمائنا وكرامتنا وأصبح حماة الوطن ملاحقين ككلاب الطرق في الطرقات لقد أصبح رجل الشرطة مطارداً في الشوارع من قبل الخارجين والحاقدين ومن أرادو تخريب وتدمير مصر وأنا لا استبعد مؤامرات الدول المحيطة وعملائهم بالداخل وقد أعدو لمثل هذا اليوم السيناريو. العقيد (م. ط) مباحث جنائية الجيزة: تمركزنا فوق كوبري قصر النيل بجوار شيراتون القاهرةبالجيزة وكانت المهمة التقليدية في مثل هذه الأحوال ملاحظة العناصر الجنائية وحجبها ومنع تسللها وملاحظة الحالة الأمنية العامة وبحوزتي سلاحي الميري وجهاز لاسلكي وتليفونيين محمولين للتواصل مع القيادات والعناصر المعاونة وتبادل التوجيهات والمعلومات هكذا تسير الأمور ولم يوجد ثمة مؤشرات خطر أوغير عادية نقوم بتنفيذ خطط موضوعة مسبقاّ يتم تنفيذها بإطلاق رمزها يعلم كل منا المطلوب منه وحدوده. النقيب (م. ض) بالعمليات الخاصة خدمة تأمين إحدي المنشآت السيادية الحيوية بالقاهرة بلغنا إخطار إحتجاجات التحرير ورفعنا درجة الاستعداد وشاركنا جميع أفرع تأمين المنشأة كل في مجاله وتخصصه ممهورة بالتشديد علي ضبط النفس وعدم التصرف بدون أوامر مباشرة من القيادات (ومكتوبة). ليلة الأربعاء الثانية فجراً ساد الهدوء الحذر تحسباً لتجدد الأحداث صباحاً خاصة مع وجود بعض من أعلنوا الاعتصام للاستمرار، هنا صدرت التعليمات، بالمبيت بذات المواقع ومع الساعات الأولي كل في مكانه والأستعانة بالمزيد من احتياطيات القوات والدفع بالأمدادات في جميع محافظات الجمهورية للدعم وبدأت كل مديرية تحتفظ بقواتها مع بداية الثانية ظهراً بدأ الأنفلات وتواتر الأنباء واعتماد العنف من قبل المواطنين أياً كان إنتماؤهم وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة علي القوات وبدأ سقوط الجرحي في صفوف القوات من دون المواطنين لدرجة يستحيل معها أبسط الحقوق وهو الحد الأدني من الدفاع عن النفس والغير والممتلكات. الخميس اشتعل الموقف تطرفاً من قبل عناصر مختلفة الكلام لأحد المصادر رفيعة المستوي بأمن القاهرة حيث تأكد من قبل عناصر البحث الجنائي وأمن الدولة دخول عناصر من المخربين والمعلومين وسط الشباب مستغلين غل يد الشرطة للحيلولة دون مواجهة مفرطة من شأنها إحداث ما يمكن استغلاله إعلامياً للإساءة إلي النظام وليس الشرطة وحدها وصدر الإذن بضبطهم إلا أن عدوي الانفلات قد بدأت تستشري وخروج عدة فئات إجرامية جنائية وسياسية في أشبه بمؤامرة منظمة ومدروسة بحنكة أسهم فيها قطع شبكات الاتصال المحمولة مبدئياً. أجمع الضباط علي مختلف مراكزهم وتخصصاتهم ومواقعهم علي الأتي: 1 - انقطاع شبكات المحمول واللاسلكي حرم قطاعاً كبيراً من الضباط ومعاونيهم وقياداتهم التواصل الميداني والربط. 2 - صدور أوامر في تمام الخامسة بانسحاب القوات تمهيداً لنزول القوات المسلحة وإخلاء الميادين والتمركزات. 3 - تواتر خبر انسحاب الشرطة ونزول القوات المسلحة أتاح الفرصة لمزيد من الاعتداءات علي الشرطة مما وضعها في موقف الضعيف والدفاع عن النفس بشكل فردي وانهيار الترابط والتسلسل القيادي. 4 - بدأت وتزامنت مع المرحلة الرابعة إضرام النيران تحديداً في مقار الحزب الوطني تباعاً علي مستوي محافظات الجمهورية لشد انتباه الحكومة ثم تزامن مع حريق الحزب الوطني اضرام النيران بأقسام الشرطة علي مستوي مدرييات أمن القاهرةوالجيزة وحلوان بشكل خاص ثم مديريات أمن المحافظات الأخري بشكل عام. الشهادات كشفت لغز انقطاع التواصل اللاسلكي وذلك بسبب اعتداء المخربين علي أبراج الارسال والاستقبال وغرف العمليات، وهنا بتنا أمام مخطط محكم مدروس، أقسام خاوية، ضباط ملاحقون للقتل فرو مذعورين علي أهاليهم وأنفسهم قوات الأمن المركزي وقوات أمن المديريات تراجعت لحماية الوزارة لعدم اقتحامها، وأيضا مدرييات الأمن والهيئات والمصالح الأمنية ذات الوضع الخاص. والمفاجأة التي لم يعلمها أحد اقتحام معسكرات الأمن المركزي خاصة قطاع (سلامة عبد الرؤف) حيث أمكن الاستيلاء علي مخازن التسليح من قذائف أربي جيه وقنابل وتجهيزات قتالية وغيرها من أسلحة شديدة الخطورة أقلها البنادق الآلية والمؤكد الاستيلاء علي أسلحة الأقسام والسجون وأفرع أمن الدولة والمعسكرات المقتحمة و المحترقة. وحول ما إذا كان للجماعات الارهابية والدينية المتطرفة يد في هذه الاعتداءات قال المصدر: حسب حدود معلوماتي هذه الجماعات قد تكون لها مبادئ وأفكار مرفوضة مجتمعيا ولكنهم ليسوا لصوصا أو هاتكي أعراض. والمؤكد أن البدو أمكنهم وبعض التشكيلات العصابية المنظمة والمتخصصين في مجالات المخدرات وتهريب البشر والسلاح المحلية السيطرة الفعلية علي ظهير محافظة حلوان الصحراوية والسادس من أكتوبر والقليوبية وشن غزو منظم معتمدين علي هيمنة ذويهم فارضي السيطرة والسطوة علي تلك الامتدادات العمرانية الجديدة وتمهيد اختراقاتهم للوصل إلي أهدافهم والسطو علي الأسلحة والممتلكات وملاحقة عناصر الأمن والعودة عبر الطرق الوعرة بالصحراء. سألت مصدري كيف تراءي لهم هذا الانفلات الأمني؟ فقال: هناك مؤامرة خارجية بالغة الدقة والخبث استهدفت الشارع المصري كله دون أن يدري، ومكامن قوة وضعف وأوجاع وردود أفعال كل قطاع وشريحة علي حدة والدفع الدقيق والمتزامن لتفجيرها في وقت واحد واحداث فوضي ينجم عنها فقد ثقة مجتمعية وشعور بلا أمان واحداث الفوضي أهم ملامحها ضرب جهاز الأمن الداخلي وبث الشائعات و الهلع في نفوس المواطنين وغير المواطنين.