انهار الجنيه.. وتراجعت الايرادات الدولارية.. وفقدت احتياطيات النقد الأجنبى الجزء الأكبر منها،وفى ظل استمرار التخبط السياسى الذى يفرض حالة من الضبابية على مستقبل الاقتصاد،تلبست المودعين حالة من الرعب مبعثها الخوف على تآكل مدخراتهم بالعملة المحلية بالبنوك فى ظل استمرار انهيار الجنيه أمام الدولار، وهو الأمر الذى دفعهم لزيادة الحسابات الدولارية بشكل غير مسبوق، وتكشف بيانات أعدها البنك "المركزى" وتنفرد "روزاليوسف" بنشر تفاصيلها أن قيمة الحسابات الدولارية ارتفعت خلال شهرين فقط بقيمة 25 مليار جنيه. وأكد البنك "المركزى" أن القيمة الاجمالية للحسابات بالنقد الأجنبى ارتفعت لتسجل 218.6 مليار جنيه فى نهاية يناير 2013 بزيادة قيمتها 25.2 مليار جنيه بالمقارنة بقيمتها فى نهاية نوفمبر 2012 والتى كانت قد بلغت 193.4 مليار جنيه،ونحو 12.7 مليار جنيه خلال شهر واحد (يناير) حيث كانت تبلغ فى نهاية ديسمبر 205.9 مليار جنيه، ويعزى الارتفاع فى قيمة الحسابات بالعملة الأجنبية إلى التراجع الحاد فى قيمة الجنيه وإقدام المودعين على تبديل الحسابات من العملة المحلية إلى العملة الأجنبية (الدولرة) خشية استمرار الانهيار فى قيمة الجنيه، ورغبة فى جنى المكاسب لدى البعض الذين يضاربون على سعر الصرف. وأفاد البنك "المركزى" أن الايداعات بالعملة الأجنبية تنقسم إلى جزءين أحدهما حسابات جارية والآخر حسابات توفير أما الحسابات الجارية بالعملة الأجنبية فسجلت 53.9 مليار جنيه فى نهاية يناير 2013 بالمقارنة بنحو 50.7 مليار جنيه فى نهاية ديسمبر 2012، وقد جاءت الزيادة كنتيجة مباشرة لزيادة هذه الحسابات من شركات القطاع العام حيث وصلت ايداعات هذه الشركات نحو 1.16 مليار جنيه، وشركات القطاع الخاص التى استأثرت على نحو 34.4 مليار جنيه من هذه الايداعات،والقطاع العائلى والافراد الذين يستحوذون على 18.5 مليار جنيه من اجمالى هذه الحسابات. أما الأوعية الادخارية ممثلة فى حسابات التوفير والشهادات بالعملة الأجنبية فقد ارتفعت قيمة مدخرات العملاء بها لتسجل 164.7 مليار جنيه فى نهاية يناير بالمقارنة بنحو 155.1 مليار جنيه فى نهاية ديسمبر، وقد كان السبب الأهم لزيادة هذه الايداعات بالنقد الأجنبى قيام الأفراد والقطاع العائلى بفتح حسابات جديدة وزيادة حسابات قائمة بالدولار، حيث ارتفعت حسابات التوفير والشهادات الخاصة بهم بالعملة الأجنبية لتسجل 112.4 مليار جنيه مقارنة بنحو 106.1 مليار جنيه فى نهاية ديسمبر. وأقدمت البنوك العامة وعلى رأسها بنكا "مصر" و"الأهلى" خلال الأسابيع القليلة الماضية على رفع سعر الفائدة على الايداعات بالعملة المحلية ليصل إلى 12.5% وهو الأمر الذى ساهم نسبيًا فى استقرار سعر الدولار أمام الجنيه.
