ماكنتش اعرف ان احنا رخاص قوى بالشكل ده؟، ماكنتش اعرف اننا قمنا بثورة على دولة الفساد علشان نغرق فى مستنقع دولة الظلم والمهانة؟، احنا فى دولة الظلم والمهانة. عمر صلاح طفل عنده 13 سنة اتقتل برصاصة فى الصدر فى محيط السفارة الأمريكية، عمر بياع بطاطا، بيجرى على اخواته التلاتة علشان يصرف عليهم ويقدروا يعيشوا، فى البداية تم التعامل مع عمر على انه شهيد مجهول، لحد ما نشر احد النشطاء على موقع «يوتيوب» فيديو قديم لعمر وهو واقف على عربية البطاطا، ودار فيه حوار يعبر عن حجم المعاناة اللى بيعشها، عمر بكل براءة ممزوجة بالعذاب قال إنه نفسه يتعلم، ونفسه يشتغل شغلانة تانية غير بيع البطاطا وقالها بصدق شديد «انا تعبت من الشغلانة دى وعايز اغيرها».
لما طفل عنده 13 سنة يبقى شغال بقاله 5 سنين علشان يصرف على اسرته ويتعذب بالشكل ده فى الحياة ويكون اقصى احلامه انه يشتغل شغلانة كويسة، وانه يتعلم وانه يرتاح، فى حين أن أقرانه عايشين عيشة ابها وبيسفروا يتفسحوا فى طابا و«بيتدلكوا» بالدولار وبيتصرف عليهم ملايين فى فسحة تافهة.. فدا لوحده عار على جبين الدولة المنوطة برعاية الاطفال اللى زيه، فما بالكم لما الدولة متعملش للطفل الغلبان ده حاجة بل يتقتل برصاص الغدر بعد ثورة اتعملت اصلا اصلا علشانه وعلشان اللى زيه يعيش حياة كريمة؟!، ويتم اكتشاف اغتياله بالصدفة !.
الحكاية دى بتودينا لسؤال مهم.. احنا ليه بنموت ياريس؟ علشان خاطر ايه احنا نموت بلاش؟. هل لانك عاجز عن ادارة البلد؟، هل لانك مش فاضى لنا ومشغول بزرع اخوانك واهلك وعشيرتك فى كل خرم إبرة فى البلد؟. طب ليه كده يا ريس؟ هو ربنا قالك كده؟، هو دا اللى دينك أوصاك بيه؟.
عمر الطفل البرئ بياع البطاطا مش اول اللى ماتوا فى عهدك يا ريس؟، فين حق اللى راحوا من ساعة ما جيت الحكم؟، انت اللى كنت بتنادى بدم شهداء مبارك!، ايه اخبار الدم اللى بيسيل فى عهدك؟، فين حق ال 17 جندى من ولادنا اللى تم اغتيالهم على الحدود فى رفح يا ريس؟، وطلعت بعدها تشخط وتنطر وتوعد الشعب بإنك هتجيب حقهم وهتقدم القتلة للمحاكم؟ وعزلت رئيس المخابرات بسببها، ايه اخبار الوعود دى يا ريس؟.
الطفل عمر صلاح بيحكى عن احلامه البسيطة فين حق الحسينى ابوضيف اللى مات تحت بلكونتك؟، مين اللى قتل «جيكا» و«كريستى» و«الجندى» فى دولتك يا ريس؟، ايه اخبار دولة العدل والانصاف والحق؟، ايه اخبار دولة القانون والدين والتدين؟. كله دا كلام فى الهواء.. ولا فى اى حاجة بتتم وانت ولا بتعمل حاجة للى مات؟
هو دا عهدك لينا ياريس؟.. هو دا «لن أخون الله فيكم» ؟!. دا انت يا مؤمن لما امين شرطة كلم ابنك فى اشارة مرور بطريقة معجبتوش قلبت الدنيا، وطالبت وزير الداخلية يحقق فى الوقعة دى، ويعرف مين اللى جرح احسسات نجلك؟!، عملت كده رغم ان ابنك يا ريس رجع لحضنك بسلام، صاغ سليم، لا فيه خدش ولا واخد طلقه فى صدره، ولا حاجة أبدا!، طبعا حق ابنك متقدرش تتهاون ولا تفرط فيه ولا ترضى ان يمسه الهوا الطاير، انما احنا نتسحل ونتقتل ونعتقل وننشتم ونتكفر ويتحل دمنا من غير ما تتحرك شعرة واحدة فيك ولا فى دولتك؟.
..لكنهم قتلوه قبل ما يحققها فين اجهزة الدولة يا ريس اللى شغالة تحت ايدك؟ ليه مابيجوبوش عن السؤال الجوهرى: مين اللى بيقتل عيالنا؟، فين مخابراتك.. وأمنك القومى.. وأمنك الوطنى.. وداخليتك، فين كل دول ياريس؟، فين كل دول من اللى بيجرا؟.. وليه مفيش حد بيتقدم للمحاكمة من اللى قتلنا؟، هل فعلا كل الاجهزة دى مش عارفة مين اللى بيقتل فينا؟، هل بتقولك كده فعلا؟.. ومفيش أى إجراء بيتاخد؟، ولو فعلا انت متعرفش حاجة ومفيش بايدك حاجة، نفسى تجاوبنا على السؤال المُلح: لما انت مبتعملش حاجة طب قاعد ليه؟، وبتعمل ايه؟.
طبعا مش هنلاقى اجابة.. واحنا مش عايزين اجابة، احنا عايزين حق عيالنا اللى ماتوا، حق ولادنا مش هيروح بلاش يا ريس، وهانخده منك انت؟، لانك تعهدت بده اكتر من مرة، ومابنشوفش اى حاجة من الوعود دى.. كفاية بقى ياريس.. بجد كفاية؟