مع ظهور فيلم عبده موتة واغنية يا أم الحسن والحسين من خلال رقصة شعبية اثيرت عدد من الانتقادات التى بدأها مشايخ الطرق الصوفية حيث طالبوا بمنع الفيلم نهائيا بينما عرض الفيلم على مفتى الجمهورية د. على جمعة وتم التوصية بإلغاء الأغنية التى تسيء لآل البيت، إلا أن الأمر فتح معه قضية أخرى وهى تناول آل البيت والتصوف فى الأعمال الفنية.
ولقد أكد مشايخ الطرق على ضرورة منع الاهانات لآل البيت والموالد فى الأفلام والمسلسلات من خلال تقنين قانوني، ومن خلال التوعية بين الناس وتعريفهم بمن هم اهل البيت، مطالبين بمقاطعة كل عمل فنى يتطاول على آل البيت.
بداية يطالب د. على جمعة مفتى الجمهورية أهل الفن بالالتزام بالبناء والعطاء المحترم للمفاهيم والقيم وخاصة فى عصر تبدأ فيه نهضة ينبغى أن تسير نحو هدفها دون معوقات.
وقال: «لابد من توقيرنا أهل البيت النبوى الكريم وحباً فى سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم وبياناً لتمسك المصريين بقداسة أهل البيت الكرام وعلى رأسهم سيدة نساء العالمين الزهراء فاطمة بنت محمد عليها السلام.
بينما أكد الدكتور محمود أبو الفيض، شيخ الطريقة الفيضية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الإساءة إلى آل البيت من خلال الرقص العارى وشرب المسكرات على أغانى تحمل أسماء آل البيت أصبحت موضة فى الأفلام.
وأشار إلى أن الطرق الصوفية وهى معنية بالدفاع عن آل البيت والأولياء لن تكتفى بالاستنكار، ولن تسكت على هذا الاستهزاء بآل البيت والذى أصبح موضة، وكل من هب ودب يجسد أدوارهم وأدوار الصحابة بل وصل الحد إلى تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فى فيلم تقوم إيران بإنتاجه هذه الأيام، والذى سوف يمثل صدمة لكل المسلمين فى أنحاء العالم.
من جهته يرى الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية أن ما يحدث من تطاول واهانات فى بعض الأعمال الفنية والسينمائية تجاه آل البيت والتصوف يتطلب عدة خطوات عملية أولها من التوعية، حيث إن الشعب ليس واعيًا، ويشاهد دون أن يقف على مضمون ما يعرض، واكبر دليل انه عندما عرضت أغنية: "يا طاهرة يا ام الحسن والحسين" لا يقف الشعب عنده ولابد وأن يكون هناك وعى للناس عامة وللفنانين خاصة حيث إن الوعى بالأمر سيمنع من التطاول على آل البيت.
أضاف أنه لا يجوز قول بعض الفنانين بأن الناس ترقص على المدائح النبوية فلا مانع من الرقص على اغنية بها أحد من آل بيت النبوة، فلا يوجد رقص فى المدائح .
أوضح أن من يقوم بالدراما التى تتناول اقحام اسم من آل بيت النبوة لا يطاله القانون، مشيرا إلى أنه حتى لو تم فرض قوانين لن يكون هناك منع مطلق حيث سيوجد أكثر من مخرج قانونى، فى الأعمال الدرامية.
وطالب أبو العزائم بتعليم الأبناء فى المدارس من هم آل البيت والتعريف بهم فى المقاريء بحيث يكون هناك فهم ووعى بمن هم آل البيت ويتم مقاطعة كل عمل درامى يسيء لآل البيت.
من جانبه قال الشيخ محمد الشهاوى، شيخ الطريقة الشهاوية، رئيس منظمة المجلس الصوفى العالمى، إن المشايخ رفضوا من قبل مثل هذه الاهانات وتقدموا ببلاغ للنائب العام لوقف فيلم "دكان شحاتة" الذى كان به مشهد مسىء لأهل التصوف، مؤكدا أن عرض مثل تلك المشاهد لا يقل عن الإساءة للإسلام وليس آل البيت فحسب ولا للصوفية، بل للإسلام كله، وأن هذا العمل هو على نفس مستوى الإساءة للرسول.
وأكد أنه لابد من قوانين تمنع التطاول على آل البيت وانه على الفنانين الذين شاركوا فى هذه الأعمال، إلى الرجوع والاعتذار عن هذا الفعل، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلّم "من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب"، مما يجلب سوء الحال فى الدنيا وسوء المنقلب فى الآخرة.
وشدد أنه على المشتغلين بالفن الحرص على الأعمال التى تنمى معانى الخير والجمال والوعى والذوق، والتعرض لسلبيات المجتمع، دون إسفاف أو تعد على مقدسات الأمة وثوابتها، مشيرا إلى انه لابد من التعرف على آل بيت رسول الله ونبلهم وعطائهم، وبذلهم فى سبيل الله وحملهم الضعيف، وانتصارهم للعدل والحق.