كشف الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن الحكومة اللبنانية المقبلة سوف يسيطر عليها المحور السوري الايراني بزعامة عمر كرامي الذي أخشي عليه أن يقوم بتنفيذ أهدافهم تحت ضغوط قوية، مشيرا في حواره الخاص ل«روزاليوسف» بالقاهرة إلي أن سوريا تسعي لذلك من أجل السيطرة دائما علي مقدرات لبنان بمساعدة حزب الله الذي يمثل بحسبه تهديدا للسيادة اللبنانية باستخدام وسائل لا أخلاقية لتحقيق أغراضه، مشيرا إلي أنه توقع منذ البداية فشل المسعي السوري السعودي وأن الحريري لم يوقع علي أي ورقة قدمت له من قبل جنبلاط.. إلي نص الحوار: خلال لقائك الرئيس محمد حسني مبارك ما الذي استشعرته من الموقف المصري حيال الأزمة اللبنانية؟ شعرت بأن هناك تفهما كبيرا لما يحدث في لبنان خلال زيارتي للرئيس مبارك ولقائي به وبوزير الخارجية أحمد أبوالغيط وشيخ الأزهر.. وأنهم مدركون تماما خطورة الوضع في لبنان وفي نفس الوقت يشعرون بصعوبة التحرك حيال الأزمة نظرا لكثرة التداخلات في لبنان، لأن هناك فريقاً في لبنان وهو حزب الله يستعمل العنف وهذه أساليب لا يمكن أن تستعملها مصر ولذلك هناك اختلال في ميزان القوي بسبب الضغط الذي يستخدم في الساحة اللبنانية التي تتناقض مع القيم والمنطق الديمقراطي الذي يعتبره فريق 14 آذار وهو فريقنا أسلوباً في التعاطي مع ما يحدث في لبنان، وهذه مشكلة أساسية نظرا لاختلال المعادلة فهناك فريق يعتمد علي القوة والعنف والسلاح وفريق آخر يعتمد علي المنطق. ولذلك أكد لي الرئيس مبارك خلال اللقاء أنه يجب علي اللبنانيين أن يديروا قضيتهم بأنفسهم دون تدخل من أحد وعندئذ مصر ممكن أن تساعد. ما تعقيبكم علي المسعي السوري السعودي لحل الأزمة اللبنانية؟ منذ البداية لم أكن أنتظر نتيجة ايجابية لأن شعوري بأن هناك قوي غير مستعدة في الوقت الحاضر للتنازل عن الموقف تجاه لبنان بينما السعودية التي تحب لبنان وتضحي كثيرا من أجل إنهاء الأزمة، ولكن السعودية ليست علي استعداد لاستخدام الوسائل اللا أخلاقية التي يستعملها الآخرون، فليس هناك توازن بين الفريقين وكذلك مصر أيضا ليست علي استعداد لاستعمال تلك الوسائل غير المشروعة في الساحة اللبنانية، بينما هناك قوي حزب الله علي استعداد لاستخدام تلك الوسائل لتحقيق مآربها. تباينت الآراء حول توقيع سعد الحريري رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال علي ورقة تتضمن التنازل عن عدد من النقاط ومنها إبطال قرارات المحكمة الدولية وسحب السلاح الفلسطيني وتثبيت اتفاق الطائف وغيرها من النقاط لاحتواء الأزمة ما تعقيبكم؟ في الحقيقة لم نطلع علي تلك الورقة وسعد الحريري حليفنا ولم يطلعنا علي هذا الأمر وأشك في صدقيتها وأن تكون صحيحة ولكن ممكن أن يكون هناك عدد من الأفكار ولكن لم يوقع عليها. هل نستطيع أن نقول إن حزب الله نجح في أهدافه بإفشال قرارات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري؟ لا شك في ذلك ولا يخفي هذا الأمر لأنه لا يعترف بتلك المحكمة وقال مراراً إنه سيتصدي بكل الوسائل لتحقيق ذلك بما في ذلك الوسائل العسكرية. هل ما حدث في لبنان الآن يعد انقلابا؟ بالطبع ما يحدث في لبنان هو انقلاب زاحف علي المؤسسات وسبق أن حذرت من حدوث ذلك. كيف تري الموقف السوري الحالي تجاه القضية اللبنانية؟ الموقف السوري الحالي أو الماضي أو ربما المستقبلي هو السيطرة علي كل مقدرات لبنان منذ القدم، وسوريا حتي الآن لا تريد أن تعترف بالسيادة اللبنانية وتعتبر لبنان أنها يجب أن تبقي تحت سيطرتها. هناك ترشيحات وبقوة تؤيد عمر كرامي رئيس الوزراء الأسبق كرئيس وزراء حالي وخاصة من قبل المعارضة ما تعقيبكم؟ عمر كرامي ليس عضوا في مجلس النواب وليس عنده كتلة برلمانية وليس عنده القدرة علي الامساك بمقدرات البلد، إنما كرامي في الوقت الحالي معتمد من قبل قوي حزب الله التي لها مصالحها وخططها من أجل التأثير علي مجريات الأمور من خلاله، ولكن أنا أحترمه وهو شخص وطني وصادق ويبقي له أن تكون له حرية التحرك وتحقيق سياسته وليس سياسة الآخرين التي ستفرض عليه ولكن ليس بيده ولكن بإمكانيات الغير. هل تتوقع أن لبنان مقبل علي حكومة تسيطر عليها قوي 8 من آذار؟ لا شك في ذلك.. ولأننا عندما نتكلم عن 8 آذار نتكلم علي المحور السوري الإيراني. ما هو موقفك من سلاح حزب الله؟ نحن نعتبر أنه عام 2000 تحرر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وانطلاقا من هذا التاريخ لا يعد هناك أي مبرر لبقاء سلاح حزب الله في لبنان وحزب الله يدعي بأنه مستمر في تحرير الأراضي اللبنانية ومزارع شبعا وهذا الكلام غير صحيح، لأن تلك القضايا قضايا دولية ومزارع شبعا خاصة بسوريا، ويجب علي سوريا أن تحرر تلك الاراضي فالمشكلة الآن مع سوريا وليس إسرائيل لأنها تمنع علي لبنان جميع الأوراق والحجج التي تؤكد السيادة اللبنانية علي تلك الأراضي المحتلة، ولذلك تصبح المقاومة من قبل حزب الله غير شرعية لأن سلاح حزب الله يهدد السيادة الوطنية واللبنانيين. ما رأيك بما حدث في تونس وهل هناك تقارب مع ما يحدث في لبنان؟ لا علاقة لما يحدث في تونس بما يحدث الآن في لبنان لأن ما يحدث بتونس هو قوي داخلية انتفضت علي الحكم، بينما في لبنان هناك تدخلات غير لبنانية وهناك تسلح ودعم قوي في كل النواحي الخارجية لقوي داخلية للتأثير علي الوضع اللبناني ودفع لبنان في اتجاه لا يخدم المصلحة الوطنية.