فاز باراك أوباما الرهان بأكثرية 304 أصوات فى المجمع الانتخابى مقابل 203 أصوات للمرشح الجمهورى ميت رومنى وذلك بعد حملة انتخابية وصفت بالأشرس والأغلى ثمنا فى تاريخ أمريكا الحديث. وفى أول حديث له عقب إعلان النتيجة، أعرب الرئيس الأمريكى عن شكره العميق للشعب الذى أعاد انتخابه لولاية ثانية وقال «نحن أمة أمريكية واحدة وننجح معا أو نفشل معا، وخص بالشكر أنصاره ومؤيديه الذين وصفهم بأنهم أفضل متطوعين فى تاريخ السياسة على الاطلاق وزوجته وابنتيه ساشا وميليا ونائبه جو بايدن.
وقال أوباما أمام حشد ضخم من مؤيديه بمجمع مكورمك بمدينة شيكاغو إنه سيبذل كل ما فى وسعه لقيادة الولاياتالمتحدة للتغلب على التحديات التى تواجهها واستكمال تحقيق ما وعد به لصالح لجميع الأمريكيين، وخاصة الطبقة المتوسطة ،داعيا الديمقراطيين والجمهوريين إلى العمل معا من أجل مستقبل أفضل للولايات المتحدة.
ونوه إلى أن أمريكا لديها ثروة أكثر من أى دولة اخرى فى العالم ، مشيرا إلى أن ذلك ليس فقط لأنها أقوى قوة عسكرية فى العالم ولكن بسبب «جامعاتنا التى تجعلنا موضع حسد العالم.
مؤيدو اوباما يحتفلون بفوزه بالأنتخابات
وفى رصد لردود الأفعال العالمية ،بعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهانيه إلى الرئيس أوباما بمناسبة فوزه فى الانتخابات وقال إن الحلف الاستراتيجى الذى يربط بين تل أبيب وواشنطن أقوى من أى وقت مضى.
وصرح رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بأنه يتطلع إلى العمل مع أوباما واصفا إياه بصديق وبعث بأحر التهانى له بمناسبة إعادة انتخابه.
فيما أعرب صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين عن أمله فى أن تتوقف الإدارة الأمريكية بعد انتخاب باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون، معربا عن أمله فى ان يدعم أوباما مبدأ حل الدولتين.
إعلاميا ، تصدر فوز الرئيس الأمريكى من أصل أفريقى باراك أوباما عناوين الصحف العالمية ليسدل الستار على سباق رئاسى محموم جذب أنظار العالم أجمع فى انتظار من سيدخل المكتب البيضاوى.
ووصفت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية الانتصار الذى حققه أوباما بأنه لم يكن سهل المنال وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها على موقعها الالكترونى أن العديد من الناخبين الأمريكيين اختاروا «استكمال التغيير»على يد أوباما على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة والمشكلات الاقتصادية التى تواجه البلاد.
ورجحت الصحيفة الأمريكية أن السبب وراء فوز أوباما وهزيمة رومنى هو أن الأخير كان منافسا ضعيفا على حسب وصف الصحيفة وأنه فشل فى اقناع الناخبين بآرائه التى كانت غامضة أحيانا فى الكثير من القضايا الشائكة.
واعتبرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية أن «الاختبار الحقيقى للولايات المتحدة سيأتى عقب الانتخابات»، لافتة إلى أن «الفائز فى انتخابات 2012 يواجه مهمة قيادة فورية، ليس فقط للتغلب على الانقسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين، لكن التحدى الأكبر سيكون فى كيفية إعادة إشعال روح التفاؤل بإمكانية تحقيق شيء على الصعيد الاقتصادى فى بلد تعصف به الأزمة المالية العالمية».
واشارت الصحيفة الى أن «انتخابات هذا العام سيتذكرها الأمريكيون بدرجة كبيرة بوصفها استفتاء على الإدارة الاقتصادية، إن لم تكن الفلسفة الكاملة لطريقة إدارة البلاد.
وفى السياق ذاته ، عبر الملياردير الأمريكى دونالد ترمب أحد مؤيدى رومنى على حسابه فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» عقب إعلان النتيجة عن غضبه مطالبا بالقيام بثورة لتصحيح الأوضاع ، مشيرا إلى ان رومنى قد خسر التصويت الشعبى لكنه فاز بالانتخاب.
وأكد ترمب ذو 66 عاما أن إعادة انتخاب الحزب الديمقراطى ظلم كبير ، مؤكدا أن أمريكا ليست ديمقراطية ، واصفا الانتخابات ب«المهزلة» مهاجما الهيئة الانتخابية.
يذكر أن ترمب كان معاديا لاوباما منذ البداية منتقدا سياسته الخارجية ، متصيدا له العديد من الأخطاء ومنها أزمة شهادة ميلاده.
فيما أكدت شركة «تويتر» الأمريكية أنه تم نشر أكثر من 20 مليون رسالة من التغريدات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية والتى حسمت لصالح باراك أوباما، على منصتها الاجتماعية فى رقم قياسى جديد.
وقال فريق الحكومة والسياسة فى منصة «تويتر»، والذى تولى مهمة نشر تغريدات بإحصاءات النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية أنه من خلال 20 مليون تغريدة، أصبح يوم الانتخابات هو الأكثر تدوينا فى تاريخ السياسة الأمريكية.
كما كشف «تويتر» عن أنه تم نشر أكثر من 1.4 مليون تغريدة بعبارات مثل «آى فوتيد» أنا صوت.
يشار إلى أن المناظرة الرئاسية النهائية بين أوباما ورومنى ولدت أكثر من 6.5 مليون تغريدة، بلغت خلال منتصف المناظرة معدل 105.767 تغريدة لكل دقيقة.