«كوم اخميم» منطقة تقع فى قلب مدينة اخميم عاصمة الاقليم التاسع الفرعونى وعلى ارتفاع 12 مترا فوق سطح الارض وملاصقة لمنطقة الاثار وامتداد طبيعى لجبانة المسلمين القديمة التى تعوم على كنز اثرى لايقدر بمال أبرز محتوياته «معبد رمسيس الثانى» ويسكن هذه المنطقة اكثر من 5آلاف نسمة داخل 1150 منزلا متهالكا. مؤخرا اختار صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لرئاسة مجلس الوزراء بالتعاون مع منظمة اليونيسيف التابعة للامم المتحدة منطقة كوم اخميم كواحدة من اكثر المناطق عشوائية واشد فقرا على مستوى الجمهورية وذلك فى اطار مشروع دراسة فقر الاطفال فى المناطق العشوائية والمناطق غير المخططة بالمناطق الحضارية بمحافظات القاهرة والاسكندرية وسوهاج وبور سعيد بهدف الارتقاء بأطفال هذه المناطق تعليميا واجتماعيا واقتصاديا ودعم السياسات الخاصة بالابعاد المختلفة للفقر ورغم اختيار كوم اخميم ضمن هذه الدراسة لم تمتد يد التطوير الى هذه المنطقة حتى الآن وفى جولة موسعة بكوم اخميم رصدنا صورا اكثر الما واشد قسوة لأسر مهمشة لدرجة كبيرة وكأنهم يعيشون فى الصحراء بمعزل عن المجتمع بدون مياه للشرب وبدون دورات مياه ويسكنون بيوتا وعششا مهدمة اقرب الى المقابر واستمرار وجود هذه المنطقة بهذا الشكل بمثابة تعطيل للمشروع القومى للكشف عن معبد رمسيس الثانى والذى تأكد وجوده بعد استخراج رأس تمثال كبير للملك رمسيس الثانى من باطن الجبانة القديمة منذ 10 سنوات تقريبا، ويعادل فى اهميته معبد الاقصر.
وتقول نعمات عبد الحميد ابو عرفات من سكان المنطقة اعيش بمفردى فى غرفة مهدمة من الطوب اللبن بدون مياه ولا كهرباء واولادى تركونى بعد ان تزوجوا لاواجه قسوة الايام.
ويضيف طلعت عبد الراضى ان منزله ومنزل شقيقه حمدى انهارا فى منطقة كوم أخميم وتوجها للاقامة عند اقاربهما ويريدون العودة الى الكوم لكن الحياة فيها صعبة وقاسية فلا يوجد صرف صحى والمياه اما مقطوعة بأستمرار او ضعيفة للغاية مطالبا الدولة بأن تأخذ اراضيهما وتعوضيهما بارض اخرى او وحدات سكنية.
وتروى بخيتة رجب حكايتها قائلة: اسكن فى غرفة بالايجار انا وزوجى و4 اطفال ونقوم بشراء مياه الشرب من الجيران واكدت عدم وجود دورة مياه فى الغرفة وقالت اننا نقضى حاجتنا فى فناء الغرفة التى نسكن فيها.
ويلفت الديب متولى مبيض محارة الى انهم توجهوا أكثرمن مرة الى شركة المياه لتركيب عداد مياه فى بيوتهم ولكن الشركة رفضت دون ابداء الاسباب مما يضطرهم للجوء الى الجيران للحصول على المياه.
وتكمل نورا قدرى انها تعيش مع زوجها واطفالها الثلاثة وحماتها فى غرفة واحدة وبدون دورة مياه ولايختلف حال فوزية ابراهيم حسين ارملة عن سابقتها والتى تعيش فى غرفة واحدة ومعها 8 اطفال ويعانون من عدم وجود مياه ولا يملكون ثمن تركيب عداد مياه شرب.
وقالت: ارجوكم اعملوا لنا اى شىء لتحسين احوالنا او انقلونا من هنا ونحن مستعدون للذهاب الى اى مكان آخر لنعيش فيه بشرط نجد مياه للشرب وسقف يحمينا من برد الشتاء ولهيب الصيف.
ويؤكد جمال عبد الناصرمدير عام آثار محافظة سوهاج ان منطقة الكوم فى اخميم هى منطقة اثرية لانها امتداد طبيعى لجبانة المسلمين القديمة والتى ظهر فيها منذ سنوات رأس تمثال كبير للملك رمسيس الثانى وتدل الحفائر ان الملك رمسيس الثانى قام ببناء معبد ضخم لتخليد الاله من ويعادل هذا المعبد معبد الكرنك بالقصر فى اهميته وتاريخه وهذا المعبد سيكون بمثابة دعاية ضخمة لاقليم سوهاج عالميا وعن التنقيب عن الاثار فى منطقة الكوم يرى عبد الناصر ان المسألة ليست سهلة وتتطلب اجراءات عديدة منها نزع الارض وتعويض الاهالى بالتعاون مع الاجهزة المحلية بالمحافظة وسبق ان ناقشنا هذا الامر وتداولت الخطابات الخاصة بالبحث والتنقيب عن الآثار فى منطقة الكوم بين الآثار والمحافظة ولكن الموضوع يحتاج الى امكانات كبيرة.
ومن جهته يكشف عادل عبد اللطيف رئيس مركز ومدينة اخميم عن تقدم الوحدة المحلية باقتراح لانشاء عمارات سكنية بتمويل من وزارة السياحة ووزارة الآثار لنقل اهالى الكوم اليها وذلك فى اراض مثل منطقة الكوثر او مدينة اخميم الجديدة مثل قرى الظهير الصحراوى لافتا الى ان بعض الاسر فى الكوم رغم معاناتهم الشديدة يرفضون الخروج من الكوم.
واضاف عبداللطيف ان منظمة اليونيسيف وصندوق تطوير العشوائيات بمجلس الوزراء اختاروا الكوم كمنطقة غير آمنة واشد فقرا واكثر عشوائية ووعدوا بتمويل مشروع لتطوير المنطقة وتوصيل الصرف الصحى لهم والمياه النقية ولكن لم يبدا المشروع حتى الآن وربما ظروف ثورة يناير عطلت المشروع مشير الى ان البيوت متوسط مساحتها لا يتجاوز ال65 مترا ومعظمها مبنى بالطين وبعضها متهدم لتهالكه ومشكلة ضعف المياه بسبب ارتفاع الكوم الى 12 مترا فوق سطح الارض ووجه عبداللطيف نداء الى منظمة اليونيسيف للعودة الى الكوم لتحسين احوال الاهالى الذين يعيشون فى فقر مدقع .