"العدل " كلمة ، ومضمون واسم من أسماء الله الحسني "العدل هو أساس الملك" وللحكم وللحياة. وبالعدل تقدمت الأمم ، وبالعدل انتصر الإسلام ، وافتتحت الممالك في العصور الإسلامية إبان حكم الخلفاء الراشدين ، ورحبت الدول والشعوب بالمسلمين والإسلام ، لأنهم رفعوا راية "العدل" وفي الحديث عن عدالة سيدنا عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" قصص وحواديت ، لا مكان لها في مقالنا هذا حيث لا تكفي مساحة "العمود" لسرد إحدي تلك القصص ، ولكن في حياتنا المعاصرة ، نجد أن "العدل" في أمم أخري تقدمت عنا ، كان السبب الرئيسي في تقدمها هو تطبيقها "للعدل" . تقرأ عن توقيف زوجة رئيس وزراء بريطانيا في مترو الأنفاق ، لكي تدفع قيمة مخالفة لعدم قطع "تذكرة" قبل ركوبها ودفعت (عشرة جنيهات) غرامة فورية ، وإن كان عذرها بأنها لم تلحق قطع تذكرة من الماكينة في المحطة لازدحامها ، وقرب موعد قيام المترو، وكذلك ارتباطها بموعد بمحكمة (حيث تعمل محامية) فركبت المترو دون تذكرة! من المسئول عندنا الذي يتفضل بركوب مترو الأنفاق أساساً ، حيث يكون هناك (عدل) !! العدل أن يكون هناك حساب لكل مخالف في الطريق العام ، سواء في المرور ، أو في مخالفة بيئية لا فرق بين (فلان وعلان وترتان) وابن مين في مصر! العدل هو الأساس في الإصلاح ... العدل هو إعلاء القانون فوق كل اعتبار. العدل هو تأكيد المساواة بين الناس وعدم التمييز بينهم مهما اختلفت مستوياتهم الاجتماعية وعقائدهم الدينية ومشاربهم وألوانهم. العدل هو القضاء الحر، غير المختلف علي مصالح سواء كانت شخصية أو قبلية. العدل هو قاض فوق منصة، ذو هيبه لأنه يحمل بين يديه القانون ، ويمين الله فوق رأسه حامياً للعدالة بين الناس. العدل ليس فقط بين إدارة ومرءوسين أو بين مدرس وتلاميذ أو أستاذ وطلاب أو سلطة وشعب ، ولكن العدل هو بين الشخص وضميره "بين الإنسان ونفسه" فإذا كنا نبتغي إصلاحاً حقيقياً في حياتنا فلابد من أن يسود العدل أولاًَ المجتمع ، كيف يتسني لنا ذلك ؟ ذلك هو السؤال الذي يمكن طرحه علي كل السادة أصحاب الرءوس، والأقلام، والشاشات، والميكروفونات، وفي مجالسنا التشريعية وأحزابنا السياسية ولصانعي القرار في بلادنا (مصر) كيف يسود العدل مصر؟ أعتقد أن الإصلاح الحقيقي هو أن (يسود العدل كل الوطن) ثم يأتي أي شيء آخر.