شعراؤنا شموس سماء الإبداع، وإن ظن البعض أن شموس شعرائنا تغرب برحيلهم عن الدنيا، لكن شموس الإبداع الباقية تنتظر كل يوم نورهم من جديد، تجمع صفحة إبداع اليوم قصائد ومقاطع من قصائد لأمير الشعراء أحمد شوقى (16 أكتوبر 1868 – 14 أكتوبر 1932)، بمناسبةالاحتفال بذكرى ميلاده ووفاته اللتين تحلان علينا فى أكتوبر من كل عام، شوقى الذى عده النقاد مؤسس الشعر الحديث، وأحد رواد مدرسة «الإحياء والبعث» التى أعادت الروح للشعر العربى بعد قرون من الموات والجمود. وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
مرحباً بالربيع فى ريعانِهْ رَفَّت الأَرضُ فى مواكِب آذا نزل السهلَ طاحكَ البِشْر يمشي عاد حَلْياً بِرَاحَتيْهِ وَوَشْياً لف فى طيْلَسانِه طُرَرَ الأر ساحرٌ فتنة ُ العيونِ مُبينٌ عبقريُّ الخيالِ ، زاد على الطيْ فى مأتمٍ لم تخلُ في صِبْغَة ُ الله! أَين منها رفَائي رنم الروضُ جدولاً ونسيماً وشدَت فى الرُّبا الرياحينُ هَمساً كلُّ رَيْحانة ٍ بلحنٍ كعُرْسٍ
وعلمتُ أنك من يودُّ ومنْ يفي نَغَمٌ فى السماءِ والأَرضِ شتَّى أين نور الربيع من زهر الشع سرمد الحسن والبشاشة مهما حَسَنٌ فى أَوانِه كلُّ شيءٍ ملك ظله على ربوة الخل
لم تثر أمة ٌ إلى الحقِّ إلا
ليس عَزْفُ النحاسِ أَوقَعَ منه فقدتك فى العمر الطري ورعانى ، رعى الإله له الفارو ملك النيل من مصبيه بالش شيخٌ تمالكَ سنة ُ لم ينفجرْ هو فى المُلك بَدْرُهُ المُتجَلِّي زادهُ الله بالنيابة ِ عِزّاً منبرُ الحقِّ فى أَمانة ِ سعدٍ لم ير الشرق داعياً مثل سعدٍ ذكَّرتْه عقيدة ُ الناسِ فيهِ نهضة ٌ من فتى الشيوخش وروحٌ حركا الشرق من سكونٍ إلى القي وإذا النفسُ أنهضتْ من مريض يا عكاظاً تألفَ الشرقُ فيه وبأَنوارِه وطِيبِ زَمانِهْ
رَ، وشبَّ الزمانُ فى مِهْرَجانِه فيه مَشيَ الأمير فى بُستانه طولُ أَنهارِهِ وعَرْضُ جنانه ضِ، فطاب الأَديمُ من طيلسانه فضل الماء فى الربا بجمانه ف، وأَرْبَى عليه فى أَلوانه يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام لُ ومنقاشه وسحرُ بنانه وتلا طير أكيهِ غصنُ بانه كتغنى الطروبِ فى وجدانه أُلِّفَتْ للغناءِ شَتَّى قِيانه
فقف الغداة َ لو استطعتَ وفاءَ من معانى الربيع أو ألحانه ر إذا ما استوى على أفنانه؟ تلتمسْهُ تجِدْهُ فى إبّانه وجمالُ القريض بعد أوانه دِ، وكُرسيُّه على خُلجانه بهُدَى الشعرِ أَو خُطا شَيْطانه فى شجاعِ الفؤادِ أَو فى جبانه رِ، وفى زها الدنيا الكعاب ق طفلاً ، ويوم مرجو شانه طِّ ، إلى منبعيه من سودانه كالطفل من خوفِ العقابِ بكاءَ حُفَّ بالهَالَتَيْنِ من بَرلمانه فوقَ عِزِّ الجلالِ من سلطانه وقِوامُ الأُمورِ فى ميزانه رَجَّه من بِطاحه ورِعانه كيف كان الدخولُ فى أديانه سريا كالشبابِ فى عنفوانه دِ، وثارا بهِ على أَرسانه دَرَجَ البُرءُ فى قُوَى جُثمانه من فِلسطينِه إلى بَغْدانِه يا جارة الوادى يا جارة الوادى طربت وعادني فقطّعت ليلى غارقا نشوان فى مثلتُ فى الذكرى هواك وفى الكرى ولكم على الذكرى بقلبى عبرة ولقد مررت على الرياض بربوة خضراء قد سبت الربيع بدلها لم أدر ما طيب العناق على الهوى لم أدر والأشواق تصرخ فى دمي وتأودت أعطاف بانكِ فى يدي أين الشقائق منك حين تمايلا ودخلت فى ليلين: فرعك والدجى فطغى الهوى وتناهبتك عواطفي وتعطلت لغة الكلام وخاطبت وبلغت بعض مآربى إذ حدّثت لا أمس من عمر الزمان ولا غد سمراء يا سؤلى وفرحة خاطري ما زادنى شوقا إلى مرآك ما يشبه الأحلام من ذكراك لما سموت به وصنت هواكِ والذكريات صدى السنين الحاكى كم راقصت فيها رؤاى رؤاكِ غنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ والروض أسكره الصبا بشذاكِ حتى ترفق ساعدى فطواك واحمر من خديهما خداكِ وأحمرّ من خفريهما خدّاك والسكر أغرانى بما أغراك ولثمتُ كالصبح المنور فاكِ قلبى بأحلى قبلة شفتاكِ عينى فى لغة الهوى عيناكِ بنواك..آه من النوى رحماكِ جمع الزمان فكان يوم لقاكِ تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا ساري
تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا ساري حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا لروائع الآياتِ والآثار من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنها أُمُّ الكتاب على لسان القاري بثثت شكواى، فذاب الجليد بثثت شكواى، فذاب الجليد
وأشفق الصخر، ولان الحديد وقلبك القاسي على حاله هيهات! بل قسوته لي تزيد دمشق
برز الثعلب يوما برز الثعلبُ يوماً فمشى فى الأرضِ يهذي ويقولُ : الحمدُ لل يا عِباد الله، تُوبُوا وازهَدُوا فى الطَّير، إنّ ال واطلبوا الدِّيك يؤذنْ فأَتى الديكَ رسولٌ عَرَضَ الأَمْرَ عليه فأجاب الديك : عذراً بلِّغ الثعلبَ عني عن ذوى التِّيجان ممن أَنهم قالوا وخيرُ ال « مخطيٌّ من ظنّ يوماً فى شعار الواعِظينا ويسبُّ الماكرينا هِ إلهِ العالمينا