حرب حقيقية شهدها محيط السفارة الأمريكية طوال يوم أمس من تواصل الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول.. حيث احتشد الآلاف فى شارع أمريكا اللاتينية فى محاولة للوصول إلى السفارة واقتحامها.. فيما فرضت قوات الجيش كردونا أمنيا مشددا أمام مبنى السفارة لمنع وصول المتظاهرين لها. وتزايدت حدة الاشتباكات بين أعداد كبيرة من المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش أسفرت عن إصابة أكثر من 195 متظاهرا.. واستمرت حالة الكر والفر بجوار مسجد عمر مكرم لساعات.. وتمكن المتظاهرون من خطف وإحراق سيارتى شرطة، مع تعالى هتافات «التكبير» وصيحات الغضب من الموقف الأمريكى وطريقة تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين.
وقام وزير الداخلية بزيارة موقع الاشتباكات إلا أنه لم يستطع المكوث إلا لدقائق قليلة غادر بعدها ميدان التحرير بعد استنشاقه للغاز المسيل للدموع.
وتوافدت أعداد كبيرة تجاه ميدان التحرير للمشاركة فى مليونية اليوم تنديدا بالفيلم الأمريكى المسيء للرسول، وأعلنت عدة قوى سياسية خاصة من التيار الإسلامى مشاركتها فى المليونية إضافة لأعداد كبيرة من الألتراس وشباب الجامعات.
فى سياق متصل أكد الرئيس محمد مرسى فى خطاب له صباح أمس من بروكسل أن مصر قادرة على حماية البعثات الدبلوماسية والسفارات الموجودة على أراضيها.. وأدان مرسى الفيلم المسيء للرسول مؤكدا أن الرسول الكريم خط أحمر لا يجوز المساس به، وأضاف أن المصريين جميعا يرفضون أى نوع من التعدى أو الإساءة إلى الرسول الذى نفديه بكل أرواحنا ومهجات قلوبنا.
وشدد الرئيس قائلا: لا نقبل ونعادى من يتعدى بالقول أو الفعل أو اللفظ على رسولنا صلى الله عليه وسلم.. هذا أمر مرفوض من كل المسلمين ومن كل المصريين.
مضيفا «وأنا أعبر عن الشعب المصرى كله، وأدين وأتصدى لكل من يحاول أو يتكلم أو يفعل أو يمارس أى نوع من أنواع الإساءة إلى أى من مقدساتنا الإسلامية».
وتابع مرسى: نقول لهؤلاء العابثين الذين يريدون إشعال الفتن وتأجيج الصراعات بين الشعوب لن تفلحوا ولن يكون لكم مكان على هذه الأرض.
وأنا أعلم وأعرف أن شعوب العالم الحر.. الشعوب فى العالم كله المحبة للسلام تدين ذلك وترفضه وتقف ضده».. منوها بأن هذا ما يجب أن يؤكد عليه بالنسبة لنا.
وقال الرئيس مرسى «وفى ذات الوقت نعلم جميعا إن حرمة النفس وقتل الأبرياء والعدوان على الإنسان عموم الإنسان يرفضه الإسلام ونرفضه جميعا.. التعبير عن الرأى وحرية التظاهر والإعلان عن المواقف مكفول ولكن بغير تعد على الممتلكات العامة والخاصة أو على البعثات الدبلوماسية أو على السفارات.
وتابع قائلا: من واجبنا نحن ومن صميم ديننا أن نحمى ضيوفنا وأن نحمى من يأتى علينا من خارج أوطاننا وأن نحمى أماكن إقامتهم وأعمالهم.
ودعا الرئيس مرسى الجميع أن يراعوا ذلك وأن يراعوا عدم مخالفة القانون فى مصر وعدم الاعتداء على السفارات أو القنصليات أو البعثات الدبلوماسية أو الممتلكات المصرية الخاصة والعامة أو غير المصرية.
وأضاف هذا ما أعرفه من أن الشعب المصرى الواعى لا يفعله وأن هؤلاء الذين يقومون بالعدوان على السفارات لا يمثلون أحدا منا.. وإنما لابد وأن نتعاون جميعا فى الإعلان عن الرأى مع الحفاظ على مبادئنا وعلى وسائلنا السلمية الصحيحة التى يتفق معنا العالم كله عليها.
