تونس - وكالات الأنباء اتهم الرئيس التونسى منصف المرزوقى حركة النهضة الاسلامية، قائدة الائتلاف الحاكم بالسعى للسيطرة على الدولة. وقال المرزوقى فى كلمة ألقاها أمس الأول نيابة عنه أحد مستشاريه فى مؤتمر حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية»: إن النهضة تذكّر بالنظام السابق بمحاولتها «السيطرة على مختلف دوائر الحكم، وتعيين أتباعها فى مختلف المراكز الحساسة للدولة إلى جانب المماطلة فى تحقيق التنمية»، محمّلا إياها مسئولية التأخر فى تحقيق أهداف الثورة.
واضاف إن «إخواننا فى النهضة يسعون للسيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والسياسية عبر تسمية أنصارهم سواء توافرت فيهم الكفاءة أم لم تتوافر».
وكان المرزوقى قد أسس حزب المؤتمر سنة 2001.
وتتهم بعض منظمات المجتمع المدنى التونسى الرئيس الانتقالى بعدم التصدى لما يعتبرونه نهجا تسلطيا تنهجه النهضة، التى انتُقدت بشكل خاص لتعيينها أنصارها فى مناصب رفيعة فى الإعلام الحكومي، ولسنها قانونا يعاقب بعامين حبسا من «يتعدى على القيم المقدسة»، إضافة إلى محاولتها تعديل مادة دستورية تنص على تساوى الجنسين، وهى محاولة نزل للاحتجاج عليها الأسبوع الماضى آلاف التونسيين.
وتأتى تصريحات المرزوقى الذى استقال من قيادة حزبه بعد تسلمه الرئاسة الانتقالية فى ديسمبر بعد نحو شهرين من أزمة كادت تطيح بالتحالف الحاكم، سببها تسليم رئيس الوزراء الليبى السابق البغدادى المحمودى إلى ليبيا دون علمه.
وظهرت خلافات عميقة داخل التحالف بخصوص طبيعة الدستور الجديد، الذى تريده النهضة أن يكرس نظاما برلمانيا صرفا، عكس أحزاب أخرى ترغب فى بقاء بعض السلطات القوية بيد الرئيس.
وشهد حزب المؤتمر تصدعا داخليا الأسابيع الأخيرة بسبب ما اعتُبر «تبعية» للنهضة، كان من مظاهره انشقاق 12 عضوا من كتلته فى المجلس التأسيسى، واستقالة وزير مكلف اشتكى من محدودية صلاحياته.
وكان حزبا «التكتل» و«المؤتمر»، شريكا حركة النهضة فى الائتلاف الثلاثى الحاكم، وأحزاب معارضة قد رفضوا مطلب النهضة اعتماد نظام برلمانى صرف ودعوا إلى نظام رئاسى معدل تتوزع فيه السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة.
وعلى صعيد السياسات الداخلية، اتهم المرزوقى الحكومة برئاسة حمادى الجبالى، أمين عام حركة النهضة، «بالتأخير فى بعث مشاريع التنمية فى الجهات المحرومة والتردد فى إطلاق عنان العدالة الانتقالية ومحاسبة الفاسدين وتسوية ملفات الجرحى وعائلات الشهداء، الذين سقطوا خلال الثورة التى أطاحت بنظام بن علي».
وانتقد «خيارات حركة النهضة التى بيدها جل الوزارات وأهمها».