لاشك أن حادث كنيسة القديسين الأليم كان له أبلغ الأثر في تجديد الدعوة لتكريس المواطنة من قبل المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الأمر الذي يتطلب وقفة حاسمة لتقييم هذا الأمر والتقدم بتوصيات شاملة لدعم قيم التسامح والإخاء. واتخذ المجلس قرارا بوضع قضية المواطنة علي أولويات أجندة الملتقي السنوي للجمعيات الذي يعقد الإثنين القادم وعلي مدار يومين تحت عنوان "المواطنة من خلال تكافؤ الفرص وعدم التمييز" ويناقش عدة محاور متعلقة بقانون دور العبادة الموحد وتفعيل مقترح قانون مكافحة التمييز مع طرح رؤي خاصة للاهتمام بالمرأة والطفل. ثقافة جديدة "نحن بحاجة لثقافة جديدة وفكر جديد للحد من الموجات الإرهابية التي تسيطر علي دول العالم" هذا ما أكده د.بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في تصريحات صحفية عقب اندلاع الحادث الإرهابي مشيرا إلي ضرورة العمل علي دراسة سيناريو المستقبل لمعالجة هذه الأحداث. منير فخري عبد النور عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وأحد أعضاء البعثة التي أرسلها المجلس للوقوف علي حقيقة حادث القديسين بالإسكندرية قال إننا لا يجب أن نتوقف عند حد اضافة كلمة المواطنة في الدستور بل يجب أن ندعمها بقوانين أخري أهمها قانون تكافؤ الفرص وعدم التمييز حيث إنه أشمل وأعم من قانون دور العبادة الموحد لأنه يمس التعاملات اليومية مضيفا أن قانون دور العبادة يعني تكريس الحق في العبادة وليس المساواة بين الجامع والكنيسة من حيث البناء علي حد تعبيره. ولفت عبد النور إلي أهمية تدريب المعلمين علي اتباع النظم التعليمية الحديثة وتنيمة ثقافتهم للقيام بدور هام في تنمية وعي الطلبة مع أهمية معاقبة من يتبع خطابًا دينيا إسلاميا أو مسيحيا تحريضيا أو خارجًا عن مبادئ التسامح. خطة وحدة المواطنة وكشف المستشار عادل عبد الباقي رئيس وحدة المواطنة بالمجلس القومي لحقوق الإنسان عن الخطة التي سيتم اتباعها خلال الفترة القادمة قائلا في تصريحات ل«روزاليوسف» أن الوحدة ستهتم بإقامة سلسلة من الندوات والمؤتمرات تضم رجال الدين المستنيرين من الطرفين الإسلامي والقبطي مع رجال الفكر ونشطاء المجتمع المدني بالإضافة إلي متابعة بعض الأمور مع الجهات المعنية خاصة وزارة التربية والتعليم للعمل علي تطوير المناهج لمواكبة العصر. وأضاف عبد الباقي أن الوحدة ستعقد اجتماعات مع رجال الإعلام بالتعاون مع لجنة حقوق الإنسان باتحاد الإذاعة والتليفزيون لمحاولة إلقاء الضوء علي دور الدراما التليفزيونية في تكريس ثقافة المواطنة مع التركيز علي النماذج الإيجابية من المسلمين والأقباط في البرامج والذين استطاعوا تقديم خدمات للمجتمع وذلك لتنمية وعي المواطنين. عقوبة الحث علي الكراهية وحول ضرورة تعديل قانون العقوبات، قال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ان القانون يجب أن ينص علي معاقبة من يقوم بالتحريض والحث علي الكراهية واستخدام وعدم الاكتفاء بعقوبة ازدراء الأديان لافتا إلي أن المنظمة ستطرح خلال ملتقي المواطنة كيفية العمل علي التواصل بين صناع القرار ومنظمات المجتمع المدني لمحاربة التطرف وتكريس الدولة المدنية. واقترح أبو سعدة قيام المجلس الأعلي للشباب بعقد دورات تثقيفية لطلبة الجامعات لنشر ثقافة المواطنة من خلال خطة عمل محددة في هذا الشأن. الدولة المدنية في حين قال سعيد عبد الحافظ مدير ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الانسان إن المنظمات عليها عاتق كبير في توعية المواطنين بمختلف طوائفهم بمفهوم المواطنة وإرساء قواعد الدولة المدنية ومواجهة التشدد من الجهة الجنائية فيما يتعلق بتسامح الطوائف والتعامل مع الاختلاف الديني في دورة تتبني مفاهيم متسامحة تجاه المواطنة مع استمرار المنظمات في رفض الانتهاكات المتعلقة بحق لفكرة الاعتقاد وممارسة الشعائر محذرا من الخطاب التحريضي ودوره في تهدئة الصراعات والنزاعات في مثل هذه القضايا. الاهتمام بالطفل "يجب ألا نركز علي فكرة أن الحادث فردي ونبدأ في البحث عن الحلول"، هكذا أوضحت هدي بدران رئيس رابطة المرأة العربية قائلة لابد من تشخيص القضية بشكل سليم وهل نحن بحاجة لتعديل الخطاب الديني بحيث يركز علي إعلاء قيم التسامح بين المسلمين والأقباط مستطردة قديما كانت الثقافة الغالبة هي دين المواطنة علي حد تعبيرها. وطالبت بدران بالإهتمام بالأطفال من خلال الأنشطة قائلة نلاحظ أن هناك الكثير منهم من يعتقد أن من هو علي غير عقيدته فهو كافر كاشفة رابطة المرأة عقدت جلسة مؤخرا لمجموعة من الشباب حول قبول الآخر واحترام الأديان تحت شعار "كلنا مصريون ولنا نفس الحقوق". حملات توعية واقترح صلاح سليمان رئيس مؤسسة النقيب للتدريب وحقوق الإنسان أهمية القيام بحملات توعية في هذا الشأن لنشر ثقافة حقوق الإنسان قائلا لابد أن ينوه الإعلام إلي فكرة المساواة وعدم التمييز مستطردا نحن "مصريون.. يربطنا وطن واحد".