قتل 84 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 283بجروح فى سلسلة الهجمات التى استهدفت مزارات شيعية بمناطق متفرقة من العراق صباح أمس. وشملت الهجمات التى وقعت بشكل متزامن وعددها نحو 38، تفجير 16 عبوة ناسفة و17 سيارة مفخخة وشن خمس هجمات مسلحة فى الحلة والموصل وكربلاء وكركوك وبعقوبة وبغداد ومناطق محيطة بها. وتعتبر هجمات الأمس هى الأكبر منذ مقتل 68 شخصا فى سلسلة هجمات مشابهة فى الخامس من يناير الماضي، كما أنها تاتى بعد مقتل 25 شخصا فى هجوم انتحارى استهدف مقر الوقف الشيعى فى بغداد قبل نحو عشرة أيام. وتأتى هذه الهجمات التى استهدفت فى أغلبها مناطق شيعية، فى وقت تستعد مدينة الكاظمية فى شمال بغداد لاستقبال آلاف الزوار الشيعة من محافظات أخرى ومن خارج البلاد لاحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. ويتوجه آلاف العراقيين من مختلف محافظات البلاد سيرا على الأقدام إلى مرقد الإمام موسى الكاظم فى بغداد فى 25 من شهر رجب الهجرى من كل عام، لأداء مراسم الزيارة فى ذكرى وفاته، وغالبا ما تشهد هذه المناسبة حوادث أمنية تستهدف الزوار. يذكر أن مراسم زيارة الإمام موسى الكاظم فى عام 2005 شهدت مقتل نحو 1000 من الزوار، معظمهم من النساء والأطفال، قضوا غرقا فى نهر دجلة نتيجة التدافع خلال مرورهم على جسر الأئمة متجهين نحو الكاظمية، إثر انتشار شائعة بوجود مفجر انتحارى بينهم. فيما أعلنت دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة مسئوليتها عن هذا الهجوم.
ويتراجع العنف فى العراق منذ ذروة الحرب إلا أن إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة ما زالوا قادرين على شن هجمات وكثيرا ما يستهدفون زوارا شيعة فى محاولة لتأجيج التوترات الطائفية التى دفعت العراق إلى حرب أهلية عامى 2006 و2007. وعلى صعيد آخر، أكد إياد علاوى رئيس القائمة العراقية أن هناك توافقاً سياسياً بين أطراف سياسيين مهمين وشخصيات وطنية مهمة، منها «التيار الصدري» و«التحالف الكردستاني» و«القائمة العراقية» وشخصيات مستقلة حول قضية التفرد بالحكم الذى بدأ فى العراق وسينتهى بالديكتاتورية. واتهم علاوى المالكى بأنه ماض فى طريق الترويع والإساءة إلى الآخرين، والدليل أن مئات من نشطاء «العراقية» أودعوا السجون بتهم وهمية كاذبة، وأصبحت التهم الجاهزة تذكرنا بالأنظمة الديكتاتورية.