محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 24 - 12 - 2009 بغض النظر عن الأمن القومي المصري وحماية السيادة الوطنية وضمان الامن للحدود.. وبغض النظر عن عدم السماح المصري بتجويع الشعب الفلسطيني في غزة والذي ثبت أكثر من مرة وفي أكثر من موقف منذ اجتياح فلسطيني القطاع للحدود المصرية وصدور التعليمات الرئاسية بتسهيل حصولهم علي احتياجاتهم المعيشية لعدة أيام صاحبتها صرامة كلمات الرئيس مبارك بأنه لن يسمح بتجويع غزة. ليست الأنفاق شريان حياة للفسطينيين في غزة.. فشرايين الحياة لأهالي قطاع غزة لا يمكن ولا يجب أن تعتمد علي التهريب والمتاجرة بالتهريب من علبة السجائر وحتي "الخروف" و"العجل" وإنما شرايين الحياة هي إدارة وتجارة ووظائف وبناء وإعمار كواجب أساسي تعمل عليه إدارة هذا القطاع من الإخوة في حماس طالما تحملوا مسئولية أقدار الناس في هذه المنطقة المنكوبة بأجندات حمساوية لها مصالح تخاصم المصالح العليا للشعب الفلسطيني أكثر ما هي منكوبة بحصار سلطات احتلال إسرائيلي. وفي هذا السياق تتحول المعاناة الفلسطينية في قطاع غزة إلي وسيلة من وسائل الابتزاز التي تجيدها حركة حماس، ويأتي الصراخ بأن الأنفاق هي شرايين حياة القطاع، بينما هي في واضع الأمر شرايين الدولارات غير الشرعية المتدفقة في خزائن الحمساويين سواء في صورة تصريح بلدية بحفر النفق أو عن طريق تأجير النفق أو حتي التهريب عبر النفق. ومن ثم فإن الموضوع أبسط مما ينبغي.. وكما كتب الأستاذ عبدالله كمال بالأمس.. "تتصالح حماس مع فتح.. وتتشكل حكومة وفاق وطني .. فتفتح كل المعابر ".. و لكن هذا الحل لا تريده حماس ولا تسعي إليه .. لأنه يفوت عليها كل فرص الابتزاز العاطفي والسياسي .. ويقطع عليها مصادر الرزق عبر الأنفاق وعبر الحدود. ومن ثم أيضا فإنه لا قبول ولا تعاطي مع الابتزاز الحمساوي .. خاصة فيما يمس أمن وسلامة الحدود المصرية المقدسة. والله يساعد من يساعدون أنفسهم