كرم جبر روزاليوسف اليومية : 04 - 02 - 2010 كيف يأمن الناس شر الضريبة العقارية؟ ( 1 ) - نعم.. نحن مع الضريبة العقارية إذا كانت تستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية، وتأخذ من الأغنياء لصالح الفقراء.. فهذا هو الذي يحقق السلام الاجتماعي بين المواطنين. - ساكنو القصور والفيللات والشقق المليونية الفاخرة، يجب أن يتحملوا بعض العبء لصالح المواطنين الغلابة ومحدودي الدخل، فهذا هو العدل، وهذه هي المواطنة. - كان الرئيس السادات رحمه الله يقول: "يأخذوا القصر ويدوني العتبة"، في إشارة منه إلي ضرورة أن يتحمل أثرياء الوطن بعض الأعباء لصالح مجتمعهم، ولكنهم أخذوا القصر والسلم والعتبة. ( 2 ) - نحن مع الضريبة العقارية إذا كانت تستهدف حصر القصور والفيللات الكثيرة التي يمتلكها بعض الأثرياء ويتاجرون بها ويكسبون أموالاً طائلة، دون جهد أو عرق. -نسمع عن أسماء تمتلك شاليهات في العجمي والساحل الشمالي والجنوبي والشرقي والغردقة والأقصر وأسوان وشرم الشيخ والعين السخنة والباردة وغيرها.. ولايدفعون مليماً واحداً. - يحصلون علي الخدمات والمياه والصرف والكهرباء والغاز والطرق والكباري والأمن، وكلها نفقات تحمل ميزانية الدولة مليارات، وكان من الأولي أن يتم تخصيصها للفقراء ومحدودي الدخل. ( 3 ) - نحن مع الضريبة العقارية، إذا ساعدت في تقديم إقرارات حقيقية لتوزيع الثروة في مصر، وهذا ليس فيه أي نوع من "القر" أو الحسد أو مسوح الاشتراكية. -في أعتي الدول الرأسمالية تتسابق بعض الصحف والمجلات علي نشر ثروات وممتلكات ودخول الأثرياء وترتيبهم في سلم الثروة، في إطار الرأسمالية والشفافية. - في مصر تعجز الحكومة كثيراً عن معرفة حقيقة ممتلكات وثروات الغالبية العظمي من الأثرياء الجدد، خصوصاً الذين كانوا "لاشيء" منذ سنوات قليلة وأصبحوا "كل شيء" الآن. ( 4 ) - نحن مع الضريبة العقارية إذا طمأنت سكان الشقق الصغيرة والمتوسطة بأنها لا تستهدفهم، بل علي العكس تريد أن تأخذ من الأثرياء لصالحهم ولتحسين الخدمات في مناطقهم. - ليس مبرراً إذن أن يتم إجبار ساكني العشش والقبور والأحياء الشعبية والقري الفقيرة ومن في هذا المستوي، علي تقديم الإقرارات الضريبية ما داموا لن يدفعوا أصلاً. - الطبيعي والمنطقي أن يتم تقسيم الجمهورية إلي عدة مراحل حسب جداول زمنية، ولتبدأ مثلاً بالساحل الشمالي والسخنة وغيرهما من المناطق الغنية، ثم التدرج في المناطق الأخري. ( 5 ) - نحن مع الضريبة العقارية إذا قدمت المذكرة التفسيرية للقانون تطمينات واقعية للناس لأن مخاوفهم مشروعة، وتجاربهم مع الحكومة في مثل هذه الأمور معدومة الثقة. - تعودت الحكومات السابقة أن ترفع لهم شعارات جميلة ثم تفاجئهم بتصرفات سخيفة، تزيد معاناتهم مثلما يحدث في الضرائب علي السلع والخدمات، التي يتحملها الناس وحدهم. - الضريبة العقارية لايجب أن تكون كذلك ولايجب أن يحولها الملاك إلي المستأجرين وفقاً لقاعدة "إزاحة الضريبة"، والضوابط التي تضعها وزارة المالية يجب أن تكون حقيقية. ( 6 ) - نحن مع الضريبة العقارية بشرط أن يشعر الناس بأنفسهم بأنها تستهدف مصلحتهم، ليس عن طريق إعلانات السخيف "عبدالقوي" ولا "قنطرة الدفاتر"، وغير ذلك من الإعلانات الساذجة. - الأكثر سذاجة من "عبدالقوي" هم رؤساء مصالح الضرائب المالية والعقارية وغيرهم الذين "لايسوقون" ولكن "يسيئون" ويعلنون حالة "النفور العام" لدي المجتمع. -والله لو استمعت لرئيس مصلحة الضرائب وهو يتحدث عن أي شيء في الضريبة، لسوف تعلن الحرب علي البلد والحكومة والضريبة، لأنه يشعرك بأنه "عدو" وليس "صديقاً". ( 7 ) - تلك هي الأهداف المستهدفة التي أكد عليها الرئيس مبارك في أكثر من مناسبة آخرها أثناء افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقالها بصراحة واضحة "أنا مع الناس الغلابة". - من الظلم ومن الغباء أن يحاول البعض افتعال خصومة ثأرية بين الدولة وجموع المواطنين، خصوصا أن الدولة تريد أن تأخذ الأمور بميزان العدل، وهو ما يستحق التشجيع. -عندي ثقة كاملة في أن وزير المالية، سوف يبلور كل التوجيهات الرئاسية في قرارات تنفيذها، ثم يتم تسويقها للناس ببساطة وواقعية ومصداقية، حتي يأمن الناس شرها. E-Mail : [email protected]