كشف صحفي معتقل بأحد السجون الإيرانية أن طهران ترتبط بعلاقة سرية حميمة مع إسرائيل، وذلك من واقع مقابلات يقول إنه تمكن من إجرائها مع عناصر من الموساد استمرت 20 ساعة، ومع المخابرات الإيرانية "الاطلاعات" تخللتها استجوابات وصلت مدتها إلي 200 ساعة ترافق بعضها مع تعرضه لتعذيب جسدي. ونقلت قناة «العربية» علي موقعها علي الإنترنت عن الصحفي الإيراني نادر كريمي نزيل سجن ايفين في طهران، تقديمه معلومات حول العلاقة بين البلدين، واعداً بنشر كتاب عنها بعد خروجه من السجن. ويعد كريمي من الصحفيين المنتقدين لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو من جرحي الحرب العراقية الإيرانية حيث كان عضوا في قوات الحرس الثوري الإيراني، وترأس لفترة تحرير صحف منها "سياست روز" و"جهان صنعت" ومجلة "كزارش". وكانت المحكمة الابتدائية قد حكمت عليه بالسجن عشرة أعوام وبعد استئناف الحكم قبل عامين ونصف خفض إلي خمسة أعوام. وعرض التليفزيون الحكومي الإيراني قبل أشهر اعترافات مسجلة لنادر كريمي، إلا أنه نفي خلال المقال الذي أرسله ل"العربية.نت" كل ما أدلي به في تلك الاعترافات وقال "إنها انتُزعت منه قسراً بواسطة وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية "اطلاعات". وأضاف: أنه التقي عددا من عملاء "الموساد" بهدف إجراء مقابلات معهم لصالح الكتاب الذي ينوي نشره بخصوص العلاقات الإيرانية الإسرائيلية. وأشار نادر كريمي إلي أنه التقي عملاء الموساد في تركيا كما التقي عملاء المخابرات الإيرانية، لسماع الحقيقة منهم، وأضاف قائلا: "الالتقاء بمسئولي شعبة إيران في الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) كان أسهل وأأمن وأقل كلفة بكثير من الالتقاء بمسئولي شعبة إسرائيل في الاستخبارات الإيرانية (إطلاعات)". ويكشف نادر كريمي أنه أجري 20 ساعة من المقابلات علي مدي شهرين مع عملاء الموساد، وتحمل حوالي 200 ساعة من الاستجواب الذي رافقه التعذيب الجسدي في بعض الأحيان علي يد عناصر الاستخبارات الإيرانية في وزارة الأمن والاستخبارات، مما أرغموه علي كتابة اعترافات. ويؤكد كريمي أن الحرب بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز الحرب الكلامية قائلا :"إن الحرب الكلامية والعنتريات التي تخوضها طهران ضد تل أبيب أوهمت المسلمين أنها ألد أو علي أقل تقدير أحد ألد أعداء إسرائيل وأهم حماة الفلسطينيين أو أحد أهم حماتهم في العالم". ويقول كريمي، إن العداء الظاهري بين طهران وتل أبيب يستثمره الطرفان لصالح مصالحهما السياسية. ويكشف كريمي شراء إيران بضائع إسرائيلية قائلاً: "المسئولون الإيرانيون يشترون البضائع الاستهلاكية الإسرائيلية كالفواكه علي سبيل المثال، ويختارون في تعاملاتهم شركات من أصول إسرائيلية، كما أن إيران لم تنظم أي قائمة للبضائع أو الشركات الإسرائيلية المحظورة من قبلها كما لا تنوي القيام بذلك". وأشار نادر كريمي إلي ما اعتبرها صفقات بين تل أبيب وطهران "منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتي الآن يقوم وسطاء إيرانيون المليئة جيوبهم بالأموال بشراء أسلحة وأجهزة غربية غالية الثمن بمساعدة وسطاء إسرائيليين جشعين حيث يدفع الزبون الإيراني الفائض الكرم أضعاف الأسعار الحقيقية للأسلحة المتطورة الغربية". وحول هذه الصفقات ينوه كريمي إلي"أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أثناء الحرب العراقية الإيرانية إلي أدوات الحرب الإلكترونية والرادارات الحساسة للغاية وأجهزة اللاسلكي المشفرة. تشكل كلها جزءا قليلا من حجم الصفقات المبرمة في الظلام والصمت بين إيران والوسطاء الإسرائيليين". كما يشير كريمي إلي دخول وخروج عملاء إسرائيل بحرية وبجوازات غير إسرائيلية إلي إيران ويلتقون بأصدقائهم تحت مرأي وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية حسب قوله. وكشف الصحفي الإيراني أن بلاده تستغل بعض الطلاب الفلسطينيين الموجودين علي أراضيها بغرض الدراسة للتجسس، وأوضح قائلا: "الكثير من الفلسطينيين الذين حصلوا علي منح دراسية، وانتقلوا للدراسة في الحوزة الدينية والجامعات الإيرانية تعرضوا للضغط بغية إرغامهم علي التجسس علي المجموعات الفلسطينية والسفارات العربية في طهران". وذكر نادر كريمي بالاسم طالبا فلسطينيا تحول إلي المذهب الشيعي وكان يحضر لرسالة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بجامعة إعداد المدرسين بطهران، كلفته وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية بمهمة التجسس علي سفارتي الأردن والسودان في طهران إلا أنه طرد في النهاية من إيران بعد أن سجن فيها لمدة 15 شهرا". وينقل عن خبراء وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية قولهم: "من الضروري وجود كيان إسرائيلي يطلق بين الحين والآخر حربا كلامية ويغامر بتصرفاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتمهيد الأرض لإيران لتستعرض عضلاتها وتطبق سياساتها في المنطقة وتضغط علي الحكومات العربية عبر تحريض الرأي العام الداخلي". ويقول كريمي إن خبراء الاستخبارات الإيرانية (إطلاعات) يؤكدون في تحليلاتهم أن الجمهورية الإيرانية تشكل عامل عدم استقرار في الأراضي المحتلة، ولا يهم طهران كم من الفلسطينيين يلقون حتفهم نتيجة لتحريضاتها. ويستنتج الصحفي الإيراني السجين من تحليلات وأقوال عملاء الاستخبارات الإسرائيلية الذين قابلهم في تركيا أن سقوط النظام الإيراني علي المديين القصير والمتوسط لا يتلاءم كثيرا مع مصالح إسرائيل والتي تمثل دور الضحية المظلوم أمام الرأي العام العالمي وتمارس الضغوط علي الفلسطينيين وتتملص بذلك من التزاماتها ومسئولياتها الإقليمية والدولية وتجلب بالمقابل المزيد من المساعدات الأوروبية والأمريكية". ويستشف كريمي من حصيلة لقاءاته بالعملاء الإسرائيليين أن إسرائيل لن تكون البادئة في الهجوم علي إيران.