كشف صحفى إيرانى يدعى نادر كريمى، معتقل فى سجن ايفين بإيران من خلال مقال أرسله ل"العربية.نت" عن أن طهران ترتبط بعلاقة "سرية حميمة" مع إسرائيل، وأنه كشف ذلك من خلال مقابلات يقول إنه تمكن من إجرائها مع عناصر من الموساد والمخابرات الإيرانية. ووعد الصحفى بأنه سيقوم بنشر كتاب عن هذه العلاقة بعد خروجه من السجن، وهو أحد الصحفيين المنتقدين لحكومة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد وهو من جرحى الحرب العراقية الإيرانية، حيث كان عضواً فى قوات الحرس الثورى الإيرانى وترأس لفترة تحرير صحف منها "سياست روز" و"جهان صنعت" ومجلة "كزارش". ويؤكد كريمى أن الحرب بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز الحرب الكلامية قائلا: "إن الحرب الكلامية والعنتريات التى تخوضها طهران ضد تل أبيب أوهمت المسلمين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألد أوعلى أقل تقدير أحد ألد أعداء إسرائيل وأهم حماة الفلسطينيين أو أحد أهم حماتهم فى العالم". وأضافت أنه لم تتوفر الظروف لوضع إيران على المحك، ولم يتمكن المحللون والمراقبون والصحفيون من الاتصال بصنّاع القرار على هذا الصعيد، بما فيها عناصر الاستخبارات فى البلدين، الأمر الذى أغرق المراقبين فى متاهة الحرب الكلامية، وذلك نتيجة لعدم اطلاعهم على واقع العلاقات بين طهران وتل أبيب. ويضيف هذا الصحفى السجين أن حكومتى إيران وإسرائيل حولتا الصحفيين إلى أداة للنفخ فى بالون العداء بين البلدين، وإلى أدوات مثيرة فى مسرحية التخاصم بينهما إلا أن ثمة واقعاً آخر خلف ستار هذه التمثيلية التى كتبت فصولها فى فئة الإثارة. ويعتقد أنه فى واقع الأمر هناك تمثيل عدائى يستثمره الطرفان لصالح مصالحهما السياسية، مؤكدا :"مما لا شك فيه لا تخفى كل من إيران وإسرائيل العداء اللفظى، بينهما إلا أن الهدف من وراء هذا العداء وخلافا للحرب الإعلامية يتبلور فى استثماره بصورة نفعية". أضاف: "أنا أعترف أن الالتقاء بمسئولى شعبة إيران فى الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) كان أسهل وآمن وأقل كلفة بكثير من الالتقاء بمسئولى شعبة إسرائيل فى الاستخبارات الإيرانية، ويقول حول حصوله على المعلومات من الجانب الإيرانى لقد مثلت دور متهم أحمق نادم لأخطائه السابقة، فحاولت تفريغ المعلومات والتحليلات الاستخباراتية الإيرانية بخصوص إسرائيل". ويكشف كريمى شراء إيران لبضائع إسرائيلية قائلا: "فى الوقت الذى تستخدم إيران لغة غاضبة ضد إسرائيل ولصالح الشعب الفلسطينى المظلوم، ويبذل المسئولون الإيرانيون فى الداخل والخارج جهودا مضنية لتأليب الرأى العام، إلا أنهم يقدمون فى بعض الأحيان على شراء البضائع الاستهلاكية الإسرائيلية كالفواكه على سبيل المثال، أو يختارون فى تعاملاتهم شركات من أصول إسرائيلية، وبهذا يرفدون اقتصاد البلد الذى ينعتونه بالعدو". وأشار إلى وجود صفقات بين تل أبيب وطهران قائلا: "منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى الآن يقوم وسطاء إيرانيون بشراء أسلحة وأجهزة غربية غالية الثمن بمساعدة وسطاء إسرائيليين جشعين، حيث يدفع الزبون الإيرانى الفائض الكرم أضعاف الأسعار الحقيقية للأسلحة المتطورة الغربية"، وأن الصور التى التقطتها الأقمار الصناعية أثناء الحرب العراقية الإيرانية عن هذه الصفقات تشكل كلها غيضا من فيض على صعيد الصفقات المبرمة فى الظلام والصمت بين إيران والوسطاء الإسرائيليين. كما يشير كريمى إلى دخول وخروج عملاء إسرائيل بحرية وبجوازات غير إسرائيلية إلى إيران ويلتقون بأصدقائهم تحت مرأى وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية حسب قوله. ويقول هذا الصحفى السجين من خلال المعلومات التى قدمها ل"العربية.نت" إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستغل بعض الطلاب الفلسطينيين الموجودين على الأراضى الإيرانية: "الكثير من الفلسطينيين الذين حصلوا على منح دراسية من قبل ممثليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية السياسية والثقافية فى الخارج، وانتقلوا للدراسة فى الحوزة الدينية والجامعات الإيرانية فقد تعرضوا للضغط بغية إرغامهم على التجسس على المجموعات الفلسطينية والسفارات العربية فى طهران". وذكر نادر كريمى بالاسم طالبا فلسطينيا تحول إلى المذهب الشيعى وكان يحضر لرسالة الدكتوراه فى التاريخ الإسلامى بجامعة فى طهران، كلفته وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية مهمة التجسس على سفارتى الأردن والسودان فى طهران، إلا أنه طرد فى النهاية من إيران بعد أن سجن فيها لمدة 15 شهرا. وينقل عن خبراء وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية قولهم: "من الضرورى وجود كيان إسرائيلى يطلق بين الحين والآخر حربا كلامية ويغامر بتصرفاته فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، الأمر الذى من شأنه أن يمهد الأرضية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتستعرض عضلاتها وتطبق سياساتها فى المنطقة وتمارس الضغط على الحكومات العربية عبر تحريض الرأى العام العربى فى البلدان العربية". ويقول إن خبراء الاستخبارات الإيرانية يؤكدون فى تحليلاتهم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكل عامل عدم استقرار فى الأراضى المحتلة، ولا يهم طهران كم من الفلسطينيين يلقون حتفهم نتيجة لتحريضاتها. وأضاف: "إن الشعارات الإيرانية ضد إسرائيل ومغامرات النظام الإيرانى تمنح إسرائيل أفضل الأوراق لتمثل دور الضحية المظلوم أمام الرأى العام العالمى وتمارس الضغوط على الفلسطينيين وتتملص بذلك من التزاماتها ومسئولياتها الإقليمية والدولية وتجلب بالمقابل المزيد من المساعدات الأوروبية والأمريكية". ويؤكد نادر كريمى: "فى واقع الأمر أن تصرفات إيران غير المعقولة لا تعرض الفلسطينيين للضغط فحسب، بل تمتد الضغوط لتشمل سائر الشعوب العربية وبذلك تستمر عملية التنازلات العربية خلال مفاوضات السلام". واختتم قائلا: "إسرائيل تفضل نظاما إيرانيا منعزلا وفقيرا، ويقوم قادته بأنشطة وتجارب عسكرية وإطلاق حرب كلامية جوفاء بغية نشر الرعب والخوف فى المنطقة. وخير دليل على هذا الادعاء هو جعل إيران منشغلة بأنشطة تسليحية عملاقة ومكلفة وذلك بتحريض من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل".