أكد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة القائد العام أن كرامة المواطن المصري فوق كل اعتبار دون النظر إلي التوجهات والانتماءات.. وأن القوات المسلحة وشعب مصر العظيم كيان واحد وأن ولاءنا الكامل لشعب مصر وأرضها. وقال المشير طنطاوي خلال المرحلة الرئيسية للمناورة التكتيكية بالذخيرة الحية «نصر 7» التي تنفذها إحدي تشكيلات الجيش الثاني الميداني في سيناء: إن الرئيس القادم سيكون من اختيار الشعب دون فرض أو وصاية من أحد.. وأن شعب مصر الذي ثار في 25 يناير مطالباً بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية قادر علي اختيار رئيسه القادم. وشدد علي أن القوات المسلحة تقف علي مسافة متساوية من جميع الأطراف، ولا تنحاز لطرف علي حساب آخر.. وأنها لا تدعم أياً من مرشحي الرئاسة، وستظل تعمل علي الوفاء بالمهمة المقدسة التي ألقيت علي عاتقها للحفاظ علي الوطن وحماية أمنه القومي ومكتسبات شعبه العظيم. وطالب المشير طنطاوي، أفراد القوات المسلحة، بأن يتنبهوا للمخططات التي تحاك ضد القوات المسلحة، لصرفها عن دورها الرئيسي.
وقال: «كان الادعاء منذ قديم الزمان، أنه يجب التركيز علي مقاومة الإرهاب، لكننا نقول لا، فالجيش سيستمر حاميا لمصر». وأضاف: «حدودنا ملتهبة بصفة مستمرة، لكن نحن لا نعتدي علي أحد من البلاد المحيطة، بل ندافع عن حدودنا، وإذا اقترب أحد من حدود مصر، سنكسر قدمه، لذلك يجب علي قواتنا أن تكون في حالة جاهزية مستمرة». وتابع طنطاوي قائلاً: «القوات المسلحة لا تدخل في السياسة، ولسنا سياسيين، ولا تسمحوا لأحد أن يجر قواتنا إلي فئة أو جهة معينة أو يحولها إلي قوات سياسية، فنحن ملك للشعب الذي يثق بنا، ويقف وراءنا فهذا هو الخط الأحمر للجيش المصري، ومصر أمانة في عنق القوات المسلحة من أصغر فرد إلي أكبر فرد». وكانت عناصر المشاة الميكانيكي والوحدات المدرعة والمدفعية وتشكيلات من القوات الجوية ووسائل وأسلحة الدفاع الجوي وعناصر القوات الخاصة قد شاركت في المرحلة المناورة. وبدأت المرحلة بقيام القوات الجوية بتنفيذ طلعات استطلاع ومعاونة لدعم أعمال قتال القوات، وتدمير الاحتياطات المعادية بمساندة المدفعية ذات القوة النيرانية المباشرة وغير المباشرة، وإبرار عناصر من القوات الخاصة للاستيلاء علي خط حيوي في عمق دفاعات العدو وتأمينه وتدمير مركز قيادة العدو. في الوقت نفسه، قامت القوات المهاجمة بدفع المفارز الميكانيكية والمدرعة لتطوير الهجوم واختراق دفاعات العدو وتدميره بمعاونة طائرات الهليكوبتر المسلحة وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات وتحقيق الاتصال مع عناصر الإبرار علي الخط الحيوي وتأمينه والتعزيز عليه، واستعادة الكفاءة القتالية للقوات للعمل كاحتياطي أسلحة مشتركة للمستوي الأعلي واستكمال تنفيذ باقي المهام. وظهر خلال المرحلة مدي الدقة في التعامل مع الأهداف الميدانية وإصابتها من الثبات والحركة وما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية عالية وقدرة علي استخدام الأسلحة والمعدات وتنفيذ أعمال التجهيز الهندسي بما يلائم طبيعة الأرض وتنفيذ المهام المخططة والطارئة، باستخدام أحدث وسائل السيطرة والتعاون. وفي نهاية المرحلة، أجري المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة القائد العام، حواراً مع عدد من القادة والضباط المشاركين في التدريب، حيث أشاد بالأداء المتميز الذي وصلت إليه القوات المنفذة للتدريب وأداء المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية تؤكد أن مستوي الكفاءة والاستعداد القتالي للقوات المسلحة لم يتأثر بالأحداث التي مرت بها مصر.
وأوصي «طنطاوي بضرورة نشر وتعميم خبرات الحروب السابقة علي كافة المستويات والاهتمام بالرماية بجميع أنواعها لكافة التخصصات، والحفاظ علي الحالة الفنية للأسلحة والمعدات، والأخذ بأسباب العلم والمعرفة لمواكبة أحدث نظم التسليح عالمياً وصولاً لأعلي معدلات الكفاءة القتالية، وطالبهم بالحفاظ علي روحهم المعنوية العالية وعدم التأثر بأي أحداث، وأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في أداء مهامهم. كما استمع لأسئلة واستفسارات بعض الحاضرين والدارسين من المنشآت والمعاهد التعليمية والإجابة عنها من مخططي ومنفذي المشروع. حضر المناورة الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من أعضاء مجلسي الشعب والشوري. بينما وجه اللواء أركان حرب محمد فريد حجازي قائد الجيش الثاني الميداني رسالة إطمئنان إلي الشعب المصري، قال فيها: «قواتنا المسلحة في سيناء قادرة تمامًا علي تأمين هذه البقعة العزيزة علي شعب مصر ضد أي عدوان أو فرد أو جهة، تسول لها نفسها الاعتداء عليها». مؤكدًا أن خطة التدريب والعمليات الموجودة حاليًا لدي القوات المسلحة قادرة علي تأمين سيناء.
وقال اللواء حجازي في تصريحات علي هامش المرحلة الرئيسية للمناورة، إن القوات المسلحة تتدرب وباستمرار تحسبًا واستعدادًا لأي مواقف، وأن التدريبات المستمرة هي رسالة واضحة للجميع علي أن يتذكروا، ويعيدوا حساباتهم قبل التفكير في الاعتداء علي أي بقعة من أرض مصر، مؤكداً أن المقاتل المصري يؤمن الحدود الشرقية للبلاد. وأكد أن الجيش المصري موجود علي أرض مصرية في قلب سيناء وينفذ مهام القوات المسلحة في التدريب، وينفذ خطة التدريب العادية، والمخططة لشرق القناة، قائلاً: «إننا لا نستأذن أحدا في اتخاذ أي قرار أو إجراءات تؤمن الأمن القومي المصري»، ودلل علي ذلك بأن القوات المسلحة قامت بدفع المزيد من عناصرها لتأمين مدينة العريش دون استئذان أحد. وفيما يتعلق بالقوات الدولية قال اللواء حجازي: «إنها لا تراقب مصر فقط بل تراقب الطرفين، وحجم القوات المصرية وفق الاتفاقية مع إسرائيل كاف تماما لتأمين سيناء، وإذا استشعرنا أي تأثير علي الأمن القومي المصري لن نستأذن أحدا». وأضاف «إننا نعمل علي أساس ما يؤثر علينا وليس ما يفرضه علينا الجانب الآخر»، مشيرا إلي أن عناصر القوات المسلحة الموجودة شرق القناة لم يشترك منها فرد واحد في تأمين الجبهة الداخلية بل تم تدعيمها. وأكد «حجازي» أن قواته مسئولة عن تأمين البلاد حتي خط الحدود الدولية، وأنه تم تدعيم القوات في العريش بعد ثورة 25 يناير، والقوات المتواجدة هناك كافية لفرض الاستقرار الأمني بالعريش.
وعن المناورة (نصر 7)،قال اللواء حجازي: «ندير المرحلة الرئيسية منها في ظروف تماثل ظروف العمليات وأنها رسالة واضحة للجميع»، منوها بأن المناورة قد بدأت منذ أربعة أيام في غرب القناة وتم في إطارها عملية عبور القوات للقناة واليوم هي المرحلة الرئيسية للرماية، وأنها ستستكمل غدا لتدمير العدو الافتراضي في العمق والوصول إلي خط الحدود الدولية الافتراضي. وأضاف: «الجيش الثاني الميداني مسئول عن تأمين ست محافظات منذ أحداث ثورة 25 يناير وحتي الآن، وهي الإسماعيلية،بورسعيد، الشرقية، الدقهلية، دمياط، وشمال سيناء، وأنه بالرغم من تأمين الجبهة الداخلية إلا أن قوات الجيش تنفذ خطط التدريب المعدة وفق الخطة دون توقف ودون أن تتأثر بعمليات التأمين الداخلي وذلك للحفاظ علي الاستعداد القتالي الدائم لجميع أفراد القوات المسلحة».