شهد اليوم الثالث من التصويت لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان إقبالا أقل من الجنوبيين علي مراكز الاقتراع في الولاياتالجنوبية علي عكس نسب الإقبال التي جاءت في اليومين الأولين، واصطف الناخبون ممن لم يتمكنوا من التصويت في الفترة السابقة في طوابير صغيرة أمام الصناديق بعد أن صوتت نسبة كبيرة منهم في الأيام السابقة. وسجل اليوم الأول من التصويت اعلي نسبة من الكثافة ذلك أنه جاء في يوم العطلة الأسبوعية للجنوبيين في حين تناقص الإقبال مع عودة المواطنين لأعمالهم، كما اختفت تدريجيا الاحتفالات التي شهدتها العاصمة الجنوبيةجوبا من الشوارع بعد أن خرجت مسيرات الشباب في الشوارع اليوم الأول فرحا بالاستفتاء والاقتراب من الانفصال في دولة مستقلة. بالمقابل تباينت ردود الافعال في الشارع الجنوبي ما بين سعادة وترحيب بالانفصال وحذر وقلق من نتائج الاستفتاء بأن يترتب عليها نزاعات وصراعات سواء بين الجنوبيين أو بين الجنوب والشمال، وعليه سادت حالة من الترقب من المجهول الذي هم بصدده. وتعد الأجواء في العاصمة جوبا الأكثر هدوءا حتي الآن بالمقارنة بالتوترات التي تشهدها الولايات الشمالية في الجنوب القريبة من الحدود الشمالية حيث شهدت تلك الولايات عدة اشتباكات سواء من بين القبائل الجنوبية مثلما حدث في ولاية الوحدة أو بين الشماليين والجنوبيين.. فضلا عن الاشتباكات التي حدثت في نيالا عاصمة ولاية دارفور أمام مراكز التصويت. ومع هذه الأجواء تزايدت اجراءات حكومة الجنوب الأمنية في جميع الولايات تحسبا لأي نزاع أو اشتباك ورفعت الاجهزة الامنية درجة الاستعداد من الدرجة القصوي وقامت عناصر الشرطة بتفتيش معظم السيارات في العاصمة جوبا، وحظرت التنقل بعد العاشرة مساء. وبينما مازال الهدوء يخيم علي العاصمة الخرطوم نظرا لانعدام الإقبال علي الصناديق إلا أن حالة القلق من النتائج سيطرت علي السودانيين هناك، وقال ياسر عرمان قائد الحركة الشعبية في الشمال ل"روزاليوسف" إن الأوضاع هادئة والجنوبيين يقبلون علي التصويت بشكل طبيعي مشيرا إلي أن ذلك الهدوء يرجع إلي قلة عدد المسجلين في الخرطوم نافيا أن تكون هناك معوقات تواجههم. وقال رئيس مفوضية الاستفتاء بالجنوب شان ربيج إن نسبة الإقبال كبيرة جدا حتي الآن وإنها جاءت بسبب جهود التعبئة في الجنوب للخروج للتصويت، مشيرا إلي أن المراقبين الدوليين أشادوا حتي الآن بجهود التنظيم الذي تشهده عملية الاستفتاء، وحول إمكانية أن يتم تمديد التصويت لما بعد السبت المقبل بسبب اجازة العطلة الأسبوعية قال إن ذلك الأمر سابق لأوانه وسيتم بحثه في الأيام اللاحقة. يأتي ذلك في الوقت الذي عقد فيه كلام من جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق ورئيس مؤسسة كارتر التي تراقب التصويت وكوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة قد عقدا اجتماعا أمس الأول مع رئيس مفوضية الاستفتاء بالجنوب وتناولوا فيه اجراءات التصويت وملاحظاتهم علي الاستفتاء حتي الآن، وتلا ذلك لقاء مغلق لكارتر وكوفي عنان مع سلفاكير رئيس حكومة الجنوب في قصر الرئاسة.