عاد الفنان إيمان البحر درويش ليظهر علي الساحة الغنائية بقوة بعد مرور عشر سنوات علي ألبومه الأخير «إحساس بريء».. ليطرح ألبوم «مش ندمان» الذي يعود به محملا بالعديد من الأغاني التي قام باختيارها علي مر العشر سنوات الأخيرة.. وقد ابتعد في هذا الألبوم العاطفي عن الأغاني الدينية والسياسية علي حد قوله والتي كانت السبب الرئيسي في إطلاق إشاعات اعتزاله وعن هذا الألبوم وسبب الغياب وغيرها من القضايا تحدث إيمان في هذا الحوار. ما الجديد الذي ستقدمه خلال ألبوم «مش ندمان»؟ - كان الناس يقولون أني أقدم أغاني دينية وسياسية فقط منذ بداية طرحي لألبوم «الجرح الأليم» عام 1998 وبالرغم من أنه ليس عيبا أن أقدم مثل هذه الأغاني إلا أنني قررت العودة بألبوم عاطفي وقد ساعدني الحظ في أني وجدت كلمات مميزة وقمت بترتيبها بحيث تكون مثل القصة الرومانسية.. فقصة الأغاني التي يحملها الألبوم عبارة عن حبيبين تقابلا وعاشا معا ثم تخاصما ثم عادا وعاتبا بعضهما البعض ثم انفصلا كما سأقدم أغنية «الوارثين» لسيد درويش والتي قدمتها من قبل في أول ألبوم أقدمه في مشواري الفني ولكني سأقدمها بتوزيع جديد لدرجة أنه لن يتعرف عليها الجمهور بسهولة فلقد قمت بتوزيعها بطريقة «الهاوس» كما سأقدم أغنية خاصة لمدينة الإسكندرية وهي عن المدينة في فصل الشتاء والهدوء الذي تتميز به.. أما علي مستوي الألحان فقد قدمت مفاجأة للجمهور وهي توزيعات وألحان جديدة أعتقد أنهم لم يسمعوا بها من قبل وقد حضرت لها كثيراً واحتلت أكبر وقت من مدة التحضير. وكيف جاءت لك فكرة وضع توزيع أجنبي علي أغنية لسيد درويش؟ - هذه الأغنية منذ عام 1923 والألحان ليست حكراً علي أحد ولكني قدمت ألحاناً كثيرة ومتطورة فيجب أن نواكب العصر ونغير التوزيعات علي حسب الأذن الموجودة في العصر الحالي فسيد درويش نفسه قام بالتعاقد مسبقا مع شركة «ميشيان» علي أن يتم توزيع ألحانه بالشكل المتطور كما أنني لم أقدمه بتوزيع أجنبي لأن ألحانه غصب عني تكون شرقية وعربية مهما أضفت إليها ولكني لو لم أواكب العصر والموضة سأكون متخلفاً عن الآخرين. ما سبب تأخر ظهورك علي الساحة الغنائية لعشر سنوات؟ - في البداية أنا لم اعتزل طوال هذه السنوات ولم أكن متغيبا.. فكل ما حدث أنني كنت أحضر لإصدار هذا الألبوم وطالت فترة التحضير له فقد كنت اختار الأغاني وأقوم بوضع الألحان المناسبة والتوزيعات بالإضافة إلي تغيير التوزيع لكل أغنية بشكل مستمر نظراً لتطور النغمات والتوزيعات الموسيقية العالمية مع مرور السنوات وعلي الرغم من ذلك فأنا لم أكن متوقفاً أبدا وكنت أقدم حفلات ناجحة بشكل مستمر سواء في الأوبرا أو في المسرح الروماني أو غيرهما وكنت أقدم في كل حفلة أغنية جديدة علي الأقل. ولكن ما السبب في عدم ظهورك كل هذه الفترة طالما أنك متواجد؟ - السبب في ذلك هو الإعلام والتليفزيون فهما يركزان علي حفلات لفنانين آخرين ولا يهتمون بما يقدمه إيمان البحر.. صحيح أنا لم أكن علي وفاق كبير مع الصحافة بسبب بعض المشاكل التي حدثت قديما ولكن كنت أعتمد بشكل أساسي علي تصوير التليفزيون المصري لهذه الحفلات والتي افاجأ بأنه لا يعرضها أو يقوم بعرضها في أوقات غير مناسبة مثل توقيت ما قبل الفجر.. والعيب ليس علي فأنا ليس علي أن أروج لنفسي إعلاميا أو بمعني أصح لا أستطيع الترويج لنفسي مثلما يفعل الآخرون ولكني أعتقد أنني فنان أؤدي عملي وأقدمه علي أكمل وجه وعلي الإعلام أن يؤدي عمله أيضا ويذيع حفلاتي.. وعلي الأقل يهتم بأهل البلد بدلا من اهتمامه بالمطربين من الخارج كما كنت أشعر بالاستغراب عندما أجد التليفزيون يعلن عن حفلات الكورال ولا يعلن عن حفلاتي كما أن هناك ناس بارعة في عرض نفسها وأنا لست بارعاً في عرض نفسي. لماذا لم تصدر أي ألبومات أو أغنيات خلال هذه الفترة واكتفيت بالحفلات؟ - أولا ربنا وفقني جدًا في الحفلات ثانيا أنا الذي أنتج لنفسي فلا أستطيع إيجاد السيولة اللازمة بشكل سلس وسريع مثل المطربين الذين ينتمون لشركات إنتاجية تتولي الإنتاج والتوزيع وغيرها من المسائل المادية.. بالإضافة إلي إنني لم أستطع الظهور وسط كل هذا الكم من الأصوات والتي لا تعتمد علي الأغاني ذات الكلمات الجميلة.. بجانب إنني لا استطيع الذهاب مع الكل في اتجاه الريح وإن كنت غير قادر، وحدي أن أقود الذوق العام في الاتجاه المعاكس للانحدار والإسفاف الموجود سواء من العري أو من الإفيهات. والغريب أن هذا الاتجاه يصمد ويجد من يؤيده وكأن هناك أشخاصاً لهم مصلحة في انحدار الفن ويدفعون لتحقيق هدفهم. كما أن موضوع تهريب الأغاني كان يخيفني قليلاً حتي علمت بحملات التصدي له من قبل بعض شركات الإنتاج مما جعلني اطمئن قليلاً أني سأستعيد نقودي. لماذا عادة تحب الإنتاج لنفسك؟ - أنا أملك شركة «أمواج» للإنتاج الفني ومنذ بدايتي وأنا أنتج أعمالي بنفسي لأنني أقدم لوناً معيناً من الفن ولا يصلح لأي شركة من الشركات الأخري. فقد كان هناك مشروع منذ عامين أو ثلاثة مع شركة إنتاج مشهورة ولكن المشروع لم يكتمل لاختلاف وجهات النظر، وفي كل الأحوال لم تقدم شركة أخري أي عرض للإنتاج أو التوزيع، وأري أن إنتاجي لنفسي مهم لكي أتحكم في شكل ومضمون ما أقدمه.. بينما عندما أتعاقد مع منتج يكون دافعاً لي فلوس ولازم أرضيه. وماذا عن وضع الألحان لأغانيك، هل يأخذ هذا وقتًا وجهدًا؟ - نعم فهو من الأسباب الرئيسية التي تؤخرني ولكن التلحين في الوقت الحالي أصبح سبوبة وأكل عيش عند أغلب الملحنين وأغلب الألحان لا تتماشي مع اللون الذي أريد تقديمه ولو أنني كررت لحناً أو نفس التوزيع اللحني في أي أغنية فمن حق الجمهور انتقادي. وماذا عن الألبومات الدينية؟ - لقد أشاع البعض أنني لم أقدم سوي اللون الديني وأنني اعتزلت لإيماني بحرمانية الفن وهذا كله ليس صحيحًا.. فأنا قدمت ألبومين دينيين وحققا نجاحًا كبيرًا.. ولكن ليس معني ذلك أنني أدعيت التدين مثلاً أو أني سأنفصل عن الغناء.. لكن كل ما حدث أنني أردت تقديم كل أشكال الفن بمختلف الألوان. هل قمت باختيار أغان لتصويرها بطريقة الفيديو كليب؟ - ليس حتي الآن ولكني أعتقد أن هناك أغاني محددة أعجب بها الكثير من الجمهور الذي استمع للألبوم قبل نزوله للأسواق وهي «مش ندمان» و«إسكندرية» و«غصب عنك» والتي ستكون غالبًا دويتو مع فنانة مفاجأة.. وفي كل الأحوال سأقوم بتقديم كليب يتناسب مع توجهاتي حيث إن الكليب من وجهة نظري هو تمثيلية صغيرة معبرة عن كلمات الأغنية، فلو قام المشاهد بخفض صوت التليفزيون.. يفهم قصة الأغنية من المشاهد والأحداث التي تدور أمامه. وكيف سيكون تواصلك مع الجمهور بعد كل هذه الفترة من الغياب؟ - تعلمت أشياء عديدة وقمت بسماع اقتراحات حول إصدار أغاني سينجل كل فترة حتي أستطيع أن انتهي من تكاليف الألبوم القادم.. كما أنني صممت الموقع الإلكتروني الخاص بي والذي يحمل مختلف الأغاني التي قدمتها لكي أحاول التواصل مع الشباب الإلكتروني.. كما اقترح علي البعض القيام بضم الأغاني الجديدة التي قدمتها في الحفلات وطرحها في ألبوم جديد، ولكن هذا الاقتراح لايزال في مرحلة الدراسة. وماذا عن عودتك للسينما؟ - بالفعل هناك مشروع لفيلم جديد لا أستطيع الحديث عن تفاصيله حتي الآن ولكنه سيتم الإعلان عنه قريبًا.. والمشكلة في السينما بالنسبة لي أن المنتجين يطلبون الشخص بالاسم.. كما أن الموضوع بشكل عام أصبح علاقات بين المنتجين والفنانين أكثر منه موهبة وتناسباً مع الدور، وكل ما يهمني الآن هو رؤية المخرجين لي كممثل وليس مطرباً فقط، فأنا نجحت كممثل فقط من خلال دوري في مسلسل «الإمام الشافعي» من قبل.