حالة من الغليان تسيطر على الوسط الفنى حاليًا فى ظل التصريحات النارية التى أطلقها بعض الإسلاميين تجاههم مؤخرًا، واستبعاد العديد من الشخصيات الفنية والأدبية الهامة من المشهود لهم بالفكر المستنير، فى حين تمت الاستعانة بأشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية فقط، بينما تم وضع إيمان البحر درويش ضمن 20 اسمًا احتياطيًا.
رغم أن الدستور الجديد ينبغى أن يشارك فيه ممثلون لمختلف فئات وأطياف الشعب حتى يعبر عن جميع المصريين، لذا قرر العديد من الفنانين والمبدعين إعلان التحدى وإصرارهم على المشاركة فى ابتكار دستور مواز باعتبار الفن أحد أهم الأدوات التى ساهمت فى اشعال ثورة 25 يناير وتحريك الشعب ضد الظلم والفساد، بجانب دور الفنانين فى صنع الأحداث.
فمن جانبه أكد المنتج محمد العدل أحد مؤسسى جبهة الابداع أن الوقفة الاحتجاجية التى قام بها أعضاء الجبهة بمشاركة العديد من الأطياف السياسية المختلفة ليست وسيلة الاعتراض الوحيدة على عدم دستورية مشاركة أعضاء مجلس الشعب فى وضع الدستور، وإنما تم رفع دعوى قضائية شارك فيها 1000 شخصية لإبطال هذه القرار.
وطالب العدل بانضمام كل المواطنين الشرفاء للجبهة فى مواجهة الإخوان والإسلاميين حتى لا تلعنا الأجيال القادمة بعد عشرات السنين خاصة إذا قام أغلبية الإخوان بوضع الدستور الذى سيشكل حياة المصريين لمئات السنين.
وأشار العدل إلي أنه على الرغم من هذه الوقفات الاحتجاجية التى تندد بما حدث فى اختيار المشاركين فى اللجنة التأسيسية للدستور إلا أن جلسة مجلس الشعب التى انعقدت السبت الماضى استمرت وكأنه لا يحدث شىء خارج قبة البرلمان.
أما المخرج عمر عبدالعزيز وكيل نقابة السينمائيين فاعتبر أن رفض دخول أعضاء من جبهة الابداع والفنانين فى وضع الدستور ما هو إلا تهميش لدور الفن وتابع: لكننا سنظل وراء الحرية الحقيقية حتى ننالها ويتم وضع الدستور من خلال كل طوائف الشعب المصرى ومنهم المبدعون والفنانون ولن نسمح أن تضع الدستور فئة بعينها بمفردها وإلا فما فائدة قيامنا بثورة عظيمة راح ضحيتها شهداء من أجل رفعة المجتمع. وأضاف عبدالعزيز: حتى نسبة 50٪ من نواب المجلس، والتى تعكس دستورًا إخوانيًا بحتًا لن نقبل بها إ لا فى حالة أن يتوافق المجتمع على نسبة ال50٪ المتبقية وإلا ستظل هذه المظاهرات والوقفات الاحتجاجية لأن الدستور هو الأرض الصلبة التى سنواجه بها أى شخص يفكر فى سرقة مصر بعد ذلك، ولا يعقل أن نتركه لفئة بعينها لأنه صمام الأمان لمصر، ومن ركائز الثورة التى قمنا بها، وإذا فقدنا شهداء جددًا من أجل الدستور فلا مانع من ذلك.
علي إدريس
وأكد المخرج على إدريس أن المخرج الوحيد للأزمة هو إعادة انتخابات مجلس الشعب لتشمل 500 كرسى لكن الطوائف ما بين الوفدوالإخوان والليبراليين والمسيحيين حتى يكون الدستور شاملا لجميع الأطياف ويتم فرض قوانين تمنع الدعاية الانتخابية وتجاوزاتها ولكن ما دون ذلك فلا يوجد أى أمل فى الإصلاح. وتابع إدريس: عندما قمنا بوقفة احتجاجية صباح السبت 24 مارس لم يحضرها سوى 120 فردًا وهذا يعكس مدى سلبية المجتمع ويبدو أننا سنبدأ الطريق من أوله.
واستنكر إدريس سبب ترك الجيش والشعب لمجلس الشعب الحالى يعيش كما يشاء ويتحدث فى الفاكهة والأكل والشرف وأكد أنه يشعر بتشاؤم شديد على مستقبل مصر فى حالة استمرار المجلس الحالى على وضعه وعدم حله لأن الدستور على هذه الأساس سيصبح غير توافقي.
وعلى الجانب الآخر أوضح المخرج داود عبدالسيد أن الأزمة ليست فى عدم تمثيل الأقباط فى اللجنة التأسيسية للدستور بشكل كاف ولكن الأزمة الحقيقية هى عدم تمثيل المصريين جميعًا بشكل كاف فى هذه اللجنة و يبدو أن أزمات الأقباط لن تنتهى فىمصر وأضاف عبدالسيد لست بصدد الحديث عن الأقباط والمسلمين ولكننى أتحدث عن المصريين بوجه عام لأن ما يتم بناء الدستور عليه لا ينذر بأننا بصدد دولة القانون التى قمنا بعمل الثورة من أجلها، خاصة أن الشكل الذى يتم اتباعه فى عمل هذا الدستور ليس به أى نوع من التوافق المنشود والذى يعبر عن كل الفئات والشرائح التى يتكون منها النسيج المصري. ونفى عبدالسيد أن يكون انزعاجه فى الأساس لعدم وجود عناصر من الأقباط بشكل كاف فى تأسيسية الدستور موضحًا أنه فى كثير من الأحيان يستطيع المصرى المسلم أن يعبر عن مطالب القبطى والعكس صحيح فى أوقات متعددة.
دواد عبدالسيد وأشار عبدالسيد إلى أن جبهة الإبداع قررت مقاطعة اللجنة التأسيسية الحالية للدستور تمامًا لأنها لجنة مرفوضة، وأكد أن الضغط سيستمر على كل من أشرف عبدالغفور وإيمان البحر درويش حتى ينسحبا من هذه اللجنة رغم أن احتمالية استجابتهما لهذه المطالب ضعيفة جدًا.
وفجر عبدالسيد مفاجأة من العيار الثقيل مؤكدًا أن الجبهة تسعى بالتنسيق مع بعض الجهات الليبرالية والمبدعين إلى تأسيس دستور آخر مواز، ومع أن هذا الدستور غير قانونى إلا أنه سيتم الإعلان عنه بشكل إعلامى ليوضح ثغرات ومشاكل الدستور الأصلى.
وأضاف عبدالسيد أن الحل الوحيد هو حل هذا البرلمان غير الدستورى لأن ما يحدث ما هو إلا لهو وديكور وسنسير فى قضيتنا ونقوم بعمل مسيرات احتجاجية حتى تسقط هذه اللجنة التأسيسية.
ومن جانبه رفض الفنان أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية انسحابه من اللجنة التأسيسية للدستور بعد مطالبات جبهة الإبداع بذلك وقال: نحن كفنانين تقدمنا ب25 شخصية للمشاركة فى وضع الدستور من ضمن عشرات الشخصيات وعندما يختارون منا اثنين سواء كنت أنا أو زميلى إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين فهذا فى حد ذاته انتصار، إلى جانب أن هناك قضية متطورة فى محكمة القضاء الإدارى وحكمها هو الذى سيحدد مدى شرعية اللجنة التأسيسية للدستور واستمرارها فى عملها أو إلغائها لذلك اللجنة لم تجتمع إلا بعد الحكم فى القضية.
وأشار عبدالغفور إلى أن الوقفات الاحتجاجية لن تفيد فى شىء بدليل أنه فى الوقت الذى خرجت فيه مظاهرات تندد بنسبة مشاركة البرلمانيين فى وضع الدستور كان مجلس الشعب يجتمع ويختار ال100 شخصية التى ستقوم بوضع الدستور. وقال أحمد رمضان عضو مجلس إدارة نقابة الموسيقيين إن البلد مقبل على ثورة جديدة بسبب ما يحدث من أحداث. وتابع: نحن غير راضين عن مشاركة 50٪ من الإخوان لوضع الدستور ونتساءل: ما هو المخطط وراء هذا؟ ولماذا هم وحدهم الذين يشرعون القانون وأعتقد أن الثورة يتم إجهاضها بسبب اتفاق الإخوان مع المجلس العسكرى ضد الشعب حتى يحصلوا وحدهم على مكتسبات الثورة، ويجب أن نلحق البلد قبل حرقها، لذا سوف نعقد اجتماعا عاجلا داخل نقابة الموسيقيينبعد عودة النقيب من الكويت حتى نقرر ما سنفعله فى حالة عدم استجابة المجلس العسكرى لمطالبهم ولدينا ممثل عن النقابة فى جبهة الإبداع وهو الأستاذ خالد بيومى أمين صندوق النقابة الذى يتابع معهم آخر التطورات ويجب على جميع النقابات التحرك لأننا 22 نقابة مهنية فى مصر وهو رقم لا يستهان به.
