** كلما عجز فريق عن التسجيل أو الفوز خاصة الأهلى أو الزمالك أو الإسماعيلى.. وكانوا يلعبون برأس حربة واحد، تخرج التساؤلات والاتهامات للأجهزة الفنية وكلها تدور حول استفهام رئيسى وهو لماذا لم يلعب المدرب برأسى حربة أى بمهاجمين اثنين صريحين ولديه فلان وعلان وغيرهما من المهاجمين؟ وقد يكون السؤال عامًا: أيهما أفيد للفريق أن يلعب المدرب بمهاجم واحد فقط أم بم...هاجمين؟.. وقلنا ونكرر أن العبرة ليست بعدد المهاجمين ولا عدد المدافعين ولو بطريقة توزيع اللاعبين فى الملعب ولكن بأسلوب اللعب وبالتحركات والقدرات على تنفيذ المهام داخل المستطيل بالإضافة إلى القدرات الخاصة لبعض اللاعبين والتى تساعد على تطبيق فكر المدرب وهدفه من المباراة.. ولنضرب مثلاً بالأهلى فى مباراته الأخيرة أمام الجونة.. فى الشوط الأول لعب بمهاجم واحد صريح وهو عماد متعب وتحته ثلاثى وسط هجومى وهم عبد الله السعيد وأبو تريكة ومحمد جدو بطريقة 4-2-3-1 وفى هذا الشوط كان الأهلى هو الأخطر والأكثر سيطرة والأكثر هجومًا وإضاعة للفرص ونجح فى تسجيل هدف عن طريق المهاجم الأوحد عماد متعب خرج به الفريق فائزًا، وفى الشوط الثانى وبعد تعادل الجونة قام جوزيه بتعديل طريقة اللعب ودفع باثنين من المهاجمين وهما جونيور ودومينيك وأصبح يلعب داخل الصندوق بمهاجمين صريحين وهما متعب ودومينيك وتحتهما جونيور وعبدالله السعيد ومع هذه الزحمة الهجومية لم نر خطورة أو سيطرة أو حتى فرصة واحدة للتهديف بل إن الجونة لو كانت لديه أى رغبة فى تحقيق الفوز لفعلها عن طريق الهجمات المرتدة ولكنه لجأ إلى التأمين الدفاعى المنظم حفاظًا على التعادل والخروج بنقطة وهو الأمر الذى اعترف به أنور سلامة بعد المباراة!.. ولو نظرنا إلى فريق مثل ريال مدريد مثلاً لوجدنا أنه يلعب بنفس الطريقة وهى 4-2-3-1 بثنائى ارتكاز هما تشابى ألونسو وسامى خضيرة وأمامهما ثلاثى وسط هجومى دى ماريا وكاكا وكريستيانو رونالدو ومهاجم وحيد وهو هجواين أو كريم بنزيمة، ونجد السيطرة والكرة الهجومية وغزارة الأهداف وتوالى الفرص، حتى برشلونة فى الموسم الماضى كان يلعب بنفس الأسلوب بثنائى ارتكاز هما تشابى فرنانديز وبوسكيتيس وأمامهما ثلاثى الوسط الهجومى بيدرو وميسى وإنيستا ومهاجم هو دافيد فيا وكنا نرى هجوم التتار وأهدافًا لاتعد وفرصًا لا تحصى!.. الشاهد أنه ليس مهمًا أن تلعب بأى طريقة ولكن المهم كيف ستنفذها وليس مهمًا عدد المهاجمين فى الملعب ولكن المهم كيف سيتحركون وكيف سيتم تمويلهم ودعمهم وليس مهمًا عدد المدافعين ولكن المهم كيف يتمركزون؟!.. ولو عدنا للأهلى نقول إنه عندما دفع بكل المهاجمين لم نشعر بمهمة محددة لكل لاعب منهم وفى نفس الوقت لم يكن هناك أى خط للإمداد والتمويل لهم، لم يكن هناك العقل المفكر الذى يقوم بتشغيل هؤلاء خاصة بعد خروج أبو تريكة ومن بعده حسام غالى الذى صنع هدف الأهلي بتمريرة سحرية لعبد الله السعيد ومنه لعماد متعب!.. ولو انتقلنا لفريق الجونة لوجدنا أن أنور سلامة بدأ بطريقة 4-3-2-1 ومع بداية الشوط الثانى وهو مهزوم بهدف وجدناه يجرى تغييرًا البعض اندهش له فقد سحب لاعب وسط مهاجم وهو أحمد عمران وأشرك مدافعًا وهو فيلكس أوزو ودفع به فى مركز الليبرو ليلعب بخمسة مدافعين ووجدنا الجونة قد تحول وأصبح أكثر سيطرة على وسط الملعب وأكثر نظامًا وترابطًا بين خطوطه بل وسجل هدف التعادل، هذا يؤكد ما نقصده بأن الأهم هو التوظيف الجيد للاعبين فى الملعب واستغلال قدرات كل لاعب وإمكاناته وتوظيفها لخدمة الطريقة أو التكتيك الذى يريد المدرب تنفيذه ولذلك كان هذا التغيير لأنور سلامة هو أهم تغييرات المباراة فى الفريقين وأتى بثماره مع أن الرجل لم يدفع بمهاجم ولكن بمدافع وهو مهزوم ومع ذلك نجح فى التعادل وحافظ عليه لأن المهم عنده لم يكن زيادة عدد المهاجمين شكلاً ورسمًا بل المهم هو كيف يستعيد وسط الملعب من الأهلى ويؤمن دفاعاته ويستحوذ أكثر على الكرة بسرعة استردادها من المنافس عند فقدها ليكون بعدها قادرًا على بدء الهجمات!.. أما حكاية التعادل فى مباراتين فى بداية الموسم واتهامات مبكرة للجهاز الفنى واللاعبين فهذا أمر غريب فالموسم مازال طويلاً ولا ننسى أن الأهلى حصل على بطولة الدورى الموسم الماضى وقد تعادل فى 13 مباراة!. وفى لقاء الإسماعيلى على ملعبه مع الاتحاد كان التعادل هو العنوان.. وفى مباراة الزمالك مع طلائع الجيش كان التعادل بنفس النتيجة هو المحصلة للقاء، وفى الشوط الأول لعب الزمالك بمهاجم وحيد هو عمرو زكى وسجل الزمالك وفى الشوط الثانى رغم أن الزمالك لعب بمهاجمين أساسيين هما عمرو زكى وأحمد جعفر لم ينجح فى وجودهما فى تسجيل أى هدف لا عن طريقهما ولا عن طريق غيرهما!.. ويبدو أن نتائج الكبار الأهلى والزمالك والإسماعيلى جاءت لتؤكد على ما ندلل عليه.. على الجانب الآخر لعب إنبى أمام الداخلية برأس حربة وحيد هو أحمد عبد الظاهر وظل متأخرًا 1/2 وبعد الدفع بالمهاجم ديفونيه كرأس حربة بجوار أحمد عبد الظاهر تمكن ديفونيه من تسجيل هدفين متتاليين ليخرج فريقه فائزًا 3/2 بعد أن كان مهزومًا.. ومرة أخرى تأتى النتيجة لتؤكد أن العبرة ليست بالشكل ولكن بالمضمون.. أى ليست بشكل توزيع اللاعبين فى الملعب ولكن بالقدرة على التنفيذ وبالقدرات الخاصة للاعبين مع الوضع فى الاعتبار التوفيق وعدمه فى حسم كثير من النتائج. ** فى الوقت الذى كان فيه الأهلى والزمالك يبحثان عن مهاجم أفريقى هداف.. فإن بوبا النيجيرى المنتقل من الشرطة إلى الجونة سجل 46 هدفًا حتى الآن فى الدورى من خلال الفرق التى لعب لها، وسجل بابا أركو الغانى مهاجم طلائع الجيش 42 هدفًا فى الدورى.. للعلم فقط!