قدمت الكرة المصرية خلال الفترة القصيرة الماضية عدداً كبيراً من اللاعبين المميزين الذين غزوا الملاعب الأوروبية باحثين عن الشهرة والمال في ظل ظروف صعبة تشهدها الرياضة المصرية من توقف للنشاط وأزمات مالية تعيشها أندية مصر فضلاً عن توتر للأوضاع السياسية في البلاد. ويبقي النجاح أو الفشل شاهدان علي تجارب اللاعبين المصريين في ملاعب أوروبا , فمنهم من استطاع أن يفرض اسمه علي تشكيل فريقه بأدائه المميز ومستواه الرائع , ومنهم من اكتفي بالتمثيل المشرف وفضل جني المال ,وهناك من وقفت الظروف حائلاً أمام نجاحه مع الفريق رغم إمكانياته الرائعة. وبات محمد صلاح المحترف في فريق بازل السويسري أبرز اللاعبين المصريين المحترفين في أوروبا , فتمكن صاحب ال"21" عاماً في فترة قصيرة أن يلفت أنظار العالم إليه بعد أن قاد فريقه لصدارة الدوري السويسري , ووصافة مجموعته في بطولة دوري أبطال أوروبا من خلال أهدافه المميزة وأدائه الراقي خلال الفترة الحالية. ونجح "الفرعون المصري" كما يلقبونه في تسجيل خمسة أهداف لفريقه في البطولة الأهم علي مستوي الأندية بطولة دوري أبطال أوروبا ليحتل المركز الرابع في قائمة هدافي البطولة , بل ولم يكتفي بذلك فاقترب صلاح من تخطي رقم ميسي العالمي بعد أن جاء في المركز السادس في ترتيب هدافي العالم هذا الموسم برصيد 14 هدف بفارق هدف واحد عن الأرجنتيني ليونيل ميسي صاحب المركز الخامس , وبفضل هذا التألق أصبح مطلوباً في عدد من عمالقة أوروبا مثل اليوفنتوس وتوتنهام وليفربول وغيرها من الأندية.
وفي نفس الفريق نجد محمد النني اللاعب الشاب الذي يحبو نحو النجومية علي استحياء , ويبذل جهداً كبيراً ليفرض اسمه في ملاعب أوروبا ولكن يبدو أن تألق زميله صلاح قد جعل الجمهور يغفل عن دور النني في خط وسط بازل ولكن بفضل سنه الصغير يتوقع خبراء الكرة أن يتألق في ملاعب أوروبا خلال السنوات المقبلة. وفي الدوري السويسري ايضاً هناك المتألق محمود عبد المنعم كهربا لاعب فريق لوزيرن وكما يصفونه ب"الجوكر" والذي ينتهج طريق "صلاح" نحو النجومية بأهدافه الرائعة ومستواه المميز مع فريقه والذي يتوقع أن يكون من أفضل المحترفين المصريين بالدوريات الأوروبية. وفي الدوري الانجليزي نجد الثنائي أحمد المحمدي ومحمد ناجي جدو المحترفان بفريق هال سيتي والذين صعدا به للدور الانجليزي الممتاز بعد موسم ناجح في دوري الدرجة "الأولي" الموسم الماضي. أصبح المحمدي واحد من العناصر الأساسية في فريق هال سيتي بعد تألقه مع الفريق الانجليزي ف الموسم الماضي ومساهمته الكبيرة في تأهل الفريق للدوري الانجليزي الممتاز , علي الرغم من تراجع مستواه لدرجة كبيرة في الفترة الأخيرة لكنه يحافظ علي مكانه في تشكيل الفريق. أما زميله جدو الذي بدأ موسم رائع مع "النمور" العام الماضي وتوقع البعض أن يكون هداف الفريق جاءت الإصابة لتقف أمام قطار نجاح اللاعب في انجلترا والذي دعمه أدائه الرائع ليعود للفريق من جديد علي الرغم من انتهاء فترة إعارته في رحلة للبحث عن الذات ويأمل مسئولي النادي أن يعود للتألق ويقود الفريق للأمام في "البريميرليج" هذا الموسم. وهناك من اللاعبين المصريين الذين يقدموا اداءاً جيداُ في ظل الإمكانيات المتاحة لأنديتهم وقوة الدوريات التي يلعبون بها في مقدمتهم ثلاثي ليرس البلجيكي حسام غالي , وأحمد سمير فرج , واحمد ياسر , وهناك أيضا المتألق أحمد كوكا لاعب ريو أفي البرتغالي والذي يحتاج أن يكون في نادي أفضل لإمكانياته العالية , وعلي غزال لاعب ناسيونال ماديرا البرتغالي , ولكن هؤلاء يجتهدوا قدر المستطاع قد يكون ذلك من أجل المال أو الحصول علي فرصة أفضل في أندية أقوي في الفترة المقبلة. ومن ناحية أخري نجد القدر قد منع بعض اللاعبين المصريين من التألق رغم إمكانياتهم الرائعة في مقدمتهم أحمد حجازي المدافع الصلب المحترف في فيرونتينا الايطالي الذي أبعدته إصابته بقطع في الرباط الصليبي عن الأضواء لفترة كبيرة , كما أن هناك من اللاعبين من منعهم قلة شهرة أنديتهم وضعف الدوريات التي يلعبون بها أو ضعف إمكانياتهم لاختفائهم من علي الساحة أمثال دودي الجباس , وشريف أشرف , وأمير عزمي مجاهد ,وأدم العبد. وفي النهاية نستطيع أن نؤكد أن الكرة المصرية هي المستفيد الأكبر من هذه التجارب التي تدعم منتخبنا الوطني في المسابقات القارية. شاهد صلاح المتألق .. شاهد كهربا الرائع .. شاهد أهداف جدو ..