أصبح نجم الشباك للكرة المصرية ورغم صغر سنه لكنه بات معشوق الجماهير بأهدافه السحرية المؤثرة مع المنتخب الوطنى فى مشواره بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم. إنه محمد صلاح المحترف فى بازل السويسرى، الذى قاد المنتخب للفوز على زيمبابوى بأربعة أهداف مقابل هدفين، وكان نصيبه منها ثلاثة أهداف وصنع أيضاً الرابع لأبوتريكة. فى هذا الحوار تحدث صلاح عن أحلامه، ورأيه فى الواقع المصرى، ومصيره مع بازل السويسرى. صلاح اكد ان جميع اللاعبين مش عاوزين يقعدوا فى مصر بسبب الأوضاع السيئة التى تمر بها البلاد. وقال صلاح فى حوار مطول مع جريدة المصرى اليوم "للأسف الكرة المصرية "باظت" ومافيهاش أمل مما جعل اللاعبين يسعون جميعاً للاحتراف فى الخارج". وجاء نص الحوار كالتالى.. ■ فى البداية سألناه هل اقترب المنتخب من تحقيق حلم الصعود للمونديال؟ لايزال الحلم أمامه الكثير ليتحقق، فنحن مازلنا فى المرحلة الأولى من التصفيات، وقطعنا منها حوالى 70%، ولا يزال أمامنا مرحلة ثانية ولكن الفريق نجح وباقتدار فى الحصول على 12 نقطة كاملة من المباريات الأربع الماضية، وهذا أمر يعد إيجابياً جداً لنا فى تلك المرحلة، وقد اتفقنا جميعاً على طى الصفحة السابقة ولايشغل بالنا حالياً إلا مواجهة موزمبيق التى نسعى لتحقيق الفوز بها لتحقيق العلامة الكاملة من النقاط. ■ هل تشعر بالخوف من عدم الصعود للمونديال؟ كلنا خايفين من عدم النجاح فى المهمة لكننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق حلمنا باللعب فى المونديال المقبل مع اللاعبين الكبار الموجودين حالياً بالفريق ولكى أشاركهم فرحتهم بالصعود للمونديال، خصوصاً أنها الفرصة الأخيرة بالنسبة لهم، ومنهم أبوتريكة ووائل جمعة صاحب الخبرات الكبيرة، وأنا أعتبر نفسى محظوظاً جداً لتواجدى معهم فى فريق واحد على الرغم من أننى كنت أحلم بمجرد رؤيتهم فى الشارع، وعندما كنت ألعب فى المقاولون لم أتخيل أنه سيأتى اليوم الذى سألعب إلى جوارهم فى المنتخب. ■ وهل تعتقد أنك بعد أهدافك الثلاثة أمام زيمبابوى انضممت إلى عظماء الكرة المصرية؟ أنا لسه بدرى علىّ، وأعترف بأن ما وصلت إليه الآن بفضل من ساعدونى من زملائى أصحاب الخبرات أمثال الحضرى وأبوتريكة وجمعة وأحمد حسن وحسنى عبد ربه وفتح الله وعبد الواحد السيد، فجميعهم وقفوا إلى جوارى حتى وصلت إلى هذا المستوى الدولى، ولا يمكننى بأى حال من الأحوال أن أقول إنى بدأت أنضم إلى قائمة هؤلاء النجوم، فلا يزال الطريق أمامى طويلاً، ولكننى بدأت أخطو أولى خطوات النجومية، والتى أتمنى أن أحافظ عليها ولا أفرط فيها أبداً. ■ هل كنت تتوقع تسجيل ثلاثة أهداف فى هذه المباراة؟ على الرغم من أنى سجلت هاتريك لكننى لم أفكر فى هذا الأمر على الإطلاق وكل تفكيرى ليلة المباراة وقبلها كان منصباً على كيفية التعاون مع زملائى لتحقيق النصر، والتقدم خطوة كبيرة نحو الصعود كأول المجموعة، ولكن زميلى أحمد الشناوى توقع تسجيلى للأهداف الثلاثة، وقال لى بالحرف الواحد قبل المباراة ستسجل يا صلاح أكثر من هدف فى تلك المباراة، وأخذت كلامه على محمل التهريج ولكن صدقت توقعاته. ■ لكن ألا ترى أننا لدينا أزمة فى رؤوس الحربة؟ بالفعل نحن نعانى أزمة تتمثل فى ندرة المهاجمين، وأنا شخصياً أفتقد وجود عماد متعب إلى جوارى، لأنه رأس حربة من طراز فريد، وساعدنى كثيراً خلال المباريات التى شارك فيها إلى جوارى، وأبرزها مشاركته معى فى الأوليمبياد، حيث كان يفتح الطريق أمامى بتحركاته الواعية وأتمنى أن يعود سريعاً ليكون إضافة قوية لنا خلال الفترة المقبلة، ولكن يجب ألا ننسى وجود الثنائى أحمد جعفر وأحمد حسن مكى اللذين يعدان من أفضل المهاجمين فى مصر حالياً. ■ هل ستستمر فى بازل أم أنك نويت الرحيل إلى ناد آخر؟ بقائى فى بازل أو رحيلى يتوقف على عدة عوامل أهمها مشاركتى بصورة أساسية مع الفريق الذى سأنضم إليه، لأننى أفضل البقاء فى بازل، واللعب أساسياً كما يحدث الآن عن الانتقال لنادٍ أكبر وألازم دكة بدلائه، فالفلوس لا تشغل بالى وكل ما أفكر فيه هو اللعب فقط ومن بعده يأتى كل شىء سواء الفلوس أو الشهرة والنجومية. ■ سمعنا عن تلقيك عروضاً من بعض الأندية الكبيرة خلال الفترة الأخيرة ما صحة ذلك؟ بالفعل لقد تلقى بازل عدة عروض لشرائى أهمها من أحد الأندية المتقدمة فى الدورى الإنجليزى، بالإضافة إلى بعض العروض الأخرى وإن شاء الله سأجلس مع مسؤولى النادى نهاية الأسبوع المقبل للتشاور فى هذا الأمر، لأننى لن أخطو خطوة واحدة إلا من خلالهم لارتباطى بعقد، فضلا عن احترامى الشديد لهم، خصوصاً أنهم السبب وراء تهافت الأندية على التعاقد معى. ■ وهل ترى أن بقاءك مع بازل يتناسب مع طموحاتك الآن؟ بازل يعد أفضل محطة انطلق منها إلى الأندية الأوروبية الكبيرة، حيث إنه يعد من الأندية المعروفة فى أوروبا والتى تراقبها العيون جيداً، ومن خلاله يشاهدنى الجميع فى مختلف أنحاء العالم، ولكن المشكلة أن المصريين لم يكونوا يعرفون بازل، ولكننى أنا وزميلى محمد الننى نجحنا فى صناعة شعبية له فى مصر بفضل تألقنا معه وظهورنا بمستوى طيب خلال المباريات التى شاركنا فيها مما جعل المصريين يتابعون مبارياتنا معه وكأنها مباريات للمنتخب وهذه أمور أسعدتنا للغاية، والحمد لله لقد فرق الاحتراف فى بازل معى كثيراً وساعدنى على صقل موهبتى، حيث إن حياة الاحتراف مختلفة تماماً عن حياة الهواية، والاحتراف التزام، وهو أمر سهل وصعب فى نفس الوقت، وأنا الحمد لله أجتهد لتقديم أفضل ما لدى للنادى وللمنتخب. ■ ومارأيك فى رغبة معظم لاعبى مصر فى الرحيل للاحتراف؟ جميع اللاعبين مش عاوزين يقعدوا فى مصر بسبب الأوضاع السيئة التى تمر بها البلاد، وللأسف الكرة المصرية «باظت» ومافيهاش أمل مما جعلهم يسعون جميعاً للاحتراف فى الخارج، خصوصاً بعد الأزمات التى أدت لحرمان الجماهير من حضور المباريات، مما أفقد اللاعبين الإحساس بحلاوة اللعب وجعلهم يبحثون عن تلك المتعة فى أى بلد حتى ولو هايلعبوا فى الإمارات أمام 1000 متفرج فقط، لأن الكرة من غير جمهور مالهاش طعم. ■ ومن تعتقد أنه سيرحل للاحتراف؟ أبرزهم محمد إبراهيم لاعب الزمالك الذى تلقى عرضاً مغرياً من أحد الأندية الأوروبية ويتكتم عليه لحين إنهاء الاتفاق مع مسؤولى ناديه على إتمامه وقد سبق لى أن تحدثت مع كابتن حازم إمام كى لا يقفوا أمام رغبته، فأكد لى أن الزمالك سيساعده على الاحتراف إذا كان العرض مناسباً له وللنادى. ■ ما أصعب اللحظات التى مرت عليك خلال تواجدك مع المنتخب فى هرارى؟ اللحظة التى غادر فيها عبد الواحد السيد الفندق، وكنا وقتها نحتفل بالفوز وتأثرت كثيراً برحيله فى هذا التوقيت، وكنت أتمنى تواجده معنا حتى انتهاء مباراة موزمبيق، ولكن إصابته حالت دون ذلك وبإذن الله يعود لنا سريعاً ويكمل معنا مسيرتنا نحو التأهل للمونديال. ■ وهل انتابك القلق على الفريق بعد إصابة عبد الواحد؟ حزنت بشدة لإصابته، ولكنى لم أقلق لأننى أثق جيداً فى قدرات شريف إكرامى لأنه حارس متميز وقدم موسماً من أفضل المواسم له مع الأهلى وظهر معنا بمستوى متميز طوال فترة انضمامه للمنتخب، هذا بالإضافة إلى وجود الشناوى وهو حارس متميز، وإن كان لم يشارك مع الزمالك طوال الفترة الماضية فى ظل وجود عبد الواحد إلا أن هذا لن يقلل من مستواه على الإطلاق، حيث إنه من أفضل الحراس الصاعدين فى تاريخ الكرة المصرية. ■ ومارأيك فى الأحداث السياسية؟ على الرغم من تواجدى فى سويسرا لكننى أتابع جيداً ما يحدث فى مصر من خلال التليفزيون وهو أمر يقلقنى على مستقبل بلدى، ولكن بإذن الله مصر محروسه ولن تنهار أبداً وستعود أفضل مما كانت عليه.