الدراسة في المدارس والجامعات.. مشوار جديد مع معاناة الدروس الخصوصية وارهاق جيوب الأهالي الذين ينظرون إلي مستقبل أبنائهم، وفي سبيله يهون كل شيء. الدلائل والمؤشرات تقول أن د.أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم وضع استراتيجية لاعادة الالتزام للمنظومة التعليمية.. الاداري منها والفني، في اطار انضباطي لا يمكن أن يؤتي ثماره بين يوم وليلة. الكلام عن ضرورة عودة النظام في الادارات التعليمية التي كانت »ماشية علي الكيف« »هايل«.. وازالة »الحشو« من المناهج التي ترهق علي »الفاضي« رائع واعادة الروح بين أولياء الأمور والمدرسة أروع. بالتأكيد د.أحمد زكي بدر ورث تركة مرعبة، ويبذل جهودا طيبة للغاية.. وينوي بالفعل أن يصحح أوضاعا كثيرة تحتاج إلي وقت، لذلك ينبغي أن يتعاون معه الجميع، وأن يصبر الكل علي جني الثمار التي ستصب في صالح المجتمع، لاسيما انه لا يخلو بيت واحد في مصر من تلميذ يطمح أهله في أن يجدوه في المستقبل مواطنا ناجحا قادرا علي تحمل أعباء الحياة بوظيفة محترمة.. لا أن ينهي تعليمه ثم لا يجد عملا.. فيجلس علي القهوة أو الكافيه، أو »يتلم« علي »شلة« تقضي عليه. ولعل الرياضة في المدارس.. من القضايا التي ينبغي أن يضعها د.أحمد زكي بدر في حساباته، وأن يجعلها من أوليات اهتماماته ابتداء من هذا العام، لما لها من تأثير ايجابي للغاية علي تكوين الشخصية وعلي سلوكها.. ومن ثم علي مستقبله. لقد فشلت كل محاولات اعادة الروح للرياضة في المدارس.. وليس عودتها بالكامل لأن العملية »ظاطت«.. فتحولت الملاعب الي فصول، وتم إلغاء حصة التربية الرياضية، ولم يعد هناك دوري كما كان في السابق.. إلي آخر المأساة. واليوم.. ومن خلال تطوير منظومة التعليم في المدارس لابد أن توضع الرياضة في المكانة التي تليق بها، باعتبارها وسيلة تربوية، عصرية وحضارية للنشء الصغير الذي إذا »شب« علي شيء.. شاب عليه كما يقولون.. اما أن تظل النظرة سطحية لهذا المجال الخطير، فلن فلن تمضي المسيرة التنموية علي خير ما يرام. هناك اتحاد عام للمدارس تم انشاؤه منذ حوالي ثلاث سنوات وكان يرأسه د.يسري الجمل وزير التربية والتعليم السابق بحكم منصبه ودعمه المجلس المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر.. ولا أحد يسمع شيئا عن هذا الاتحاد. كانت هناك مدارس للموهوبين رياضيا انشأها د.عبدالمنعم عمارة منذ 81 عاما.. وحققت نجاحا كبيرا.. وتم نسفها.. رغم أنها رائعة في الفكرة، وهدفها هو تعويض القصور في المدارس التي لا تمارس الرياضة. والعجيب .. أن مخطط القضاء علي هذه المدارس للموهوبين كان لأن د.عمارة هو صاحب السبق في اقامتها بصورة عصرية، ولكن للأسف وبمرور الوقت تحولت إلي بؤر للفساد. اقترح علي د.أحمد زكي بدر ألا ينظر لمدارس الموهوبين فقط، وانما يفكر في أشياء غير تقليدية كان يقيم فصولا للمتفوقين رياضيا، أو لهؤلاء الذين يمكن أن يتفوقوا رياضيا، علي غرار فصول المتفوقين علميا التي اتت ثمارها زمان.. وأن يكون للتلاميذ الرياضيين تعامل خاص في الحضور والغياب والذي منه. بطبيعة الحال المدرسة هي أهم مؤسسة تنموية تربوية علي الاطلاق لأنها القاعدة الأساسية التي يقوم عليها البناء العصري للانسان.. وما الخراب والانحرافات والاختراقات التي مزقت نسيج المجتمع الا بسبب عدم التربية.. فلا أدب، ولا ذوق.. ولا محافظة علي التقاليد.. وانما تقليد أعمي لما يأتي من الغرب. أتمني أن يجد وزير التربية والتعليم الوسيلة التي يخفف بها عن كاهل التلميذ بمناهج تفي بالغرض في أضيق الحدود، علي أن يتم فتح الأبواب أمام الأنشطة التي تصقل الشخصية وتكشف عن المواهب مبكرا، مثل الموسيقي والرسم والأدب والفنون التشكيلية.. وغيرها. لقد مضي وقت طويل غابت فيه الحياة داخل المدرسة لأن المسئولين انصرفوا إلي »شغل تقليدي« أتي بالأعباء المادية والنفسية علي الأسرة لدرجة أن أصبح الانفاق »بالهبل« علي أمور كثيرة ليست لها نتائج مضمونة بدليل أن التلميذ يخرج من المدرسة ليلتحق بالجامعة ويكون كل هم أسرته أن يحصل علي شهادة حتي لو جلس في البيت أو علي القهوة ينتظر الفرج »بشغلانة« يأكل منها عيش. اقترح علي د.أحمد زكي بدر أن يفتح ملفات الرياضة المدرسية، وأن يضع يده في يد المهندس حسن صقر لتنفيذ برامج عصرية جديدة، وأن يبحث في حلول غير تقليدية تدفع الحركة الرياضية في المدرسة، وأن يسعي للاستفادة من آراء أولياء الامور، وأن يجد وسيلة بأي شكل من الأشكال لتوفير المناخ المناسب لأن تساهم المدرسة في صناعة الأبطال. المناهج ليست كل شيء. أسئلة حائرة: كيف يمكن السيطرة علي الحافز الرياضي في المدارس ليذهب فقط إلي من يستحق؟ ما هي الأسس التي يقوم عليها اختيار مدرس التربية الرياضة في المدارس؟ أين دوري المدارس الذي كان يكشف عن المواهب في الماضي؟ همسة انصراف الأهالي إلي مدارس لكرة القدم الخاصة يعني أن التعليم لم يعد في أولوياتهم.. هل وصلت؟.