في ساعات قلائل تغيرت الأوضاع..بعد حكم محكمة جنايات بورسعيد بالقصاص لشهداء مذبحة إستاد بورسعيد..وإحالة 21 من جملة المتهمين ال73 إلي فضيلة مفتي الجمهورية ..تحولت الأجواء المشحونة من جانب جماهير الألتراس وأسر الشهداء إلي حالة من الرضا تهيئ المناخ لاستئناف النشاط الكروي من جديد كان أهالي الشهداء في اجتماعهم مع جمال علام رئيس اتحاد الكرة وحسن فريد نائب رئيس الاتحاد قبل النطق بالحكم قد أكدوا أنه لا دوري قبل القصاص..وقد جاء القصاص ..يوم السبت الماضي وهاهو الدور علي الدوري ليعود..فهل تسير الأمور في مسارها الصحيح أم تحدث معوقات أخري خاصة وأن هناك طرفا أصيلا في بورسعيد لا يزال يطالب بمطالبه عبر المحكمة الرياضية.ومن خلال مظاهرات في المحافظة . عاشت أسرة كرة القدم حالة من الغموض بسبب ما ترتب علي أحداث إستاد بورسعيد ربما تكون المرة الأولي في تاريخ الكرة المصرية التي يظل فيها مصير المسابقة المحلية مجهولا حتي قبل ساعات قلائل من انطلاقها..ونحن نترقب أن يطلق " شبيه الدوري" يوم 2 فبراير المقبل ولم يكن أحد يستطيع التأكيد أن المباريات المحددة ستنطلق في موعدها لأن الغموض كان ولا يزال يكتنف كل شيء في مصر وليس النشاط الكروي فقط.. حتي بعد حكم المحكمة ..ولكن ما حدث في بورسعيد بعد إن أصدرت المحكمة حكمها وما سبقها من تهديدات وأيضا من جرائم وصلت إلي حد القتل في تظاهرات يوم 25 يناير في عدد من المحافظات يجعل لدي الأمن مخاوف. كان الاتحاد قد لجأ إلي حيلة إقامة مسابقة كروية بين فرق الدوري الممتاز من مجموعتين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في صناعة الكرة المصرية بعد أن وصلت الأوضاع إلي حافة الهاوية ليس فقط في الأندية ولكن في كل الجوانب المستفيدة من النشاط الكروي .. من الذاكرة للتذكرة كانت هناك محاولة سابقة لأن يقام الدوري بشكله المعتاد يوم 17 سبتمبر الماضي حيث تتباري الفرق ال18 المشاركة باللعب في مسابقة من دورين علي ملاعب القوات المسلحة ..ولكن تم التأجيل إلي 17 أكتوبر من العام الماضي ..ومر هذا التاريخ وبقي المصير مجهولا. تحدد يوم 30 ديسمبر الماضي لكي يكون الفرصة الأخيرة للدوري ..وقيل أنه سيقام اعتبارا من الأسبوع الثامن ..ولكن مرت الأيام وأصبح الجميع في انتظار حكم المحكمة الذي تحدد له يوم 26 يناير..وكان الترقب مستمرا ولكن جاء الحكم ليغير المواقف وينهي الشعار الذي رفعه الالتراس قبل الجلسة بأن "القصاص أو الفوضي" ..وظل هذا الشعار المرعب يتردد بل ونزل إلي الشارع يوم الأربعاء الماضي حيث قطع شباب الألتراس كوبري أكتوبر بعد أن حاصروا البورصة ..وأوقفوا حركة مترو الأنفاق لساعات مما قلل من فرص التفاؤل بعودة النشاط.. ولكن جاء الحكم وتحول موقف من رفض إقامة الدوري إلي المطالبة بالعودة للمدرجات ..والحضور للمباريات . طوق النجاة للعبة الشعبية كانت الأندية قد قبلت بالوضع الراهن وأن يقام الدوري من مجموعتين باعتباره أفضل الخيارات المتاحة ولأنه لا سبيل لإنقاذها من الوضع المتردي الذي وصلت أليه ماديا وفنيا إلا باللعب في أي مسابقة وأن عليها أن تتباري وأن تظهر في الإعلام وتحصل علي حقوق الرعاية المنخفضة بشدة في هذه الفترة وأن تستغل الطاقات المعطلة والتي ترتبط بعقود مالية لا تزال تكبد هذه الكيانات الرياضية مبالغ مالية كبيرة.. حتي وإن كانت مؤجلة السداد ولكنها في النهاية تمثل ديون تكبل مجالس إداراتها..وتهدد استمرارها في نشاطها لموسم أخر. كما أن إقامة البطولة أي كان شكلها هذا العام يعني إنقاذا للدوري في الموسم المقبل ..وأيضا لدوري الدرجة الأولي الذي من المفروض أن يصعد منه 3 أندية ..ولكي تستعد مصر لإقامة أول مسابقة للمحترفين في الموسم المقبل للتواكب مع تعليمات الاتحاد الأفريقي التي بدأت من هذا العام وتخلفت معظم الأندية عن ضربة البداية الاحترافية الأفريقية إلا الأهلي والزمالك والاسماعيلي وأنبي المشاركون في بطولتي أفريقا وحصلوا جميعا علي رخصة نادي محترف. ورغم أن هذه ليست المرة الأولي في تاريخ الكرة المصرية التي يقام فيها الدوري بنظام المجموعتين فقد لجأ اتحاد الكرة إلي هذا النظام الاضطراري 4 مرات من قبل إلا أنها المرة الأولي التي تعيش فيها الأندية و الاتحاد وحتي وزارة الرياضة هذه الحالة من الارتباك التي ظلت حتي يوم السبت الماضي حيث زادت فرص انطلاق المسابقة . لا تعديلات ..والجمهور يمتنع أكد المهندس محمود الشامي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمتحدث الرسمي للاتحاد أنه ستقام البطولة بنفس شروطها المعلنة من لجنة المسابقات وأنه لن يسمح بحضور الجماهير أو إقامة المباريات علي ملاعب غير المحددة مسبقا وأغلبها ملاعب المؤسسة العسكرية..وأضاف الشامي إذا كانت هناك محاولات لحضور الجماهير أو إقامة المباريات علي ملاعب الأندية في المحافظات المختلفة فسيتم دراستها مع الجهات المسئولة، ولكن في الوقت الحالي لن يكون هناك أي تعديل. وكانت لجنة المسابقات قد قسمت الأندية ال18 إلي مجموعتين : الأولي تضم أندية الأهلي وإنبي ووادي دجلة ومصر المقاصة وسموحة والجونة والإنتاج الحربي واتحاد الشرطة والاتحاد السكندري. بينما تضم الثانية الإسماعيلي والزمالك وغزل المحلة وبتروجيت وتليفونات بني سويف وطلائع الجيش والمقاولون العرب وحرس الحدود والداخلية. وبحضور ممثلي الأندية تم إجراء قرعة جدول الدوري بحضور عميد لاعبي العالم أحمد حسن والنجم إسلام الشاطر ..وجاءت مباريات الأسبوعين الأولين للدوري علي النحو التالي : الأسبوع الأول .. المجموعة الأولي غزل المحلة مع الاهلي وسموحة مع تليفونات بني سويف ووادي دجلة مع حرس الحدود والمقاصة مع انبي ولن يشارك الجونة في هذه البداية المجموعة الثانية يلعب الاسماعيلي مع طلائع الجيش والزمالك مع الاتحاد والإنتاج الحربي مع اتحاد الشرطة و المقاولون العرب مع الداخلية ولن يشارك بتروجت في هذا الأسبوع.