لعلها المرة الأولي التي نحاول فيها استثمار التفوق الكروي الكبير للمنتخب الوطن الاول.. الاتجاه جنوباً.. وتوظيف الشعبية الكروية للكرة المصرية في القارة السمراء هي المنظومة التي بدأ المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر مع اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر الاعتماد عليها في تقوية التواصل الشعبي مع دول حوض النيل. كانت النظرة السابقة للكرة المصرية وتفوقها اللافت للنظر في السنوات الأخيرة باحتكار لقب أكبر بطولة في القارة الافريقية تقتصر علي تنمية الموارد المادية للاتحاد من خلال رفع قيمة عقود الدعاية وغيرها من المصادر المالية. مع ارتفاع حدة أزمة دول حوض النيل وظهور تعقيدات في المفاوضات مع المسئولين الرسميين في بعض الدول أعضاء منظمة »الاندوجو« المنظمة التي تجمع دول المنبع والمصب لنهر النيل -بدأت الدولة المصرية في البحث عن سبل أخري لتوصيل وجهة النظر السليمة للقوي الشعبية والمؤثرة وتعميق الروابط مع الرأي العام في هذه الدول من خلال اساليب الدبلوماسية الناعمة.. ومنها بل وعلي رأسها كرة القدم. كانت فكرة إنشاء اتحاد كروي لدول حوض النيل قد تم طرحها قبل حوالي 3 شهور وبدأ المهندس هاني ابوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة المصري وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحادين الدولي والافريقي الاعداد لتنفيذها وعرض الأمر علي المهندس حسن صقر الذي لم يتوان لحظة في تقديم كل الدعم لكي تظهر الي النور وتؤدي رسالتها التي تهدف الي مد مزيد من الجسور بين دول شريان الحياة. تفادي التعارض مع »سيكافا« يبحث ابوريدة كيفية التغلب علي عقبة تعارض هذا الاتحاد المزمع انشاؤه مع اتحاد شرق ووسط افريقيا »سيكافا« التي تضم كل دول حوض النيل، حيث ان دخول مصر بثقلها الكروي ومكانتها في القارة السمراء علي مختلف الأصعدة الرياضية يمثل دعماً قوياً لاي منافسات رياضية تقام بين هذه الدول. وحتي يتبلور الشكل الرسمي لاتحاد دول حوض النيل بدأت الترتيبات والاتصالات لتنظيم لقاءات مع منتخبات كينيا واثيوبيا واوغندا ورواندا بالاضافة الي السودان بالطبع التي لاتحتاج العلاقات معها الي لقاءات.. ولكن التواصل الكروي سيجعل هناك مزيداً من التلاقي الذي قد يزيل أي رواسب. دراسات صقر الدراسات التي بدأت في المجلس القومي للرياضة تكشف أن هناك فرصا كثيرة لاستثمار النجاحات التي حققتها مصر في الفترة الماضية في العديد من اللعبات نظراً لخلافات داخلية بين مسئولي هذه الاتحاد.. وخروج البعض عن المسار الذي من المفترض ان يسير فيه الجميع لتنمية التواصل الرياضي مع الدول العربية والقارة الافريقية. وكان المهندس حسن صقر خلال اجتماعات وزير الشباب والرياضة العرب الذي عقد مؤخراً في لبنان قد وصلته اشارات الي ان التواصل مع العديد من الاتحادات خاصة كرة القدم تأثر سلباً في المرحلة الماضية، ولابد من استخدام هذه الدبلوماسية الكروية لدعم المواقف المصرية في الكثير من القضايا علي كافة المستويات. عقد سمير زاهر اجتماعاً مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسن شحاتة المدير الفني وبحضور شوقي غريب المدرب العام وتم التشاور حول الدور الذي يمكن ان يلعبه المنتخب بماله من شعبية كبيرة في القارة الافريقية في دعم سياسة الدولة نحو الهجرة الي الجنوب وكان هناك ترحيباً كبيراً للمشاركة في هذا الدور الوطني الذي يعد استثمارا حقيقيا لانجازات المنتخب. كان الفريق الوطني قد تلقي دعوات لاداء مباريات ودية في الفترة المقبلة بعد كأس العالم مع منتخبات توجو وشيلي والكويت وغيرها.. لذا يرسم الجهاز الفني للمنتخب برنامج اعداده علي خطين متوازين الاستعداد الفني من خلال اختيار الفرق التي تتناسب مع المتطلبات الفنية للتجهيز لتصفيات كاس الأمم الافريقية 2102 وبين الخط الاخر بدعم الدبلوماسية الكروية والاتجاه نحو الجنوب لما في هذا الخط من دور وطني يقدره شحاتة ومعاونوه.