عصام عبد الحافظ إلي متي يستمر هذا الجدل السياسي؟ وإلي متي تتواصل هذه الرغبة العارمة في التربص والتصدي لكل ما يصدر من الرئيس محمد مرسي.. ولكل ما يتخذه من قرارات وإجراءات.. وللأسف يحدث ذلك وهم يرفعون ستارة الثورة.. وهذا يؤدي إلي توسيع رقعة الفُرقة والانقسام بين الذين كانوا في صفوف المواجهة ضد النظام السابق وأعوانه. لقد نجح المحرضون في إشعال نار الفتنة.. وأجادوا ترتيبات حرب الوقيعة بين أصدقاء الميدان وكل ميادين مصر المحروسة التي كانت ساحات للثورة ضد الظلم والفساد والاستبداد.. وزرع المحرضون وأعوانهم بذور الشك والتشكيك والتهوين في كل القرارات والإجراءات والترتيبات التي تستهدف شأن الوطن وصالح المواطن.. وبمرور الوقت تنامت هذه المشاعر الأمَّارة بالسوء إلي تشاؤم وأماني بفشل الرئيس مرسي وحكومة قنديل. لقد استخدم المحرضون سلاح الإعلام المتواطئ.. وصوّبوا سمومهم من خلال القنوات المفضوحة التي يمتلكها رجال أعمال نظام مبارك.. وروجوا للأفكار الهدامة وأشعلوا حرب الوقيعة من خلال فضائيات الذين تربحوا في ذلك العهد الذي سيطر فيه الظلم علي العدل، واستفحل فيه الشر علي الخير.. وبهذا التحريض المتعمد.. وبهذا التغييب السافر للحقائق أعادوا الفوضي والتدمير الذي بشر به مبارك قبل خلعه وكأنها كلمة السر التي التقطها أعوانه ورموز نظامه ولتفعيلها بالبلطجية والمخربين وبالقنوات المفضوحة. نعم الرئيس مرسي ليس بنبي لكي نمنحه طاعة عمياء.. وقد تعهد قبل انتخابه وأمامنا في ميدان التحرير يوم 29 يونيو الماضي بكلمات استعارها من مقوله الخليفة أبي بكر الصديق »أطيعوني ما أطعت الله فيكم.. ولا تطيعوني ما عصيت الله فيكم«.. وأليس من حق الرئيس علينا أن نسانده ونعينه لكي يثبت أركان الدولة ويستعيد الأمن ويلبي احتياجات الفقراء والغلابة التي أهدرها النظام المخلوع، ويسترد إرادة وريادة مصر عربياً وافريقياً وإسلامياً.. ألم يحاول في كل ذلك بإخلاص؟ وهل يعترض أحد علي إعادة فتح محاكمات قتلة الثوار للقصاص للشهداء والمصابين.. ألم يكن إقالة النائب العام السابق مطلباً شعبياً ومن كل الطوائف والقوي السياسية.. أليس من حق الرئيس أن نمنحه الفرصة كاملة لكي يحقق تعهداته؟!